انتهج شعراء الصوفية منهجاً لغوياً، وفلسفياً خاصاً بهم، فأصبحت هويتهم الشعرية، والفلسفية، متميزة عن غيرها، واضحة وضوح الشمس.
حيث تبدأ القصيدة عندهم بالعشق، وتنتهي به، حاملة في طياتها، أسمى معاني الحب الإلهي، فكيف نتحدث عن الصوفية، ولا نتحدث عن سلطان العاشقين؟ شرف الدين عمر بن الفارض.
من هو ابن الفارض؟ هو عمر بن أبي الحسن بن المرشد، المعروف أيضاً بشرف الدين عمر بن الفارض، ولد في مصر سنة 576هـ/ 1181م، أبوه من مدينة حماة السورية، جاء إلى مصر، وعمل فيها قاضياً شرعياً.
وكان يسمى الفارض، حيث كانت مهمته أن يفرض على الرجل حقوق زوجته، فسمي ابنه، ابن الفارض.
قرر عمر بن الفارض، أن ينتهج الزهد في صباه، فكان يخلو إلى نفسه، في جبل المقطم في مصر، كما كان يتبع شيخاً اسمه البقار، فأخبره شيخه أنَّ عليه أنْ يرحل عن مصر إلى الحجاز، حتى يفتح الله بصيرته.
فرحل عمر إلى مكة، حيث اعتزل فيها عدة أعوام، حوالي خمس عشرة سنة، قضاها جوالاً في مكة.
عاد ابن الفارض إلى مصر، وقد نظم معظم قصائد الغزل، إضافة إلى قصائد العشق الإلهي في مكة المكرمة، فقضى بقية حياته في مصر، حيث كان له تابعين فها، يستمعون إلى أشعاره، ويحفظونها.
إلى أن توفي سنة 632هـ/1235م، ودُفن في جبل المقطم، حيث أُقيم فوق قبره مسجدٌ حمل اسمه، كما جُمعت أبياته في ديوان حمل اسمه أيضاً، جمعه حفيده لابنته.
ويقول حفيده في وصف هيئته: (كان الشيخ، رضي اللّه عنه، معتدل القامة، وجهه جميلٌ، حسنٌ، مشرَّبٌ بحمرة ظاهرة، وإذا استمع، وتواجد، وغلب عليه الحال، يزداد وجهه جمالاً، ونوراً، ويتحدَّر العرق من سائر جسده.
حتّى يسيل تحت قدميه على الأرض، ولم أرى في العرب، ولا في العجم مثل حُسن شكله، وكان عليه نور، وخفر، وجلالة، وهيبة...).
منقول:
01-18-2020, 05:56 PM
يحي قباني
يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18716
الخمر في شعر ابن الفارض يحمل المعنى المجازي للكلمة يطلق اسم القصيدة الخمرية، على القصائد التي تتناول موضوع الخمر، والسُكْر، و أشهرها خمريات أبي النواس.
لكن شعراء الصوفية، أعادوا تشكيل القصيدة الخمرية، بمعانٍ مجازية، حتى أصبحت خمريةً روحية، تتحدث في معناها، عن الغياب عن الدنيا، في العشق الإلهي، ومنها خمرية ابن الفارض، وقوله:
شَربنا عَلى ذكر الحبيبِ مُدامةً سَكِرنا بها مِن قبل أن يُخلَقَ الكَرْمُ
لَها البَدرُ كأسٌ وهي شمسٌ يُديرها هلالٌ وكم يبدو إذا مُزِجتْ نَجْمُ
ولولا شَذاها ما اهتديتُ لِحانِها ولولا سناها ما تصوّرها الوَهْمُ
ولَمْ يُبقِ منها الدهرُ غيرَ حُشاشةٍ كأنّ خفاها، في صدور النُّهى، كَتْمُ
فإن ذكرتْ في الحيّ أصبحَ أهلُهُ نشاوَى، ولا عارٌ عليهم، ولا إثمُ
السلام عليكم مما ينسب للشيخ قريب الله أبو صالح سلام سلام أهيل المدام وللنابلسي قف جانب الدير سل عنها القساسيسا وللشيخ قريب الله مع المغني كرومة قصة مشهورة حين تغني كرومة في حي القلعة يا ليل ابقي لي شاهد ويعجبني إنشاد محمود شريف له الرحمة ل قف جانب الدير. وفي العشق الإلهي يفني البعض ويسكر
وكما قال العمرابي خمرة هواك يا مي صافية وخلية وخمر الصوفية لا يدركها كثر وكما قيل يغني المغني وكل حسب هواه
الأخ الأستاذ يحيى قباني والسادة الأساتذة معاذ حسن، عادل امين، عباس محمود، والأستاذة إخلاص عبدالرحمن.. تحيتي ومعزتي.. أعجبني خيطكم هذا وأحببت أن أشارك.. عمر بن الفارض من كبار الأولياء الذين اشتهروا بأشعار المحبة والعشق الإلهي... وأشعاره كلها تدور في ذلك.. أولياء السودان لم يبرزوا بكتابات عرفان ولكن كما قال الأستاذ محمود كان عملهم المحبة والأدب، وقد اشتهر السيد الحسن (راجل كسلا) بالمحبة أيضا، ولعله السر أن العرسان حديثي الزواج عند الجمهوريين يزورون السيد الحسن ، وعلى مقولة أن لا صدفة في الوجود، فلعله أيضا لذلك السبب كسلا هي مدينة لقضاء شهر العسل للسودانيين..
أنا من مدينة كسلا وأزور السيد الحسن، وفوجئت حينما زرت ضريح الشيخ عمر بن الفارض بجبل المقطم بمدينة القاهرة أنه يكاد أن يكون ضريح السيد الحسن في سكل الضريح والإحساس به ... يشبهه شبها عجيبا... ولعل السر في ذلك هي وشيجة المحبة.. القصيدة أدناه للشيخ بن الفارض ينشدها الخوان الجمهوريو، وهي جميلة ولطيفة من المنشد هاشم فتح الرحمن...
01-24-2020, 00:07 AM
منتصر عبد الباسط
منتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4283
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة