|
الشرطة في خدمة الشعب
|
الشرطة في خدمة الشعب في أحد عطلات نهاية الأسبوع زرت برفقة زوجتي جبل حفيت بمدينة العين (ضمن إمارة أبوظبي بدولة الإمارات ) وفي طريق عودتنا وكانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وبعد أن قطعنا ثلث الطريق إلى مدينة أبوظبي إذا مؤشر الزيت يضوي في طبلون السيارة ، أوقفت السيارة وقمت بقياس الزيت ووجدت الماكينة تسير بلا زيت تقريبا ، اضطررت أن أشغل أنوار التنبيه الجانبية ( الهذر ) وأسير بسرعة لا تتجاوز العشرين كيلو في الساعة في طريق سريع تتجاوز فيه السيارات سرعة المائة وأربعون والمائة وستون كيلو متر في الساعة، فما هي إلا برهة ووجدت سيارة شرطة المرور تقف بجانبي ، وبعد حديث قصير مع أحد رجلي الشرطة كانت سيارة المرور تسير من خلفي ببطء وتشغل كل أضاءات التنبيه بها حتى تحميني من أي سيارة تأتي مسرعة من الخلف ، سرنا لمسافة تزيد عن العشرين كيلومتر حتى وصلنا لأقرب محطة بترول ، فاشتريت الزيت وساعداني في تعبأة الماكينة به وبعد أن أطمئنا على أحوال السيارة تمنيا لي حظاً سعيدأً ومضيت في سبيلي إلى بيتي في أبوظبي. في نفس تلك الساعات كان صديقي الدكتور حيدر عبد الرحمن وزوجته آمنة وطفله حسام قادمون من الخرطوم بعد أن شاركوا في أحد المناسبات العائلية ومتجهين لمنزلهم بأمدرمان وقبل عبورهم كبري النيل الأزرق أوقفهم شرطي في أحد نقاط التفتيش وطلب منهم مغادرة السيارة لتفتيشها فأضطر حيدر لحمل أبنه النائم ونزلت زوجته وبعد التنقيب داخل السيارة وخارجها ، وبعد مرور أكثر من ساعة من الانتظار الممل وبعد التأكد من أن السائق ليس مخمورا ولا يحمل خمرا أو ممنوعات ، أراد الدكتور حيدر وزوجته العودة للسيارة فطلب منهم الشرطي أوراق هويتهم فسلمه حيدر رخصة قيادته وبعد أن فحصها مليا سأله الشرطي: - الأستاذة علاقتها معاك شنو؟ - زوجتي وهذا أبني - معاك ما يثبت؟ - تعني شنو ؟ - قسيمة زواج مثلا !! - قسيمة زواج أحملها معاي ليه ؟ الدنيا طارت !! - طيب شهادة ميلاد الولد تثبت إنك أبوه - لا حول ولا قوة إلا بالله هو يا جماعة الدنيا دي حصل فيها شنو؟ قالها حيدر بأمتعاض وهنا تدخل شرطي آخر يبدوا أنه أعلى رتبة من الأول وقال: - أسمع المرة دي مسامحنك ، بس المرة الجاية لازم تجيب معاك القسيمة أو شهادة الميلاد، فاهم !! فرد حيدر : - فاهم جدا ... مش كده وبس حأجيب معاي كمان الشهود. وغادر المكان مسرعا وهو يهمس ... - بس ما أظن حتكون هناك مرة قادمة !! فعلا لم تكن هناك مرة قادمة حيث أن صديقي حيدر وأسرته الآن مهاجرين يقيمون بمدينة تورونتو الكندية .. أما أنا فما زلت ممنونا أعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة . وما زال ذلك الشرطي يسرح ويمرح في خلق الله ولافتة كبيرة معلقة على جدار مكتبه تقول ( الشرطة في خدمة الشعب ) !!! عاطف عبد الله أبوظبي 1999
|
|
|
|
|
|
|
|
|