|
|
 كيف السودان؟؟ السودان كويس بس عاوز فلوس
|
تحياتي
بالأمس حضر صديقي من زيارة الى السودان لتفقد البلاد والعباد. وبعد السلام والكلام وكعادة السودانين بادرته بالسؤال التالي
_ اها كيف السودان؟؟
_السودان كويس كل حاجة متوفرة بس عاوز فلوس
_ بعد سماع الإجابة دى سرحت بخيالي الى أيام الطفولة قبل مايزيد عن ثلاثين سنه لتأتيني على الفور صورة جدتي -الله يرحمها- قبل اكثر من ثلاثين سنة كانت وقبل النوم نجتمع حولها وتقول لينا
.......والنجار عاوز فلوس
والفلوس عند العروس
والعروس عاوزا المنديل
والمنديل عند الأطفال
والأطفال عاوزين حليب
والحليب عند البقر
والبقر عاوز حشيش
والحشيش عاوز المطر
والمطر عند ربنا
ربنا ياربنا جيب المطر
....
وعندها نمشى نوم ونحن فرحين انو الاطفال شربو اللبن والنجار تزوج العروس. بلغة السينما وتزوج البطل البطلة
فتيقنت ان السودانيين منذ اكثر من ثلاين سنة كانو ايضا محتاجين وعاوزين فلوس. لكن الفرق بين السودانيين زمان والسودانيين الان . انهم كانو قبل ثلاثين سنة قنوعين وراضين بالحال بالرغم من شظف العيش لاحظو الى كلمات الأحجية الكل (عاوز) حتى النجار ماعندو حق العرس.سمعت هذه الكلمات قبل ثلاثين سنة .
اذا مالذي تغير؟؟ هل طباعنا هي التي تغيرت؟؟ أم الدنيا من حولنا هي التي تغيرت؟؟؟
معظمنا ترك السودان من أجل كلمة (عاوز) صدقوني أصبحت أتحسر على ذلك الماضي الجميل.من منا لايتذكر ذلك الماضي ..كانت الحياة تسير بوتيرة هادئة جدا لا زحمة لا اختناق لا فوضى
منذ ان اشتريت جهاز استقبال فضائي (دش) وركبته في حجرتي ..اصبحت يدي تمسك الرموت ولا يهدي لي بالى حتى اصول واجول في جميع محطات العالم لا ادري عن ماذا ابحث الى أن تتعب يدي ويداعب النوم اجفاني فالقى بالرموت جانبا واروح في ثبات عميق وهكذا دواليك..عندها شعرت بالحنين الى ذلك الماضي ايام الراديو وادماني لسماع محطةالـ BBC .منذ ان ادخلت الدش في منتصف التسعينات نسيت الراديو ..وموقع المحطات العالمية..
فمن يعيد لنا ذلك الماضي الجميل؟؟ ...ام انها العولمة..قاتل الله العولمة التي افقدتنا كل جميل
تحياتي
هشام حامد العبيد
|
|
 
|
|
|
|
هشام حامد العبيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست