|
Re: التدخل الأجنبي ليس بالأمر الجديد في السودان (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
التحية العطرة لك أخي برير. التدخل الأجنبي قديم قدم السودان وأوافقك بأن لا بد من تدخل أجنبي ولكن ليس لكه سالبا فعندما يكون التدخل موجبا وإن كان ليس لأجل سواد عيون السودان بل لمقابل, يكون القبول به حتميا. والفرق بين التدخل السلبي والإيجابي أن الأول يكون مفروضا بالقوة ولا إختيار لأهل البلد فيه, أما الإيجابي فلابد من قبول الطرف الوطني سواء بادر بالطلب أو تقبل المنحة بلا سؤال. أرى أنه من الغباء أن تقبل أحد التدخلين حينا وترفضه حينا آخر, وهذا ما تفعله حكومتنا الآن, فهي قد قبلت بالتدخل الأجنبي ولكنه مادام بعيدا عن هز كراسي الانقاذ فلا ضير, والغباء هو في انتفاء المنطق والحجة, ومعلوم أنه من المستحيل أن تقول الإنقاذ أنها ترفض التدخل لأنه يستهدفها. التدخل السلبي لن يكن أمنية أي وطني ولكنه يصبح مطلوبا بإلحاح عندما يكون أخف الضررين, وهذا عندما يتسلط أحد الناس على بني جلدته ويذيقهم الأمرَّين ويضيق عليهم واسع الخيارات, فيلجأون لقبول هذا التدخل الذي يعلمون يقينا أنه ليس مجانياولكنهم مضطرون لقبوله حرصا على ما بقي لهم من حياة, فهم في الحقيقة مرغمون على قبوله والضرورات تبيح المحظورات. وفوق هذا فالأجنبي غير مرغم على النجدة بل هو بالخيار إما أن يُستجدى النجدة أو يوجود بها فتصادف حوجة فتُقبل. محدثك جعلي وقد ذاق أهلي مرارة فتك بني الوطن بأهلهم, عاث جنود المهدية قتلا في كل ديار جعل وفي قريتي الصغيرة وقتلوا فيمن قتلوا جدي الثالث وبقروا بطن ابنه الذي لفها بعمامته وحمل جثمان والده على دومة عبر النيل حتى وصل إلى الدامر حيث دفنه هناك, لهذا عندما جاء الغزاة وجد فيهم أهلي الجعليين النصير على من ظلمهم وبطش بهم فحاربوا معهم انتصارا لأنفسهم. لهذا أجد لكل من استقوى بغريب على قريب العذر وكنت دائم التذكير لأخواني في ونساتهم ونقاشاتهم المسيسة دائما بهذه الوقائع, هذا عندما يرون رضائي على تحالف الشمال في أفغانستان والأكراد والشيعة في العراق برغم استعانتهم بأمريكا وأعوانها. بعد كل هذا فأنا الآن لا أرغب في دخول القوات الأممية إلى السودان ليس انفعالا بصراخات الإنقاذ وليس لأنه عمالة, بل لأنه سيبدل الحال إلى أسواء حسب تقديري قياسا على العراق, والخيار المفضل لدي هو تقوية قوات الاتحاد الأفريقي حتى تقدر على فرض الأمن والسلام, فوجودها حاصل الآن على الأرض ولن تفتح أبواب معادلات جديدة فالحكومة وحسب جاهليتها المعهودة لن تتورع أن تجلب إلى السودان أصحابها القدامي وتصنع جيشا عقائديا وعندها من المال الشيء الكثير وستكون مستعدة للعيش ولو في حي واحد من الخرطوم وليحرق باقي السودان, وملمح هذا المآل واضح الآن في التعبئة العامة التي تجد من تسري فيهم الآن من جيش النفعيين الذي سيظهر للعدسات حتى تقوى شوكة التعبئة إعلاميا. فهل تتوقه أن تقود الحكومة حملة تعبئة واسعة ناجحة, ثم تدخل القوات الدولية وكأن شيئا لم يحصل؟؟
|
|
|
|
|
|