|
Re: وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب (Re: JAD)
|
الجزء الثاني: قمة عربية مصغرة
فـلـمـا قـَدِمَ الـنـعـمـان الـحـيـرة و في نـفـسـه ما فـيـهـا مـمـا سـمِعَ مـن كـسـرى مـن تـَـنـَـقــُّص ِالـعـربِ و تـهـجـيـن ِ أمـرهـم بـعـث إلى أكـثـمَ بن صيفيّ ٍ و حاجبِ بن زُرَارة التـمـيـمـيـيـن و إلى الحارث ِ بن ظالم و قيس ِ بن مسعودٍ البـكـريـيـن و إلى عـمـرو بن مـعـدي كـرب الـزبـيـدي و الحارثِ بن ظالم ٍالـمُـرِّي . فلما قـدمـوا عـلـيـه فـي الـخـورنـق قـال لهم : قـد عـرفـتـم هـذه الأعـاجـم و قربَ جـِـوارِ الـعـربِ مـنـهـا . و قـد سمعت من كسرى مقالاتٍ تخوفتُ أن يكونَ لها غـَورٌ . أو يكونَ إنـمـا أظـهَـرَهـا لأمر ٍأرادَ أن يـتـخـذ َ بـه الـعــربَ خـَـوَلا ً كـبـعـض طـمـاطـمـتِـهِ في تأديَـتِـهـمُ الـخـَـراجَ إلـيـه كـمـا يفعل بملوك الأمم الذين حوله. فاقتص عليهم مقالات كسرى و ما ردَّ عليه . فـقـالـوا : أيها الملك وَفـقـكَ الله ما أحـسـنَ ما رددتَّ و أبـلـغَ مـا أجـبـت بـه . فـمُـرْنـَا بأمرك و ادعُـنا إلى ما شئت. قـال : إنـمـا أنا رجل منكم و إنما مَـلـَـكـْتُ و عَـزَزْتُ بـمـكـانـكـم و ما يُـتـَـخـَوَفُ من ناحيتكم . و ليس شئ أحبَّ إلي مما سددَ الله ُ به أمرَكـم و أصـلـحَ به شـأنـكـم و أدامَ به عِـزَّكـم . و الـرأيُ أن تـسـيـروا بـجماعـتكم أيها الرهط و تنطلقوا إلى كسرى . فإذا دخلتم نطق كل رجل منكم بما حَـضَـرَهُ ليعلمَ أن العربَ على غير ما ظـنَّ أو حـدثـتـه نـفـسـه. و لا يـنـطِـق رجلٌ منكم بما يُـغضِـبُـه فإنه ملكٌ عظيمُ السلطان كثيرُ الأعوان مُـتـْرَفٌ مُـعْـجَـبٌ بنفسه . و لا تنخزلوا له إنخزالَ الخاضع ِ الذليل . و ليكن أمـرٌ بينَ ذلك تظهرُ به وَثـَاقـَة ُ حُـلـومِـكـُمْ و فضلُ منزلتكم و عظيمُ أخطارِكم و ليكنْ أولَ مـنْ يـبـدأ ُ مـنـكـمْ بـالـكـلام أكثمُ بن صيفي لِـسَـنـَى حالـه ثم تتابعوا على الأمر من منازلـِكم التي وَضَعـتـُكـُمْ بها. فإنما دعاني إلى التقدمة إليكم علمي بجميل كل رجل منكم على التقدم قـَبْـلَ صاحبه. فلا يكـونـن ذلك منكم فيجدَ في آدابكم مـطعـناً . فإنه ملكٌ مترفٌ و قادرٌ مـُسَـلـَّطْ . ثم دعا لهم بما في خزائنه من طرائـفِ حُـلـَل ِالملوكِ لـكل رجل ٍ منهم حُـلـَّة ً و عَــمَّـمـهُ عِـمَـامَـة ً و خـَتــَّمَـهُ بـِـيـاقـوتـَـة ٍ . و أمَـرَ لكل رجل ٍ منهم بـِنـَجـِـيـبَـة ٍ مُـهْـرِيـَـة ٍ و فـَرَس ٍ نجيبةٍ و كتبَ معهم كتابا ً :
رسالة خطية من النعمان بن المنذر إلى كسرى
أمـَّا بَـعـْـدُ فـإنَّ الملكَ ألقـى إلـيَّ مِـنْ أمْـرِ العرب ِ ما قد عَـلِـمَ . و أجبتهُ بـمـا قـد فـهـم . بـمـا أحببتُ أن يكونَ منه على عـلـم ٍ . و لا يتلجلجَ في نفسه أنََََََّ أمة ً مـنَ الأمَـم الـتي احْـتـَجَــزَتْ دونـَهُ بـمـمـلـكـَـتِِـهـا و حَـمَـتْ ما يليها بفضل قوتها تـَبـلـُغـُهـا في شيء ٍ من الأمور التي يتعـززُ بهـا ذوو الحزم ِ و القوة و التدبير و المـكيدة . و قـد أوفـدتُ أيها الملك رهـطاً من العرب لهم فضلٌ في أحسابهم و أنسابهم و عقولهم و آدابهم . فـليسمع ِالـمـلـكُ و لـْيـُغـامِـضْ عن جـفـاء ٍ إنْ ظـهـرَ مـنْ مـنـطـقـهـم . و لـيُـكـرِمـنـي بإكرامهم و تعجيل سراحهم . و قد نسبتهم في أسفل كتابي هذا إلى عشائرهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|