لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 01:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2006, 08:31 PM

عاصم محمد شريف

تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى

    سِيْدِى بِى سِيْدُوْ!

    بقلم/ كمال الجزولى



    "لئن نطرح سؤالاً واحداً صحيحاً خيرٌ من أن نعرف كلَّ الاجابات"!

    ـ جيمس ثيربر ـ

    قد لا يحتاج المرء ، أصلاً ، إلى بذل أىِّ قدر يذكر من الجهد لتحشيد البيِّنة على ما ظلت تعانيه (المؤسَّسة الانقاذيَّة) ، طوال سنواتها الماضية ، من بؤس فى إدراك العنصر الجوهرى للبعد الخارجى فى الأزمة السودانيَّة الداخليَّة. فمثل هذه البيِّنة ظلت مبذولة على الدوام ، وبأريحيَّة تامَّة تيسِّر للرائح والغادى التقاطها ، فى قارعة طريق السياسة العام ، منذ تأييدها انتهاك صدَّام حسين (لسيادة) الكويت ، مروراً (بتورُّطها) فى محاولة اغتيال حسنى مبارك ، وليس انتهاءً (بغرقها) الفادح فى (شِبر ماء) أزمة دارفور التى لم تكتف بإشعال فتيل الأزمة فى العلاقات مع تشاد ، فحسب ، بل ها هى (تسحب) معها أرجل النظام إلى أزمة أكبر مع القارة بأسرها!

    عنوان هذه الأزمة هو: النزوع (الانقاذى) المزمن لإحلال (الوهم illusion) محل (الواقع reality) ، بما يطوِّح بغالب خيارات النخبة الحاكمة فى سباسب لا إعلام لها من (الألاعيب الصغيرة) ، بتعبير صديقنا عادل الباز ، و(الساذجة) بالاحرى ، بدلاً من التماس شئ من نفاذ البصيرة ، ولو بأقلِّ القليل من إعمال النظر كما ينبغى ، فى حقائق الجغرافيا السياسيَّة المتداخلة ، من حولنا ، مع متغيرات الاستراتيجيات الدوليَّة التى ما انفكُّـت تمور وتصطرع على أسس وكيفيَّات جديدة متجدِّدة ، منذ الأحداث الدراماتيكيَّة الكبرى لانهيار جدار برلين وزوال الاتحاد السوفيتى والمعسكر الاشتراكى ، والتى تزامن وقوعها ، لسوء حظ (الانقاذ) نفسها ، مع أول بروزها فى الساحات الثلاث ، الوطنيَّة والاقليميَّة والدوليَّة ، فى خواتيم ثمانينات القرن المنصرم ومطالع تسعيناته.

    لكن هذه البيِّنة ، مع كلِّ وفرتها الوافرة ، لم يحدث أن تجلت بمثل هذه الفداحة البادية الآن ، وسط هذا (المهرجان) المنصوب للحرائق الوطنيَّة من اقصى البلاد إلى أقصاها ، دَعْ المكابرة والمغالطة ، ضغثاً على إبالة ، فى شأن تحمُّل تبعاتها والمسئوليَّة عنها ، مِمَّا أضحى طابعاً يسِمُ ، بثبات مدهش ، أداء هذه النخبة كلما حزب الأمر وتمخض قصر نظرها عن كارثة وطنيَّة ماثلة أو محدقة. أقرب مثال على ذلك كونها ، وبعد أن فرغت نهائيَّاً من تقعيد بلادنا جيِّداً فى عين عاصفة التدخلات الاجنبيَّة ، بتغليبها ، هى وليس سواها ، التعويل على (الألاعيب الصغيرة الساذجة) فى جبهة السياسة الخارجيَّة ، بدلاً من الالتفات ، بجديَّة وواقعيَّة ، إلى أهميَّة وضرورة ترميم شروخات الجبهة الداخليَّة ، تنقلب الآن لتحمِّل مُجمل الحركة السياسيَّة الوطنيَّة تبعات ذلك والمسئوليَّة عنه! وليتها فعلت هذا بالاقدام على توسيع قاعدة الحكم ، والمشاركة فى اتخاذ القرار ، وإجراء الاصلاحات السياسيَّة والدستوريَّة والقانونيَّة المطلوبة فى جبهة الحقوق والحريات والمساءلة والشفافيَّة والعدالة الانتقاليَّة وكلِّ ما يستحيل (نعم يستحيل) بدونه إنجاز أدنى فلاح فى تطبيق اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالى .. ولكن هيهات! فقد عمدت ، بدلاً من ذلك ، إلى ابتزاز الجميع بكفكفة أطراف المسألة برمتها إلى صيغة سؤال يتيم بائس وممعن فى الخطأ ، قذفت به ، من ثمَّ ، فى وجوه الجميع: هل تفبلون التدخل الأجنبى أم لا؟! وإن جاز لنا أن نستطرد هنا فإن (البؤس) قد حاق بالآخرين أيضاً ، للأسف ، حين قبلوا ، وبسلاسة منقطعة النظير ، أن يُستغفلوا بمثل هذه (الشطارة) ، دون أن يجرؤوا على استبدال سؤال (الشارع) بسؤال (السلطة) ، حتى من تحت قبَّة البرلمان (الافتراضى) الذى يُعتبر ، وإلى حين إشعار آخر ، المنبر الوحيد المرموق الذى يجدر طرحه فيه: كيف نتفادى التدخل الأجنبى؟!

    الشاهد أن الحكومة ما أن تلقت الاجابة المتوقعة ، والتى تناسبها (الآن) تماماً ، والتى لا أرضاً ستقطع ، بالمناسبة ، ولا ظهراً ستبقى ، حتى انطلقت ، لا تلوى على شئ ، تواصل التحضير للقمَّة العربيَّة القادمة ، مؤمَّلة أن تحقق فيها من النجاح ما لم تصادف فى القمَّة الأفريقيَّة الفائتة ، دون أن تسأل نفسها: كم من رؤساء عرب أفريقيا (تفضَّلوا) وشرَّفونا بحضور قمَّتها؟! فلكأنها لم تدرك ، بعد ، أن مواقف هؤلاء وأولئك ليست مِمَّا يمكن أن يُتوسَّل إليه (باليخوت) و(القصور) و(الكرم الحاتمىِّ) أو ، للدِّقة ، (بالمال المُهدَر) على حساب ميزانيات القوت والصحة والتعليم!

    ما ينبغى أن يُقال (للانقاذ) بالصوت العالى ، بدلاً من الزعيق والمزايدة وممارسة شتى أصناف الهروب إلى الامام ، هو:

    (1) أن السودان ليس مُهدَّداً ، فحسب ، بخطر التدخل الاجنبى ، بل لقد انحشر ، بالفعل ، فى قلب هذا الخطر!

    (2) أن هذا الواقع المُزرى لم يحدث الآن فجأة أو بالصدفة ، وإنما ظل يحدث من زمن طويل ، بسبب قصر النظر (الانقاذى) الذى فضل الحلول (الخارجبَّة) على (الداخليَّة) ، ربما (توهُّماً) من عند نفسه بأن تؤمِّن له (التحالفات الأجنبيَّة) قبضة أقوى على البلاد والعباد ، فرتب لأن يعود الحذاء العسكرى الأجنبى ليطأ تراب الوطن مجدَّداً ، وذلك باتفاقيَّة سويسرا لجبال النوبا ، واتفاقيَّة السلام الشامل نفسها التى مهَّدت طريق القوات (الدوليَّة) إلى الجنوب والنيل الازرق والشرق .. بل والخرطوم ، وربما ليس انتهاء بجحافل جيوش (الدول الأفريقيَّة) فى دارفور!

    (3) أن هذه الجيوش ، أفريقيَّة كانت أم آسيويَّة أم أوربيَّة أم أمريكيَّة ، جميعها فى انتهاك (السـيادة) ، بالمفهوم التقليدى ، سواء! فعناصرها ، فى النهاية ، إن كان لا بُدَّ من فتح سيرة (السيادة) عن آخِرها ، ليسوا من الفور أو الزغاوة أو الدينكا ، ولا حتى من الجعليين أو الشايقيَّة أو البجا! ويدهشنى ، بل يحيِّرنى كثيراً ، كيف فات على (الهارجين بالوطنيَّة) فى الشوارع والصحف إدراك مسألة (وطنيَّة) واضحة كهذه! أم تراهم يدركونها ولكنهم يزايدون؟!

    (4) أن طاحونة المصالح الاستراتيجيَّة الدوليَّة تدور .. تدور ، ولا تكفُّ عن الدوران. وواهم ، بل ساذج من يظن بها خيراً ، أو بمن يقفون وراءها مثقال ذرة من الطاقة (الاخلاقيَّة) على حفظ (جميل) يسديه إليهم كائن من كان! ولذا فإن من يفكك جبهته الداخليَّة طمعاً فى (دعم) أجنبى ، إنما (يقامر) بفتح بوَّابات بلاده على مصاريعها لأضراس هذه الطاحونة كى تعمل (طحناً) فى مقدَّرات الشعب والوطن. وتأسيساً على هذه الحقيقة الساطعة ، والتى تعضدها الشواهد الاقليميَّة بأكثر من وجه ، فإن أصوب وأقوى وأأمن ما يمكن عمله ، ليس المظاهرات والمواكب أو الشعارات والخطب الرنانة ، بل ببساطة .. توحيد الجبهة الداخليَّة. لكن هذا الهدف ، بدوره ، مِمَّا يستحيل الوصول إليه ، كما نوَّهنا ونوَّه الحادبون كثيراً ، إلا بمراعاة أشراط محدَّدة لطالما بُحت الحناجر وأهرقت الأحبار فى تصنيفها والتنبيه إلى ضرورتها الحاسمة.

    بدون وضع هذه الحقائق فى الاعتبار فسنظل ندور فى حلقة شيطانيَّة مفرغة ، نتصايح مطالبين ، والوطن يصرخ تحت حدِّ السكين ، بأننا (نفضل) ذبحه بأيدى (الاخوة) الأفارقة ، أو نستنجد ، فى الساعة الخامسة والعشرين ، بنخوة (الاشقاء) العرب ، متغافلين ، فى الحالين ، عن الحكمة الشعبيَّة القائلة: إن (سيدى بى سيدو)!

    على الانقاذيين أن يدركوا أن دونهم فرصة قلما يجود التاريخ بمثلها. فليعكفوا الآن ، الآن .. وليس غداً ، على توحيد الوطن باصطفاف جديد يضمنون لهم موقعاً فيه ، وإلا أمست السلطة جمرة فى أكفهم! وليدعوا الركض وراء السراب تعويلاً على حوائط (خارجيَّة) مائلة (يعربنونها) بتخوين الآخرين فى وطنيَّتهم! وليعلموا ، يرحمهم الله ، أن (اليخوت) و(القصور) وسائر (الصرف البذخى) ، تقطيعاً من لحم الفقراء ، على قمة (أفريقيَّة) مضت وأخرى (عربيَّة) آتية ، لن يجلب لبلادنا عُشر معشار (سلعة تام زينو) المُحرَّمة ، كما فى المثل الشائع!

    ***

    16 مارس 2006



    **** المقال منقول من موقع (الميدان )
                  

العنوان الكاتب Date
لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى عاصم محمد شريف03-16-06, 08:31 PM
  Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى Mohamed Elgadi03-17-06, 05:15 PM
    Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى عاصم محمد شريف03-18-06, 10:22 PM
  Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى هشام المجمر03-18-06, 00:04 AM
    Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى عاصم محمد شريف03-18-06, 10:26 PM
  Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى أبو ساندرا03-18-06, 04:25 AM
    Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى عاصم محمد شريف03-18-06, 10:31 PM
  Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى Adil Osman03-18-06, 07:49 AM
    Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى عاصم محمد شريف03-18-06, 10:40 PM
      Re: لعلهم يعقلون! .. (سيدي بي سيدو) مقال للاستاذ : كمال الجزولى عاصم محمد شريف03-20-06, 07:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de