|
Re: وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب (Re: JAD)
|
الجزء الثالث والأخير: الوفد العربي عند كسرى
فخرج القوم في أهْـبَـتِـهـم حتى وقفوا بباب كسرى بالمدائن . فدفعوا إليه الكتاب فقرأه وأمر بإنزالهم إلى أن يجلسَ لهم مجلسا يستمع منهم . فلما أن كان بعد ذلك بأيام ٍ أمر مرازبته و وجوهَ أهل مملكته فحضروا و جلسوا على كراسي عن يمينه وشماله . ثم دعا بهم على الولاء و المراتب التي وصفهم النعمان بها في كتابه . و أقام الترجمان ليؤدي إليه كلامهم فأقام كلٌ منهم خـُطبة ً أخذت بمجامع قلب الملك .... فلما انتهَـوا عن الكلام . قال كسرى: قد فهمت ما نطقت به خطباؤكم و تـفـنـن فيه مـتكـلـِمُـكـُمْ . و لولا أنـِّي أعلم أن الأدب لم يُـثـْـقـِفْ أوَدَكـُمْ و لم يُـحْـكِـمْ أمركم و أنـَّه ليس لكم ملك يـَجـمـَعـُكـُمْ فتنطقون عنده منطق الرعية الخاضعة الباخعة فنطقتم بما استولى على ألسـنتـكـم و غلب على طباعكم . لمْ أجـِـزْ لكم كثيراً مما تكلمتم به و إني لأكرهُ أن أجْـبَـهَ وفـودي أو أحْـنـِـقَ صـدورَهـُم . و الذي أحبُُّ هو إصلاحُ مدبركم و تآلفُ شـواذِكـُم و الإعـذارُ إلى الله ِ فيما بيني وبينكم . و قد قبلت ما كان في منطقكم من صواب و صفحت عما كان فيه من خلل . فانصرفوا إلى ملككم فأحسنوا مؤازرته و التزموا طاعته واردعوا سفهاءكم و أقيموا أودهم . وأحسنوا أدبهم فإن في ذلك صلاح العامة (لابن عبد ربه)
|
|
|
|
|
|