|
قصة يمنية:حسناء في السبعين...بقلم عثمان محمدين
|
حسناء في السبعين سبعون قصرت الخطى وتركتني أمشي الهوينى ضالعاً متعثراً قد كنت مثل الليث أطا الثرى تيهاً وأستهوي الحسان تفرداً لم أستطع من يوسف صبره ولم ازل أبكي بكاء يعقوب ولده ، أي بني – كنت في صنعاء زرت أختي في السجن والتعب والإرهاق يهدني والحنين لأختي كان أقوي من حنين يعقوب لإبنه يوسف – إنها بريئة أي بني براءة الذئب من دم يوسف. خدعوها وضحكوا على عقلها الصغير بل البرئ وقالوا لها: أن مصلح بن جديعان قد قتل محمد بن صالح أبي ولا شقيق لديكن ليأخذ بثأره ، كانت قوية الشكيمة بذات قوة أبي كنت أقول لها أن : لا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون فلنترك بن جديعان لله ، تأبط الأشرار بالجهل ودعوها أن تدخر كل ما عندها لشراء الآلي وأنا أنسج خيوط من التسامح التي كنت أراها بتمعن أفرز الخيط الأبيض من الأسود ونواح الفجر حي على الصلاة ، كانت لا تنام وتتعاري في النوم وكنت اردف بالقول يا طشة أختي: (قال نبينا الكريم: إذا تعارى المؤمن من النوم فليقل لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز القهار). وحينما فقدت الحكمة أستلت سيف الوغي واشترت رصاصات بثمن العنزة التي أهداها لها خالي عوضة بعد شفائها من داء عضال. ومع الصباح بدأ الحنق يهاجم الأخت العليلة ومن الجراح جراح بن جديعان التي نزفت معلنة فراقه الحياة بسبب رصاصة نهشث بقايا صدره النحيل. هكذا بدأت العجوز، حينما ركبت العربة قادماً لزيارة الصديق الفاضل محمد عبد القادر وحرمه المصون مواهب. تنهدت العجوز وأستغفرت بارئها ، ثم سألتني أنت من النادرة؟ لا أنا في زيارة لصديق يفك الضيق؟ ثم تنهدت ، وأستدارت بوجهها تنظر ناحيتي والشحوب البادئ على ذلك الوجه الحزين يدل على أن الزمن قد قضي بكلكله وتلك التجاعيد البادية على الوجه. يا لجمال الروح ، يا لروعة ذلك الإنسان سرعان ما تنسج الإنسانية خيوط اللقياء ، أنا الذي قدم من ديار الجسارة والعطاء السودان تثير كوامن نفسي الشجية بحزن عميق هذه الملكة – ملكة سبأ – بلقيس إب – نعم إنها بلقيس إب وشفافية الصمت. الخصلة الحمراء التي يبدو أنها قد أخرجت عنية لتعكس ما وراء أفق الكلام وحصاد السنين – حينما تحول الشعر لقطعة من البياض – غرسنا الأمل بطلاءه بالحناء لا لنخدع أنفسنا ولكن رغبة في التشبب والتعلق بأهازيج الحياة ، ألم يقل الإمام الشافعي رضي الله عنه أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً. سأعيش ابد الدهر ما حييت لأعلم أجيال هذا الزمان أنه كان في قديم الزمان طيف من النساء الطيبات الصابرات على الهوان تبسماً السازجات إن إستدرن ، إستدرن للجدار لا يرفعن رؤوسهن تبرماً يدركن معنى العيب ويخجلن من أهازيج الحمام حيين كالأواني كالجرار ولكن نجحن في شئ يدعى الحياة. تأملت في تلك الخصلة الحمراء طويلاً وقرأت بأكف في السر طالباً الرحمة لهذا الإنسان وتملكتني دهشة لبرهة من الزمان تجول بخاطري أنشودة من الشعر المقال. سبعون قصرت الخطى وتركتني أمشي الهوينى ضالعاً متعثراً قد كنت مثل الليث أطا الثرى تيهاً وأستهوي الحسان تفرداً إنها حسناء في السبعين من سدة/إب تنتعل حذاء من البلاستيك ، بالطو وخمار أسودين من أعياه البحث عن جمال الروح فليبحث عنها.
************** العزيز عثمان لا اجد تعليق على هذه القصة والسرد الممتع سوى قولة حمزون شاعر مدينتنا المجنون في المقابلة مع في صحيفة الثورة اليمنية اليمن فجرت ينابيع الابداع فينا..وكانت حلما اخضرا تمنيت ان لا استيقظ منه ابدا
|
|
|
|
|
|
|
|
|