|
( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء )
|
هو ذاك .. سيقول من قائل : قالت تكتب بغصن .. وهأنت ترده لها .. حسناً .. أجذب مقعداً .. استقبل شاشة الكمبيوتر .. استرح أدخل إلي سودانيزأونلاين .. هل أشعلت سيجارتك ؟ إن كنت عضواً في هذا ( البلد الأصفر ) .. فاختر موضوعاً جديداً .. أكتب أي طلاسم شئت في متن نص النافذة تلك .. ثم ضع هذه الأحرف الخمس ( ت / م / ا / ض / ر ) في مكانٍ ما .. تعنون به تلك الطلاسم . أدفع بذلك إلى الصفحة الأولى .. وانتظر . ستفاجأ .. أو تفجع ..
ظلماً أو إنصافا .. سيتقاطر المتداخلون و القراء .. و تتسارع وتيرة الصفحات الجديدة باضطراد مذهل . لتماضر ذاك الألق ..السطوع . ( قيل أن الضوء ينادي الفراشات ، تساقط عليه ) .. وذات الضوء يجذب الهوام الليلية و طفيليات الحشرات و اليعاسيب .. و الضوء ذاته قد يوجع ( الأعين الرُّمُد ) .. و يشفي - هو الضوء نفسه - نفوسا طالما تاقت للإنفلات من ربقة الظلال الدائمة . وسترقب الكلمات تترى .. فيض من فيض .. المقرظون .. المعجبون .. المساكين .. ذوو المآرب .. السابلة .. الطيبون .. الغُثاء .. الشامخون .. السَّوََقة .. طالبو القُرب .. طالبو الثأر .. الكاظمون الغيظ .. الممتلؤن حباً .. الشامتون .. ( مُتَلقو الحِجج ) .. التقدميون .. المرتدون .. المنافقون .. شذاذ الآفاق .. المريدون .. الـ .. الـ ..
وعني سأحدّث .. ( أدرجوني تحت أحد الأصناف أعلاه .. كما تشاؤن .. و سأظل أستدفيء بالضوء .. بعد ) : أخبرت الجميع يوم أن وجدت تماضر ترد على إحدى مداخلاتي هنا .. طويلاً كنت يومها .. و مزهواً حد ( البجاحة ) .. كيف لا و قد إنتبهت إليّ تماضر .. و ما أدراك ما تماضر . ( وقدلت ) ما شاء لي يومذاك .. و كافأت نفسي كثيرا .
جميلٌ كان ذاك الزمان .. و هي كانت إحدى رموزه المُلهِمات . زمان الإنقلابات الكبرى و الآفاق الجدد .. زمان السبعينات و أوائل الثمانينات . كل شيء كان يتفتح و يزهر .. كنا نتذوق طعم كل شيء بلذة لا تُحد . و نجرب كل شيء باندفاع أحمق .. لكنه طامح للتغيير . إنقلاب على شريعة العادة و شرعية السكون . تماضر كانت هناك .. تملأ الدنيا و تشغل الناس . فتاة ملهمة في قفزها السريع إلى الصفوف الأولى في الفعل الدرامي السوداني ، والذي كان يفتقر إلى بصمة نسائية تعدل ميزان كفته الراجحة ( تحية زروق ) . ملهمة لأخيلة الشباب ( كنا نكره الهادي الصديق ينتهرها في إحدى المشاهد .. و نتوعده سراً بالويل و الثبور و عظائم الأمور وهو يصر علي ترداده : يااه - البايخة - تلك .. ومازال ) .. و نتمثلها حين نتعاطى نصوص الكتابة تجاور أخيلتنا في امرأة ممشوقة كما الرمح .. و مؤنسةٌ كما تلاوة الفجرية .. كانت ( جان دارك ) تململنا من قيد العسكر وسلطوية العائلة .. وملامح جاراتنا المكرورة .. كانت سودانية في كل شيء .. ورغم ذلك نجمة !!! ( حين نتبادل المطبوعات العربية فنراهن النجمات العربيات .. فنستل سيف عنصريتنا و تتلبسنا فروسية مُقنع الواليات .. فتخسر العيون الخضر والزرق و ألوان الطيف في الأوجه البيض و .. تشمخ تماضر ) . تشبهنا كانت في أدوارها الدرامية .. ( تحية زروق كانت تشبهنا أيضاً .. تشبه حبيباتنا الغيبيات .. في انطلاقها و ضحكاتها العذبة و .. خفة دمها) . تماضر كانت تشبهنا أكثر .. تشبه أخواتنا أكثر .. و تشبه حبيباتنا الخجولات .. وسمرتنا و طيبتنا و حماقتنا و.. جنوننا . تماضر تشبه أن .. تكون حاضرة يوم تخرجك .. تشبه أن ( تبشر ) فوقها فتديك الشبال .. فتثملك العزة حتي تشق قميصك للبطان .. تشبه أن تخاصمها حين تسقط ( الطرحة ) عن رأسها في الطريق لصباح مدرسي . تشبه إن ( تستلف ) منها كتاب الرياضيات .. تشبه أن تعزمها سندويتش طعمية في كافتيريا الجامعة .. تشبه أن توصلها بيتها بعد إنتهاء حفلة بأبوعركي .. تشبه إيمان أختي في ( حمبكتها ) الطفولية .. تشبه فاطمة أحمد ابراهيم حزناً شامخاً يوم أعدم الشفيع .. تشبه ماريا الغجرية .. تشبه كل ذلك .. لأنها تتقمص كل ذلك .. وتعبقر التقمص في زمنٍ كانت الدراما فيه تحبو و تلثغ .. تجيء تماضر مع أغنيات الحقيبة .. وتشهيات الحبيبة و أحلام الرحيل إلى مدن الضوء البعيد.. تجيء مع اختيارنا للون الشارلستون ( وهو ضربٌ من السراويل غريب ) .. و قصة الشعر .. ونوع الفيلم الذي نرتاده اليوم في ( سينما غرب ) . كانت تطل على الشاشة فنصمت .. و نظل نرقب طريقة لبسها ( لتوبها ) .. وطريقتها في عقد ذراعيها أماماً ( زعل تماضر ) معطية ظهرها لتلك الـ .. ( ياااه ) .. و نسخر كنا من أخواتنا تتضاءل سماحتهن حين نقول : تماضر . كانت ( سعاد حسننا ) .. ( جين فوندانا ) .. و ( إنقريد بريجمانا ) .. و .. و .. ذلك إندفاع في التاريخ رهناه لرفع أصواتنا عاليات فوق كل المسَلّمات .. بداية من تُرهاتنا المراهقة في الحب .. و هوسنا بالفنون و الآداب .. و لؤمنا في مواجهة تقليدية المجتمع و قيوده .. وأحلامنا المستبدة بتحقيق فتوحات تطال السماء وليس انتهاءً بالتهام كل ما يمكن قراءته .. وكل ما يمكن تعاطيه .. وعشقنا الأخرق الجميل للحرية . قاسمتنا تماضر كل ذلك .. فصارت تأخذ رائحة الزمن .. وتتخذ أشكال الأمكنة .. وتتلون في أغنيات الإذاعة و هتافات المظاهرات و زغاريد الأعراس .. و أماني الأمهات .
كان زمن الغليان الذي ينذر بقفزة ما .. إما إلى قمة .. أو في فراغ عدمي .. كانت مدرسة الغابة و الصحراء في الأدب .. مدرسة الخرطوم التشكيلية .. التلفزيون وسحره .. جعفر نميري .. معهد الموسيقى .. محطة التلفزيون الأهلية .. البلابل .. الإشتراكية .. حرب أكتوبر .. قاعة الصداقة .. و .. و .. و كل ذاك ( الفوران ) حدث في بضع سنوات .. جرعة سم .. أو دسامة ( بُكره ) ..
وكانت هناك تماضر .. أضاءت طويلاً .. طويلا وسطعت حين أحوج ما كنا لمشاعل .. و منارات .. لكنا تشاغلنا .. فانسرب منا كل ذاك الضي .. ومضى .. ( ربما .. لو لم يكن هذا الجدار .. ما عرفنا قيمة الضؤ الطليق ) .. نيزكها المذنب ما زال يضيء .. غير أنها ارتضت أن تكون نخلة .. نخلة .. ( شكل آخر تتقمصه تماضر .. وأيضاً يشبهها .. .. دور آخر أكبر من كل أدوارها السابقات ) بعيدا عن السماء .. تتجذر عميقاً في الأرض التي تعشق .. نخلتنا النجمة ..
وما تزال تضيء .. و ماتزال يحصبها الحاصبون ..فتساقط عليهم تمرها الرطب .. وماتزال يتحلق ضؤها السمار .. يرسمون خارطة حدادي مدادي و يهشون هوام الليل و ناموسه .. ويعدون الفراشات بـ : عوديها غداً .. تسطع أكثر .. و تثمر أكبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Emad Abdulla | 03-15-06, 08:46 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Muna Khugali | 03-15-06, 09:02 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | esam gabralla | 03-15-06, 09:14 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | tmbis | 03-15-06, 09:49 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | خدر | 03-15-06, 10:00 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | tmbis | 03-15-06, 10:19 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | esam gabralla | 03-15-06, 10:22 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | tmbis | 03-15-06, 10:35 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | هشام آدم | 03-15-06, 11:30 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | خدر | 03-15-06, 11:57 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ابو جهينة | 03-15-06, 12:19 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ثابت محمد | 03-15-06, 12:23 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | خدر | 03-15-06, 12:34 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | خدر | 03-15-06, 02:27 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | tmbis | 03-15-06, 04:43 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ثابت محمد | 03-15-06, 05:00 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | معتصم الطاهر | 03-15-06, 02:30 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | بدر الدين الأمير | 03-15-06, 03:47 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | محمد بهنس | 03-15-06, 05:19 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Arbab | 03-15-06, 05:54 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | فيصل عباس | 03-16-06, 02:36 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | عصام عبد الحفيظ | 03-16-06, 02:11 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | عصام عبد الحفيظ | 03-16-06, 02:33 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ودرملية | 03-16-06, 06:30 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Omar Bob | 03-16-06, 08:34 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | محمد سنى دفع الله | 03-17-06, 00:39 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Emad Abdulla | 04-05-06, 05:24 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Emad Abdulla | 03-17-06, 09:56 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | صديق الموج | 04-05-06, 08:59 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ALGARADABI | 04-05-06, 11:42 AM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ALGARADABI | 04-05-06, 12:06 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | ALGARADABI | 04-05-06, 12:06 PM |
Re: ( تماضر ) في هذا العنوان .. ( تجربة الضوء ) | Tumadir | 04-05-06, 01:40 PM |
|
|
|