|
Re: الجيش الشعبي.. صفقات السلاح وسباق التسَّلُح.. ضد من..؟ (Re: القلب النابض)
|
فريق ابراهيم الرشيد كثر الجدل واتسع في أمر الترتيبات الأمنية التي جاءت بها اتفاقية نيفاشا وكان التنازل من طرف الحكومة في أمرها عظيم وكان الخلل في ترتيباتها كبير وكان ما أعطى للحركة الشعبية من خلالها سابقة لم تحدث من قبل لأي حركة متمردة مسلحة جلست للتفاوض ووصلت لاتفاقة. لقد كتبنا من قبل عن الترتيبات الأمنية وأقام البعض الندوات والحوارات ولانود الرجوع لذلك ولكن فقط أردنا أن نذكر بذلك في صدر هذا المقال قبل أن نتناول الموضوع الذي نحن بصدده وهو تسليح جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحركة الشعبية التي حتى الان ترفع شعار تحرير السودان، فهل هذا القدر من التسليح والإعداد الذي نسمع به ونقرأ عنه في الصحف والذي يتمثل في كم هائل من المقاتلات وطائرات النقل العسكرية وطياريها نعلم أنهم اتموا تدريبهم، والكم الهائل من المجنزرات والعربات المدرعة وكوادر استخدامها لا شك أنه موجود، والمعدات العسكرية الأخرى التي تؤكد المصادر أن الاتفاق عليها قد تم هل كل ما ذكر القصد منه تسليح وإعداد جيش الحركة الذي سمح للحركة بالاحتفاظ به بغرض حماية الاتفاقية كما يدعي قادة الحركة ومن شايعهم والجميع يعلم أن الاتفاقية تمت حمايتها بنص الدستور وحق تقرير المصير وإخلاء الجنوب من القوات المسلحة السودانية ووجود عشرة آلاف من القوات الدولية ألا يكفي كل هذا حتى يسمح للحركة بالاحتفاظ بأربعين ألف مقاتل تحت السلاح لا سلطان لأحد عليها إلا الحركة الشعبية التي تقوم الان بتسليح هذا الجيش من خزينتها ومن مال البترول »بدلاً من التنمية« ومن الدول التي لها غرض .. لقد تم الاتفاق على قوات مشتركة بين الحركة الشعبية والقوات المسلحة قوامها حوالي 24 ألف 12 ألف جندي لكل طرف، والسؤال الذي يطرح ما هي قدرات هذه القوة مع قدرات جيش الحركة الذي سيتم تسليحه بأكثر من مائة طائرة مقاتلة وطائرات نقل ومئات العربات المدرعة والمجنزرة؟. والسؤال الذي يطرح هل الحركة الشعبية وقادتها وعلى رأسهم السيد دينج ألور الذي يدعي بأنه وحدوي وتمسك بالوحدة سيجعلون هذا الكم الهائل من الأسلحة والمعدات لصالح القوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية عند تحقيق الوحدة كما يدعون.. أليس من العقل والمنطق إن كان الهدف هو الوحدة أن يحول هذا الصرف الهائل إلى التنمية، أليس من حق ابناء الجنوب العراة الحفاة الهائمون الآن في الغابات والنازحون على أطراف المدن والطرقات أن يعرفوا من أين يأتي الصرف على هذه القوات واسلحتها، أليس هم احق بالصرف وهم الأكثر حاجة، وهل توجد رقابة على أموال حكومة الجنوب وتوجد مراجعة ومحاسبة. أيها القارئ الكريم إلى متى سنكون في غفلة شعباً وحكومة؟ إلى متى سنكون في حالة صراع دائم بيننا وفي خلاف أيهما أكثر جاذبية الوحدة أم الانفصال؟ إلى متى تعيش في هذه السلبية والأشياء أمامنا واضحة لا لبث فيها .. لقد جف مداد أقلامنا ونحن نكتب عن أن الجنوب قد انفصل الآن وأصبح دولة كاملة السيادة على شؤونها، لم يبق لها إلا الإعتراف الدولي وقد بدأ بإقامة القنصليات من بعض الدول، ومقعد في الأمم المتحدة أما إعلان الانفصال رسمياً فهذا أمر ليس صعباً فقد يحدث من داخل برلمان الجنوب في أي وقت ولكن المصيبة الكبرى نحن لا نريد أن نعلم، ليس خوفاً من قيام دولة الجنوب فهذا حقهم ونحن نؤيده تماماً ونتمناه للأخوة في الجنوب أن يحدث ولكن الخوف من تشتتنا ومن استغفالنا ومن غبائنا الذي يبحث عن الوحدة الجاذبة والانفصال قد حدث ونصرف على الجنوب وشعارهم الجنوب للجنوبيين . ويشارك الجنوبيون في الحكم المركزي بثلاثين في المائة وأخرج كل الجلابة والمندكروات من جميع مناطق الجنوب نتجادل في أمر الوحدة الجاذبة وعلم الحركة استبدل بعلم السودان الذي لا يعترفون به. والآن وبعد ما قرأنا وسمعنا ما يجري الآن من إعداد وتأهيل وتطوير لجيش الحركة الشعبية وبهذا الكم الهائل من أسلحة ومعدات لا تتوفر إلا لدولة لها امكانات كبيرة فهل بعد هذا الأمر يحتاج لإيضاح؟ .. إن من أوليات قيام الدولة المستقلة ذات السيادة أن تخطط لقوات مسلحة وأجهزة أمنية توفر لها لحماية وهذا ما أقدمت عليه الحركة الشعبية فلا لوم عليهم إنهم أذكياء منتبهون كسبوا الجولة الأولى وفازوا في الجولة الثانية وسينتصرون في الجولة الثالثة وشعارهم دائماً اشغل أعدائي بأنفسهم ونحن سنظل تحت شعار »الغفلة الدائمة« فهل نحن أغبياء غافلون ؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|