يا للخزي ... و يا للعار ١. لقد صدم الشعب السوداني قاطبة ، كما صدم العالم كله و هو يتابع مشاهد المجزرة الشنيعة التي ارتكبت في حق طلاب الثانويات بمدينة الأبيض يوم الأثنين /٢٩/٧/٢٠١٩ ، تماماً كما صدموا من قبل عندما وقفوا علي حجم المأساة في أحداث فض إعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش في الثالث من يونيو الماضي . و تسمرت عيون الناس في محاجرها و هم يتابعون فيديو القتلة الذين كانوا يصوبون فوهات رشاشاتهم و بنادقهم ، في إصرار و حقد عجيبين ، لتحصد أطفالاً عزلاً كل جريمتهم أنهم خرجوا يعبرون عن معاناتهم و حرمانهم من ضروريات الخبز و الماء و الكهرباء . أي ظلم هذا و أي وحشية و أي غدر و أي إعتداء ؟ لقد صار جلياً أن فلول النظام البائد ، بكل تشكيلاته و مسمياته ، هم الآن أعداء الشعب السوداني الحقيقيين ، فهؤلاء القتلة المجرمين ما يزالون يحيكون الدسائس و المؤامرات ، و يعملون و يحلمون بأنهم سيعودون لحكم هذا الوطن الشامخ الجريح من جديد . و يزهقون في سبيل أحلامهم هذه الأرواح المسلمة المؤمنة بربها المعتزة بوطنها الغارقة في حب أهله و فضائل الأخلاق . أي نوع من الكائنات هؤلاء الذين يسترخصون قتل النفس البشرية ؟ ألم يقرأوا قول الله تعالي : " و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق " . و قوله جل و علا : " إنما السبيل علي الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق ، أولئك لهم عذاب أليم " . ألا تقشعر أبدانهم و جلودهم عند سماع قول نبينا الكريم : ( لزوال الدنيا أهون علي الله عز و جل من سفك دم مسلم بغير حق ) . و قد ورد هذا الحديث في رواية أخري : ( لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل مسلم ) . ألم يتعظوا بقوله ، صلي الله عليه و سلم : ( إذا اطمأن الرجل إلي الرجل ثم قتله بعدما اطمأن إليه ، نصب له يوم القيامة لواء غدر ) . ألا ترتعد فرائص هؤلاء الجبناء من قول رسولنا الكريم : ( إن الله ليملي للظالم ، حتي إذا أخذه لم يفلته ، قال ثم قرأ : " و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القري و هي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد " . إن هذه المجزرة التي حدثت في مدينة الأبيض ، تقع مسؤوليتها كاملة و مباشرة علي المجلس العسكري و حكومة ولاية شمال كردفان . و سوف لن ننسي هذه المجزرة أبداً . و سوف لن يرتاح لنا بال أو يغمض لنا جفن حتي نري أن العدالة قد أخذت مجراها - بكل الجدية و بكامل الشفافية - و تم القصاص لهؤلاء الصبية و أولئك الفتيات اليافعات من قاتليهم الفعليين و من الذين يقفون من ورائهم . - الخزي و العار و الصغار و الذلة لهؤلاء الذين يقتلون هذه الغصون البضة التي كانت تحلم بأن تثري شجرة الحياة و شجرة الوطن . - و الخزي و العار و الدمار لأولئك الذين يقفون وراءهم ، و الذين غسلوا أدمغتهم حتي أوصلوهم مرحلة إستسهال القتل و صناعة الإنسان المتوحش . - تعازينا الحارة لكل أسر الشهداء ، و لكل أهلنا في مدينة الأبيض . - اللهم أغفر للشهداء و ارحمهم و أكرم نزلهم . اللهم تقبلهم عندك قبولاً حسناً ، و أنزلهم منزلة طيبة كريمة عالية رفيعة مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا . اللهم أجعل هذه آخر أحزاننا في هذه المدينة الصافية النقية ، مدينة التاريخ البطولي ، مدينة الصمود ، مدينة العزة و الشموخ ، مدينة سماحة أخلاق أهل السودان ، و كذا في سائر أرجاء الوطن العزيز . اللهم أجمع شملنا ، ووحد كلمتنا ، و اجعلنا يداً واحدةً تضرب في سبيل العباد و البلاد ، و تدك حصون المخلوع عمر البشير و أعوانه إلي غير رجعة . و نهيب بقوي الحرية و التغيير أن يواصلوا الليل بالنهار ليتموا تسليم زمام الأمور إلي حكومة مدنية لتشرع في إنهاء دولة الظلم و إرساء قواعد دولة القانون . و حسبي الله و نعم الوكيل علي كل متكبر جبار . د. بشيرعمر محمد فضل الله . جدة - المملكة العربية السعودية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة