النساء والطلح والشاف والجفاف في السودان( مقال هابط لا يستحق القراءة فى الشرق الاوسط عدد اليوم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-05-2025, 08:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2006, 11:55 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30766

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النساء والطلح والشاف والجفاف في السودان( مقال هابط لا يستحق القراءة فى الشرق الاوسط عدد اليوم)

    Quote: Quote: النساء والطلح والشاف والجفاف في السودان

    حروب إبادة الشجر والنبات فى السودان

    قد سبق التوسع التدريجي في زراعة مساحات واسعة من الذرة في جنوب كردفان ـ هبيلا، كرتالا، المقينص، كيلك، تأبير لكبرى الاشجار ذات العمر الطويل وازالة غابات بأكملها من الوجود بما يمكن ان يطلق عليه حرب ابادة الغابات في جنوب كردفان التي مهدت للابادة الجماعية للبشر فى جبال النوبة في سني الانقاذ الاولى «التي عمدتها الفتوى سيئة الصيت: فتوى بقتال الخوارج الصادرة بتاريخ الاثنين 24 شوال 1413هـ الموافق 27 نيسان/ أبريل 1992».

    بدأت هذه الابادة الجماعية للغابات على يد الفئة التجارية ذات القسمات المرعبة التي اطلت لاول مرة مع زراعة سمسم الغضارف التي ارخت لها الاغنية الشعبية الشهيرة في مطلع عقد الخمسين في القرن العشرين: يا سمسم الغضارف الزول سغير ما عارف **، ثم حملت تلك الفئة المرعبة معها ذلك الداء الذي يصيب الانسان والنبات والشجر بفقدان المناعة: الجفاف، التصحر، والتناحر القبلي أيان سارت وحلت** ـ من الغضارف الى جنوب النيل الازرق الى القيقر فالرنك فدنقولاي فالدالي فالمزموم فهبيلا فكرتالا وكيلك والمقينص ثم اخيرا وليس اخرا جنوب دارفور.

    لا تختلف هذه الفئة من تجار الحطب والفحم والنباتات العطرية التي تقوم عادة بدور الجرار لفتح الطريق امام حاملي تراخيص مشاريع الزراعة الآالية ـ كثيرا عن النخاسين وتجار الحروب الذين لا يزدهرون إلا مع اشتعال الحرائق والمذابح والدمار وحينما يتحول الإنسان إلى سلعة **.

    حينما تكون الأشجار عدوا تفوح جثتة برائحة زكية

    كلمة حق لا بد ان تقال، إذ أن مسؤولية ما جرى لغابات السودان من تأبير ومذابح لا يتحملها الرجال من «الفحامة« و«عشاق الشواء على الجمر» و«مدمني معاشرة المرأة» «طابقة البوخة الخارجة لتوها من حفرة الدخان تهتف من الدوخة» وحدهم فلنساء اصحاب المشاريع في الزراعة الالية، ولنساء كبار الافندية، ولنساء سماسرة الاراضي ولنساء رجالات بنوك القرض الحسن ولنساء الجلابة في السودان عموم ـ وعلى وجه الدقة أرداف أولاء النساء بكل الاحجام التي دارت حولها فنتازيا شعراء ومغني «الحقيبة» نصيب يستحق عدم الاشادة به في الخراب الذي قضى على الخضرة في ارض السودان.

    وكما تبدأ كبرى الحرائق من مستصغر الشرر تبدأ كارثة التجني على الاشجار العطرية بحاسة الشم الحادة لدى تجار الحطب والفحم اذ يمعنون النظر كثيرا وطويلا في انواع الاشجار النادرة التي تفننوا في اقتلاعها وحرقها كما يمعن النخاسون النظر في اجساد الصبايا من السبايا لاختيار الرعابيب منهن لانفسهم والباقيات الاقل تطرية للاسواق ـ مستخدمين اخر التقنيات التي وصل اليها نظراؤهم في النحر في غابات الامازون.

    يبذل قتلة الاشجار السودانية عادة جهدا خارقا للتعرف على الاشجار العطرية النادرة من فصائل «الطلح والدوروت» فيعقرونها بفؤوس لها شفرات الصوارم ويترفقون في تشقيقها حتى لا تتطاير بعض الشظايا بعيدا فتذهب سدى ثم يسلخون لحاء الطلح والدوروت بعناية ومتعة بالغة اذ أن جثة العدو فى هذه الحالة تفوح لهم دائما برائحة زكية وكأنهم يدحضون بذلك المثل الذي أطلقته السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق فاضحى سائرا: ماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، ثم يقومون بتقطيع اوصال شقائق الشجرة العطرية الي ربطات صغيرة كحزم من البصل الاخضر والفجل الاحمر والجرجير لكي يباع ذلك الدوروت والطلح «شافا» مخصوصا لنساء اثرياء المدن اللاتي يحتفين به كثيرا في حضرة الضفرة والصندل المغموس في «المحلبية» و«السرتية» تحت الشملة، وبكلمة «الخمرة» فوق «حفرة الدخان» ـ ثم ينهضن الفارعات تماما كالأشجار الباسقة قبل ان تبقر وتنحر خصيصا لتلبية رغائبهن الشهوانية الجامحة فيضوع الشاف صورة كما تصورها أغنية «يا طابق البوخة». وهكذا لم تتخلف ارداف نساء المدن الصقيلة الندية ايضا عن حملة التدافع المحمومة لافقار الجسد الدغلي العارم لجنوب القضارف وكردفان ودارفور من اشجار «الطلح» و«الدوروت» وطيوب غواني الشجر والنباتات العطرية وأسهمت تلك الشرائح من النساء وعلى طرائقهن الخاصة في الجفاف والتصحر والتنازع القبائلي والتطهير العرقي.

    وماذا عن التطهير العروقي للنباتات العطرية وأشجار الدوروت والطلح والشاف

    حسنا، لا بد مما ليس منه بد ان يقدم هؤلاء الذين خططوا واقترفوا اوامر وتنفيذ المذابح الفردية والجماعية في اي ركن من بلاد السودان لمحاكمات عادلة عاجلا او آجلا ولكن السؤال الذي سيظل ضائعا: وماذا عن اولاء الذين تولوا عزق الارض وتسويتها لتجري عليها المذابح البشرية؟

    هؤلاء الذين ابادوا غابات باكملها والذين هجروا الطير والحيوان والزواحف زرافات ووحدانا الى خارج الحدود السودانية؟

    واخيرا ماذا عن النساء اللاتي شاركن بأثقالهن وأطماعهن الجسدية في حروب القضاء على السحاب والنبات والشجر الحسن ؟

    [email protected]

    الشرق الأوسط
                  

05-06-2006, 00:42 AM

Al-Shaygi
<aAl-Shaygi
تاريخ التسجيل: 11-16-2002
مجموع المشاركات: 7904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النساء والطلح والشاف والجفاف في السودان( مقال هابط لا يستحق القراءة فى الشرق الاوسط عدد ال (Re: jini)



    الأخ جني

    هذا بكل أسف زمن المهاذل ....

    المقال إذا جاز لنا أن نسميه مقالاً هزيل وركيك وكله إسفاف وفيه همز ولمز وعنصرية بين السطور.
    وواضح من بين أسطره هوية كاتبه الذي لا يعرف حتى أبسط قواعد الكتابة حتى الهجاء جهله تماماً القضارف سماعها غضارف وذكرني بالنكتة حقت الفلاتي القال: غضارف كله أكارف، والمسكين يعني أن القضارف مليئة بالعقارب.

    إلى متى سنعاني من هؤلاء الجهلة مدعي الكتابة والمعرفة؟؟؟

    على كل أخي جني العيب ما في مدعي الكتابة وإنما في خضراء الدمن كما سماها أحد مشايخ السعودية والتي لا هم لها سوى نشر الغث وفتح أبوابها للدهماء لتجعمل مهم كتاباً ومفكرين، وما أكثر أمثال هذا هنا بيننا ينعقون صباحاً مساءاً.


    الشايقي

    _____________
    فاوضني بلا زعل
                  

05-06-2006, 10:05 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30766

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النساء والطلح والشاف والجفاف في السودان( مقال هابط لا يستحق القراءة فى الشرق الاوسط عدد ال (Re: Al-Shaygi)

    Quote: وصفة للخروج من الغيبوبة في السودان

    يبدو ان السودان الشمالي والاوسط والجنوبي، لم ينعم بالاستقرار، منذ سقوط السلطنة الزرقاء 1505ـ1820، تحت سنابك الغازي المصري التركي 1820م، وهزيمة سلطان دار فور ابراهيم حسين في موقعة منواشي 1874م. وقد جاءت الهزيمة على يد النخاس المعتمد لدى اسرة محمد على باشا، الزبير بن رحمة، الذي كان يحارب بالاصالة عن نفسه وبالوكالة عن دولة والي مصر، والتي انعمت عليه بلقب ورتبة الباشوية للخدمات الجليلة التى اداها لها. فامدته بالسلاح الناري الفتاك، والمجهول لدى القبائل النيلية آنذاك، فاقتحم به مجاهل الغابات الاستوائية، واجتاح السلطنات المسلحة بالعصي والحراب والكرابيج والسيوف والسهام في دار فور ووادي وباقرمي لادخالها تحت هيمنة الباشا محمد علي، الذي اعد نفسه لبناء وقيادة امبراطورية ضاربة تمتد من افريقيا الى الشرق العربي الى حدود الباب العالي في الاستانة. لم ينعم هذا السودان منذئذ (وحتى هذه اللحظة التي تنداح فيها دوامات الحروب الاهلية دوائرا لتتسع بانتظام) بقسط من الاستقرار الاداري والسياسي ليتفرغ الى تنمية قواه البشرية والطبيعية، فيما ظل الاستثناء الفاقع اللون في خضم ذلك الاضطراب تلك المفارقة الهازئة التي تؤكد باستفزاز ان الاستقرار الاداري والتنمية الاقتصادية والتعليمية المحدودة التي شهدها السودان في تاريخة الحديث قد اتفق لها ان تتحقق على يد الاستعمار البريطاني 1898ـ 1956م وليس الحكم الوطني من قبل ومن بعد. فعرف السودان لاول مرة الخطوط الحديدية 1892ـ1912 ، كلية الطب 1924، مشروع الجزيرة ،1926 كلية الخرطوم الجامعية، والمطبعة والصحيفة، وقلم الرصاص ولوح الاردواز كمعالم في طريق الحداثة السودانية. وتمضي المفارقة قدما وعلى نهج فضائحي تماما كراقصة عارية تداهم على حين غرة عبادا وزهادا في عقر معبدهم الديني المقدس بكامل عريها وفتونها، فتقسرهم مفاجأة الذهول على الاستسلام والاستغراق في تأمل جسدها العاري.
    المفارقة الفاجعة انه كلما توغل السودان متباعدا من الفترة الاستعمارية، كلما تقهقر بانتظام الى الخلف ادارة وسياسية واقتصاد وثقافة وعقلانية. والى ذلك فإذا كان ثمة شيء قد تحقق منذ الاستقلال وحتى الان، يستحق التوقف والنظر، فهو ان الذين حكموا السودان عبر ما يقارب نصف قرن من الزمن ( 48عاما) قد بذلوا كل ما فى وسعهم للبرهان على فرضية جد اسطورية، تدحض مبادئ علم الطبيعة التي تقول بان للزمان بعدا واحدا لاغير هو الاتجاه صوب الامام، من الحاضر الى المستقبل ومن ثم يصبح من العبث بمكان السير عكس اتجاه حركة الزمن.

    ان تجربة الحكم الوطني السوداني منذ الاستقلال وعلى وجه خاص تجربة دولة الازمة ( بلغة د. حسن الترابي في اطروحته للدكتوراه بجامعة السربون اغسطس 1964م) او دولة الانقاذ، دولة الخيار الحضاري، هي سعي متصل دؤوب للسير بالزمان في السودان في اتجاه معاكس لبعدة الطبيعي، هذا التقدم المستحيل الى الماضي، لم يتسن له، بكل اسف، ان يضع السودان على اعتاب اشعال انوار النبوة ايام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتسن له ان يضع السودان على اعتاب سني الراشدين من الخلفاء ابوبكر وعمر وعثمان وعلي، ولم يتسن له ان يضع السودان على اعتاب العصر الذهبي للفتوحات الاسلامية الاموية والعباسية اليانعة التي امتدت من بحر قزوين شرقا الى جبال البرنيس غربا، ولم يتسن له ان يضع السودان على اعتاب السلطنة الزرقاء فى سنار او سلطنة دارفور على ايام السلطان تيراب وعبد الرحمن الرشيد، ومع ذلك، والحق يقال، فقد عاد السودان تكلأه عناية ورعاية رجالات المجلس الاربعيني للجبهة القومية الاسلامية 1989 الي ايام الجهدية ومجاعة سنة 1306هجرية في المهدية 1885ـ1898م مجتازا الى ايام التركية الاولى 1820ـ1885، حيث تمنى السودانيون انذاك و(الخازوق) امامهم ، و(الباشبو زق) من خلفهم ان يحشروا (عشرين في تربة ولا ريال في طلبة).

    من هنا، فاولى المهام التي تواجه قوى التنوير والعقلانية في السودان وعلى وجه خاص، مؤسسات المجتمع المدني في الداخل والمهاجر، العمل على عودة الوعى للحياة الاجتماعية والثقافية ومؤسساتها، وذلك ليس بالامر اليسير، خاصة بعد أن تحولت اللاعقلانية ـ اللاوعي ـ مع الخرافات والاساطير، الي ايدولوجية لها شيوخ وحواريون وقبائل، يبذلون جهدا غير مقدس لتأصيلها في التربة السودانية بحسبانها هوية للفرد والمجتمع والدولة.

    وتبدأ الخطوة الاولى في كشف قناع ايدولوجية الغيبوبة فى فضاء الثقافة، بالاقتراب من الهوية السودانية المتعددة التي تم حصرها وحصارها في واحدية اللغة والدين، والثقافة العربية الاسلامية،على الرغم من ان استقراء الجغرافيا والتاريخ والانثربولوجيا الثقافية، يؤكد بالبيان الاحصائي، ان التعددية قسمة جوهرية في هوية الفرد والمجتمع السوداني. فالسودان متعدد القوميات والاديان والثقافات واللغات والهوية حتى على مستوى الفرد الواحد Multiple Identity. وهذا التعدد غير قابل ان يبتسر في الاحادية، وليس جريا مع التبسيط نتاجا للدمج القسري الذي فرضه محمد على باشا باحتلاله في عام 1820م بحثا عن الذهب والعبيد ومطاردة المماليك كما اذاع، وليس نتاجا للحكم الثنائي الذي اعاد استعمار السودان في 1898م، ولكنه يمتد الي مجرى ومسارب ابعد غورا من القرن التاسع عشر الى الاف السنين التي صاغت شعوب وثقافات واديان ولغات واقاليم ما يعرف حاليا بالسودان. ويكتسب مفهوم السوداني، متعدد الهوية، بعدا هاما في بناء مجتمع مدني فى السودان واعادة صياغة وتحديد الوظيفة والاطار للدور الذى يلعبه المجتمع السياسي(او الدولة في مجتمع متعدد الاديان والثقافات واللغات).

    حينها يضحى من الضرورة بمكان الاعتراف بكل اللغات الحية التي يتحدثها السودانيون، والاعتراف يعني كتابتها وتدوين آدابها وتاريخها وتدريسها في المدارس والجامعات للناطقين بها والراغبين في التعرف عليها. ويضحى من الضرورة ايضا فصل الاعلام والثقافة عن مؤسسة الدولة، ولا مناص من ان يكون الاعلام قوميا او استثمارا لمن اراد.

    واذا كان الاقتصادي يقترب من الثقافة ومؤسساتها ومفرداتها كآليات لتعزيز مجرى التنمية البشرية الشاملة، فإن المعنى بالوظيفة الثقافية للتنمية لا يفصل بينهما، الا في اطار ترسيم الحدود بين تخصصات العلوم االانسانية على المستوى الاكاديمي الصرف. وترى الشواهد ان التجربة السودانية منذ انتصار المهدية 1885، فالحكم الثنائي 1898، والحكم الوطني منذ الاستقلال 1956، وحتي غيبوبة حقبة الانقاذ 1989قد تضافرت بمستويات متفاوتة في اختصار واختزال وابتسار الثقافة بدرجات متفاوتة، فيما تؤكد تلك التجربة بشواهدها ان اهمال الثقافة بمعناها الواسع، اواقصاءها اواخضاعها كتابع ذلول لاتجاهات الادارة السياسية والايدولوجية، قد كان جزءا مكونا للمعضل السوداني العام الذى دفع بالبلاد الى هاوية المجاعات والهجرات الجماعية والتطهير العرقي والثقافي ودوامات الحروب الاهلية. ولذا فلا بد ومن أجل مدخل سليم ، يتجنب ابتسار الثقافات اواقصاءها في سودان المستقبل، ان نضعها في اطارها الطبيعي، كاحدى مقومات المجتمع المدني الاساس، وكرتاج للتنمية البشرية الشاملة.

    * أكاديمى سوداني واستاذ بجامعة ليستر ببريطانيا



    التعليــقــــات
    أحمد حمزة ، «جدة -السعودية»، 26/08/2004
    مكونات الشخصية السودانية لشمال ووسط وغرب السودان وشرقه، عملية تواصلت عبر مراحل، أو فترات تاريخية، وهي لا زالت في حالة تشكل، حيث أن السودان- الذي لم يعرف الحكم المركزي إلا في نهايات القرن التاسع عشر، ومساحاته المترامية - وإنعدام مقومات حياة الإستقرار السياسي والإقتصادي، كلها عناصر أبقت على فراقات على جدار الثقافات السودانية تنتظر التفعيل و التطوير.
    الحيث عن هيمنة الثقافة العربية الإسلامية، هو حديث يجب أن يتم تفصيله، فإن كان يقصد بالهيمنة السياسية، فإن من يأتون للحكم على أسنة الرماح، يمارسون القهر السياسي على الجميع، دون تمييز بين الأصول والأعراق، و ينطبق هذا على السحق الإقصادي والمعيشي ،مع تفاوت في الدرجة -حيث يشتد في مناطق الأزمات - و الحروب ، و الحالة هذه - أن الإستغلال لا يفرق و لا يرحم كائن من كان.
    و نأتي إلى ما يثير المناقشة، وهو ما يطلق عليه البعض الإستعلاء الثقافي والعرقي، وفي إختصار، فإن هنالك عدد من المثقفين، يتجاهلون حقيقة أن الحوار والتلاقح الثقافي بين مكونات الثقافات السودانية لم ينقطع، بل تواصل حواراً وصراعاً سلمياً، لدرجة أن بعض العبادات الدينية الإسلامية نالت نصيباُ من هذه الموروثات المحلية، هذا التفاعل والتلاقح لا زال يتواصل، بما يجعل هنالك سمات عامة ثقافية مشتركة، وهنا لا يمكن، بالتأكيد، تجاهل الثقافة الإسلامية ودورها في تكوين الوجدان الجمعي لسكان المناطق المشار إليها، لذلك عند الحديث عن الحقوق الثقافية - بما يحقق ذاتية أي من المجموعات السكانية بالسودان، يجب أن يتم ذلك دون نعرات عنصرية ضد الثقافة العربية الإسلامية، وإلا فإن الثقافة العربية سوف تجد نفسها - أيضاً في حالة تطالب فيها بحقها في أن تفتح أمامها الأبواب ( بعدم تعبئة المجموعات السكانية ضدها - كما يحدث الآن من بعض المثقفين )، لقد تطرق الكاتب للغات المحلية و نادى بكتابتها ..إلخ، وكما معلوم - تايخياً ، فإن اللغات او اللهجات المحلية، منها ما يتطور- والذي يحدد سقف تطور هذه اللغات، هو قدرتها على أن تتحول إلى لغة للعلوم والمعرفة، وإلا بقي تطورا محليا - وهو مرغوب فيه - طالما فيه تحقيق للذات وإثراء للوجدان بتعبيراته المختلفة -التي من بينها اللغة- و يحقق التعايش او الحوار بين الثقافات، ولكن يجب أن لا يتم ذلك ضمن مفاهيم التمترس والقوقعة، التي تسعى لتحصين المجموعات السكانية داخل أسوار من المفاهيم المعادية للثقافة العربية (حيث أن مثل هذا العداء يشتمل ضمناً على عداء لما هو إنساني ، طالما أنه يبحث عن الإتغلاق). لذلك أرى أن العقبة لا تكمن في أن هنالك من ينادي بكتابة لغته وتحويلها إلى لغة علم ( هنالك لهجات تندثر مع التطور الإقصادي - وجود السوق المركزي - التحول إلى المجتمع الصناعي ..الخ- و منها ما ينمو وفق الرؤية سالفة الذكر)، بل العقبة في توفير المناخ السياسي ة الإجتماعي الذي يقود إلى فسح المجال للثقافات المتنوعة أن تطور نفسها بالطريقة التي تفرضها قدرة هذه الثقافات على النمو والتمازج، وليس بالطريقة المتعسفة التي يريدها البعض، وهذا لن يكون متاحاً إلا ضمن نظام حكم ديمقراطي، لا مركزي، كنا حتى وقت قريب نخشى من أن يؤدي الحكم الفدرالي إلى إضعاف وحدة السودان، لكن أكدت الأحداث أن الفدرالية - الحقيقية - هي النظام الذي يستوعب الطاقات الثقافية والإقتصادية- و من قبل السياسية.

    abdel rahman Hassan، «holland»، 26/08/2004
    ما أكثر اصحاب الشهادات الجامعية وما أكثرهم جهلآ ، يبيعون اوطانهم بأبخث الأثمان للحصول علي green card

    Haroun Hamid Abakkar، «Sudan»، 26/08/2004
    يقول الإستاذ الكريم: "حينها يضحى من الضرورة بمكان الاعتراف بكل اللغات الحية التي يتحدثها السودانيون، والاعتراف يعني كتابتها وتدوين آدابها وتاريخها وتدريسها في المدارس والجامعات للناطقين بها والراغبين في التعرف عليها"
    يبدو إنك تخرف يا أستاذ... السودان به أكثر من 700 لهجة ولغة غير مكتوبة.. أي لا حروف هجائية لها... هل نؤلف لها حروف.. هل نبتدع لها تاريخ.. أنا "داجاوي.. داجو مونجو " يا بروفسور ليس للغتنا حروف ولا نعرف لأثنيتنا أي تاريخ ولا ندري ما هوتنصنيفها: هل هي لغة حية أم ميتة أم تحتضر؟,, يبدو إنك نوبي وتعتقد بأن قدماء الفراعنة نوبيين وتريد تدريس الهيروغلوفية في المدارس السودانية.. لا تضحكوا علينا يا نخبة المهجر.. تعالوا إلى السودان وأنظروا ما فيه؟ تعالوا تحسسوا آلامه أو أسكتوا.. السودان ليس في حاجة إلى تدوين لغات أو تدريس لهجات ( هذا يكلف كثير ..هذا من الكماليات) الأرخص والضروري جداً هو الطعام.. السودان في حاجة إلى غذاء ودواء وأمن وسلام.. هذا هو الضروري.. ويكفي أن يتحدث السودانيون باللغة العربية.. على الأقل حتى يتعلموا لغة أخرى إنجليزية أم أمهرية أو حتى هيروغلوفية حديثة!!!.


    abdullah Adam، «Qatar»، 30/08/2004
    لا أعرف عن كاتب المقال الوارد في صحيفتكم الشرق الأوسط بتاريخ 26-8-2004 بعنوان "وصفة للخروج من الغيبوبة في السودان" سوى أنه يقول إنه أكاديمي سوداني وأستاذ في جامعة ليستر ببريطانيا ويفترض في الأكاديمي أن يكون موضوعيا وعلميا في طرحه للقضايا حتى وإن كانت صادرة من أكثر معارضيه بغضا وكرها إلى نفسه.
    ذلك أن كاتب المقال عرض الكثير من القضايا الجدلية بل إن بعضها ملفق ولو كانت صادرة من كاتب مبتدئ أو صحفي متمرن لكانت مبررة ولكن أن تصدر عن أكاديمي يفترض فيه العلمية فتلك مصيبة وإن كان الكاتب أستاذا للتاريخ فيكون ذلك من ثالثة الأسافي.
    فإذا صرفنا النظر عن ما قاله عن الزبير باشا رحمة من مقولات هو يعلم أنها جدلية ووردت من أناس كانوا يريدون الانتقام من الرجل والتركيز على أنه كان نخاسا دون أن يذكر لنا مستوردي بضاعته في الغرب. وأنا هنا لست مدافعا عن الرجل ولكن يفترض عرض القضية بوضوح لا تقديمها على أنها مسلمات قاطعة.
    ثم أنك بعد ذلك تنكر على كل الحكومات الوطنية أنها لم تفعل شيئا وتتخطاها لتمجد المستعمر البريطاني الذي تعيش الآن في كنفه. فلعلمك أن هذا المستعمر الذي تعتبره قبلة للتنوير هو الذي خلق مشكلات السودان في الجنوب والغرب من خلال قانون المناطق المقفولة سيء الصيت وسياسة فرق تسد وسياسات مفسدة أخرى كثيرة ولا أطن أنك تنكر هذه الحقائق. كما أن هذا المستعمر الذي تنسب له العديد من الانجازات وهي في الأساس من أجل خدمة مصالحه وليس من أجل عيون السودانيين، لم يكن يحكم السودان بنظام ديمقراطي تعددي بل بالحديد والنار وقتل أغلب قادة الثورات الوطنية.
    أنت حر في طرح ما تريد من أفكار ولكن لا تحاول العبث بالتاريخ وممارسة الانتقائية وإن كنت اتهمت الحكومات السودانية بأنها أعادت التاريخ للوراء فأنت قتلت هذا التاريخ خنقا بيديك. لا أحد ينكر أن السودان متميز بثقافاته وتنوعه العرقي وهي تعبر عن نفسها في كثير من مناحي الحياة في السودان ولا يعني أنها غير مرئية لك بأنها مغيبة ولعلمك أن الثقافات تظهر وتتطور بنفسها ولا تظهر إظهارا، فقط المرفوض قمعها بالقوة ولا أظن أن هذا ممارس في السودان. الثقافات في كل العالم تتلاقح وتندمج وتنصهر وتخرج في النهاية بصورة تعبر عن درجات التفاعل فيها ولا نلقي اللوم بعد ذلك على ثقافة أو اثنتان إن هي سادت.
    أما ما أوردته بشأن وضع السودان فاقول لك إن السودان اليوم بخير وهو أحسن ألف مرة مما ذكرته ومما تتصوره ويبدو أنك انقطعت طويلا عنه، فقد تحققت الكثير من الانجازات الوطنية وتراكمت خبرات شتى هي النهاية ستعود بالفائدة على إنسان السودان البسيط الذي لا يجد من مثقفيه غير التنظير غير الواقعي وإغلاق أبواب الأمل كلما لاحت له في الأفق بارقة.
    سياسة إنكار الانجازات الوطنية ونسبها للمستعمر وحده هي دعوة مغلفة لعودته ولكن على كل من يطرح قضية بشأن بلده أن يتحرى الصدق مع نفسه قبل الآخرين لأن ما تورده وأورده أنا قابل للاختبار على أرض الواقع وليس مجرد كلمات والسلام.
    وأظن أنك لو زرت السودان لوجدت أنه لا مجاعة كمجاعة 1306 هـ هناك بل أن البلد فارق عهد المجاعات منذ سنوات طويلة وأمامك كل المصادر إن كنت أساسا تعتمدها في كتاباتك اللهم إلا إن كانت لك مصادر "سفلية" خاصة.
    المشكلة الحقيقية تكمن في أن بعض المثقفين استسهلوا حياة الرغد في مدن الأرض التي فروا إليها بدعاوى القمع مع أنهم خرجوا من بلادهم في عهود الديمقراطية وكل الاجصاءات تشير إلى أن فترات الديمقراطية كانت أكثر فترات نزوح السودانيين للخارج بذريعة أنهم أحرار في المغادرة بلا عودة طبعا دون أن يسألوا أنفسهم ماذا قدموا لإنسان السودان الذي يعمل بكد من أجل لقمة عيش يتخلى عنها أحيانا لأجل تعليم ابناء فجرة


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de