|
Re: دارفور إلى أين ؟ قراءة متأنية لبيان القيادات الميدانية الرئيسية - التجاني الحاج عبدالرحمن (Re: Nazar Yousif)
|
عليه؛ فإن الإقليم مرشح للمزيد من التوتر، فالنظام يعمل للوصل إلى إتفاق لصالحه وبسرعة قبل وصول قوات الأمم المتحدة تجنباً لفتح ملف جرائم الحرب والتطهير العرقي وتقديم المسئولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية كما حدث في يوغسلافيا. وقرار مجلس الأمن الأخير بإدانة أربعة قيادات سودانية، هو ضربة البداية لملاحقة رموز أخرى من النظام بتهم إرتكاب جرائم حرب في دارفور، وبالذات عندما نلاحظ تزامن القرار مع مهلة الوسطاء في أبوجا(48 ساعة للرد على المقترحات)، إضافة إلى توعد بعض أعضاء مجلس الأمن بأنهم بصدد مناقشة قائمة أطول.
لكل ذلك تسعى الحكومة لتسوية عاجلة لمصلحتها، والتي ربما كانت إحتمالات العثور عليها واردة إذا ما كان المؤتمر الوطني جاداً في إبداء شئ من المرونة وتقديم تنازلات حقيقة لا شكلية، لكن هذا الأمر غير وارد فسيستمر الحزب الحاكم في المناورة والتكتيك، وهو الأمر الذي ـ وكما ذكرنا ـ توقعته القيادات الميدانية. الكتابة واضحة على الجدران ويبدو أن الوصول إلى إتفاق شامل توقع عليه كل الأطراف أصبح بعيد المنال أمام علي عثمان ووفده والذين لا مجال لهم غير المزايدة بالإتفاق مع طرف واحد، وتصوير الآخرين كمتشددين وخارجين عن الإجماع، وحتى فرص هذا الإتفاق الجزئ أصبحت تتضاءل بسرعة.
من الأرجح إذاً أن تنهار المحادثات، أو ربما يجدوا ورقة توت لتغطية هذا الفشل في إتفاق للترتيبات الأمنية على أن يستمر التفاوض في وقت آخر ومكان آخر مستقبلاً. إضافة إلى ذلك من الواضح أن المؤتمر الوطني ـ ولشئ في نفس يعقوب ـ يبذل كل جهده على حركة تحرير السودان متجاهلاً العدل والمساواة بإعتبارها متشددة ومتمادية في إستفزازها للخرطوم. هذه الأوضاع توضح أنه وفي حالة توقيع حركة تحرير السودان(مجتمعة أو إحدى أجنحتها) على أي إتفاق مع النظام فإن الأرجح رفضه من قبل العدل والمساواة. بإختصار على أحسن الفروض لن يجد المؤتمر الوطني في أبوجا غير إتفاق جزئي، وهو الأمر الذي حذر منه البيان بشدة.
لكل ما سبق، وعلى ضوء توقعاتنا لما سيتم في أبوجا، فإن القيادات الميدانية وبحكم تكوينها الإثني العريض والذي يضم مجموعات غير ممثلة بشكل كافي على الطاولة السياسية أعلنت رفضها لإتجاهات التشظي والتقوقع، منفتحة على عمل جماعي ينقذ دارفور ويحافظ على وحدتها. هذه هي الأهمية الواضحة لما حوته الوثيقة التي كلف شريف حرير بتوقيعها من قبل القوى الميدانية الرئيسية، وهي بطاقة دعوة لدارفور جديدة في سودان جديد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|