أسهل طريق للشهرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 12:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2006, 01:38 PM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: Elawad Eltayeb)

    ظهور اللوياثان مقتطفات من رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر"

    --------------------------------------------------------------------------------

    مقتطفات من رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر"
    ظهور اللوياثان
    بعد أن يندحروا في أوحال الهور ، فتمتزج دماؤهم بالغرين ومياه المستنقعات ، ثم يتهاوى من يبقى في الشوارع والأزقة والأقبية برصاص كواتم الصوت والبلطات القاطعة وضاغطات الكونكريت التي تهشم الرأس بين مخالبها وسائر مستحدثات القتل المستوردة ، وينجو من ينجو هاربا عبر فجاج الأرض ، ويعترف من يعترف تحت موجات التهديد والجبن طالبا الغفران والتوبة ، ستهب الريح الصفراء قادمة من أفق الصحارى حاملة الغبار والرمل والجراثيم والحشرات السامة وغضب سنوات المحنة التي سيمحل فيها الزرع ويجف الضرع ، فتتوالى أسراب الجراد وتنتشر الاوبئة والأمراض والحروب وحالات الجنون ، ويصير الموت مألوفا ويوميا مثل شروق الشمس وغروبها .
    في ذلك الزمن الغريب ، الخارج بلا معقوليته عن تقاويم الفصول ، سيحدث ذلك الشيء الرهيب ، المخجل للعصور والبشر ، عندما سيسقط من غبار الريح ، وفي سياق هذر الصحراء النبوية المتعارف عليه داخل العقل الإهليلجي الذي استوطنته الأساطير والخرافات البدائية ، ذلك المسخ الغريب الذي سيطلق عليه رمزيا عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي .
    سيقال عن ظهوره فيما بعد على ألسنة العامة وشيعته ، أنه نبوءة تستند إلى تقاويم انتظار ظهورات وتحولات المهدي المنتظر الذي توارى في سرداب مظلم في أعقاب سنوات الفتنة والاقتتال الأهلي التي تلت اغتيال أسد الله الغالب ، الخليفة المغدور علي ابن أبي طالب .
    كالفطريات سينبت ، بعد أن تقذفه الريح الصفراء الجائحة على سطح الأرض الصالحة كالمزبلة لإنبات كل أنواع الشوكيات والخبازيات والنفل البري والرزين والحماضيات والقتاد واللويفة والصبار الوحشي والتيتان وآلاكال الحرشفي والقراص والزقوم والحلبلوب السام والدهموج الدرعي .
    سيولد ، حاملا في دمه نسغ هذه النباتات ، على شكل قنطور أو لوياثان . نصفه الأعلى بهيئة ضبع والنصف الأسفل شبيه سرطان رملي زاحف .
    لكنه بعد أن يخرج من غبار الصحراء زاحفا نحو المدن ، سيعبر أطوارأ من التحولات العضوية ، كما سيمتلك قدرة خاصة ، ربما كانت خارقة للعامة ، على الإيحاء بأنه من أرقى الخارقين لمألوف الزمن . ومع مرور الوقت ، بعد أن يعتلي عرشه ويوطد ملكه بالقتل والنفي والتجويع فتصبح البلاد تحت سوته وعيون بصاصيه ، سينسى أصله الأول وشكله اللابشري .
    وكما حول شكله الحيواني إلى الهيئة البشرية ، سيغير اسمه واسم سلالته ، وسينشر بين الرعية تاريخا جديدأ لميلاده وفتوته وتمرداته وكفاحه الصلب ضد أعداء الوطن .
    وبطاقة تجديد الشرق لأساطيره وحكاياته السحرية بفاعلية أشعة الشمس الحادة ، والامتداد الصحراوي ، وتناسخ الديانات الغيبية ، وهيمنة الخيال الجامح ، ستبدأ أسطورة عبيد الله بالتكوين والتبلور والامتداد على مدى ربع قرن من الزمن ، يتداول الناس خلالها معجزات وخوارق هذه الهبة السماوية التي لا تولد إلا مرة واحدة كل ألف من الأعوام .
    وكما كانت تتمجد أسماء الأنبياء في العصور السحيقة ، فيروي الخلف عن السلف معجزات أولئك الرسل وتجلياتهم ، سيروى عنه في الليالي السحرية وفي أعماق القرى البعيدة والبوادي المنداة بالوحشة وهذيانات الوحدة اللطيفة .
    رؤى غريبة خارقة وصلت إلى أن القبائل والقرى والمدن حجبت كل منها عن الأخرى يوم ولادته ، وهي تبشر به بالذبائح والنيران ، زاعمة أنه ولد فيها ليلة القدر ، وأنه واحد من الظهورات الجديدة لقبب الإمام المنتظر التي تتجلى كل خمسمائة عام مرة .
    و سيقول الناس ، بعد العام الثاني عشر من ولايته الربانية ، ان
    أعلام ملوك الدنيا نكست يوم مولده ، كما ستمر وحوش الشرق بوحوش الغرب حاملة البشارات . كما ستبشر به أهل البحار والبوادي والسهوب ، منقذأ ومحررأ للبشرية المعذبة . وفي كل شهر من شهور حكمه ستبدأ النداءات تخرج من شهب السماء وطيور الأرض : أن ابشروا فقد آن للمنتظر أن يخرج إلى الأرض ميمونأ مباركا .
    وسيروى عنه ، كما أسلافه الأنبياء ، أنه بقي في رحم أمه المبارك تسعة أشهر كاملة لم تزد ساعة ولم تنقص ، فما شكت أمه وجعا ولاريحا ولامفصا ، ولا ما يفرض للنساء من ذوات الحمل . كما ستتحدث أمه في الليالي السحرية الغامضة عن يوم مولده . كيف رأت جناح طائر أبيض مسح على فؤادها فأشاح الرعب عنها والوجع ، ثم التفتت فإذا هي بشراب أبيض يشبه اللبن وكانت عطشى، فشربته فأضاء منها نور عال ، ثم رأت نسوة كالنخل الطوال كأنهن من بنات عبد مناف يحذقن بها فصاحت : واغوثاه ، من أين علمن هؤلاء بي ؟
    ثم يشتد الأمر عليها وهي تسمع الوجيب في كل دقيقة أعظم وأهول ، فإذا هي بديباج أبيض يمد بين السماء والأرض ، فإذا برعد يأتي من أعماق السماء ليقول : خذوه بعيدأعن أعين الناس . وترى الأم ، وهي تحت المطر الحار وهذيانات مابعد المخاض ، رجالا يقفون في الهواء يحملون أباريق من فضة ترشح عرقا يشبه الجمان والندى ، لها رائحة أطيب من المسك الأدفر والعنبر المعصفر . تحت هذا البخار اللطيف ترف أجنحة من الطير مناقيرها من زمرد وأجنحتها من ياقوت ، تغطي سماء الحجرة . في تلك اللحظة السرمدية سيكشف الله عن بصرها وبصيرتها فترى مشارق الأرض ومغاربها ، وثلاثة أعلام : علم في المشرق وعلم في المغرب وثالث على ظهر الكعبة . وفي لحظة المخاض ستسمع مناديا ينادي : طوفوا به شرق الأرض وغربها ، وأدخلوه البحار كلها ، والكهوف كلها ، والسرادق كلها ، وقاعات الملوك ليعرفوه . ثم أعرضوه على كل روحاني من الأنس والجن والطير والسباع ، ليعرفوه باسمه ونعته وصورته ، وليعلموا أنه الماحي والمهلك والقادر والغازي والفاتك وآخر الأزمنة . ثم ترى سحابة تعبر بها أعظم من الأولى فإذا نيران متقدة وطيوف أرجوان يسمع داخلها صهيل خيل وخفقان أجنحة وأصوات استغاثات وصراخ الشجر والأطفال وموتى القبور .
    ثم ترى ، وهي تحت أمواج الضياء ، علماً من سندس على قضيب ياقوت وقد انتصب بين السماء والأرض ، فوقه اتقدت نار بلغت عنان السماء ، فإذا بقصور الشام تشتعل نارا وحرائق ، ثم ترى أسراباً من القطا والنعام والدراج تسجد له ناشرة أجنحتها وهي ترتعد .
    ثم ترى رجلا من أتم الناس طولا وأشدهم بياضا ، يأخذ المولود فيتفل في فمه ومعه طاس من ذهب ، ثم لا يلبث أن يشق بطنه فيخرج قلبه ليشقه شقا مخرجا منه حصاة في حجم حبة خردل ، ثم يمسح على بطنه وهو يرد قلبه إلى مكانه . آنها يستيقظ المولود وينطق لكن الأم لا تفهم ماذا قال . فيقول الرجل الذي أخرج حبة الخردل من قلبه : أنت خير البشر فطوبى لمن اتبعك والويل لمن تخلف عنك . ثم يضرب الرجل الأرض بقدمه فإذا ماء ينبثق أشد بياضا من اللبن يغمس فيه المولود ثم يخرجه فإذا وجهه كوهج الشمس وإذ بريقه يقع على قصور الشام وقوع البرق الصاعق . ثم لا يلبث الرجل الجميل كالملاك أن يلبس المولود قميصا من حرير بلون الدم ويقول له : أمرني ربي عز وجل أن أنفخ فيك من روح القدس . هذا القميص أمانك من آفات الدنيا ودواهيها . فكن كما شاءت لك القدرة العلية وقوك التي لاراد لها ولامحيد عنها ، وريثا لقوة وسطوة الباري في الأرض إلى أن يقضي الله بك أمرا كان مكتوبأ .
    سئيشاع ذلك في البدايات الأولى ، قبل أن تأتي الأزمنة المهلكة والسنوات العجاف : سنوات الظلمة والمسوخية والهوان والجوع والجرب والجراد والجنون . سنوات المقتلة .
    قبل ذلك ، ومع بداية الثلث الأخير للقرن العشرين ، ستشهد بلاد العرب مهرجانات ومناسبات سعيدة واحتفالات غريبة ، تتوج ذلك المسخ القنطوري مهديا طال انتظاره في ظلمات السرداب الذي اختفى فيه السليل الثاني عشر الخارج من ضلع الإمام جعفر الصادق . على مدى سنوات طوال سيكون إمام الزمان أو شبيهه . ستقول ذلك الهتافات التي تطلقها الحناجر كالرعد ، مهللة بمجده الذي ابتدأ بتصفية أعدائه في الداخل قتلا وسجنا ونفيا .
    وكما سيلقى في روعه ، من خلال أحلام جنونه الوردية ، سيتوهم بأنه وريث الفرسان القدامى الذين انتصروا في القادسية وحطين ودقوا أبواب بواتييه . آنذاك سيرفع صوته فوق موج الجماهير الزاحفة نحو حلمها صارخا باقتراب فتوحات التوحيد للإمارات المجزأة ، واعدا بامبراطورية لاتغيب الشمس عنها ، أعظم من الامبراطورية القديمة التى سقطت على يد هولاكو قبل حوالي ألف عام .
    وفي تلك المناسبات والمهرجانات والاحتفالات ، سيرسم للناس في الفراغ خرائط من السعادة وغبطة الأزمنة : بلاد خضراء ، مصانع للعمال ، مدارس وجامعات مجانية . شعب مسلح . جيش لا يقهر ، مفاعلات نووية . حدائق وأوتوسترادات وقصور وستادات رياضية . وقوانين ومجالس شعبية . الرجل المناسب في المكان المناسب . لاظلم ، لاطغيان ، لاجوع ، لاقهر بعد اليوم . الوطن للكل والكل وراء القائد الملهم ، الخارق ، الذي وهبته العزة السماوية ، واصطفته روح الأجداد صرخة مباركة من أعماق أجداثها .
    مع بداية العام الثالث لانبعاثه ، سيحدث خلل أو تهدج في نبرة الصوت . نوع من التخلخل الفراغي في الخرائط وتكوينات الفضاء .
    لقد هزم جيش عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي أمام الأعداء في أول تجربة حرب .
    سيعود الجنود الناجون مشتتين ومحطمين ومعفرين بالغبار والدم والعار . لقد قاتلوا وحيدين بلا طائرات ولاصواريخ ولادعم ولا إسناد مدفعي . في العراء وعلى الطرقات وقرب صخور الأودية تعفنت الجثث تحت الشمس . جنود في عمر الشجر الفتي الناهض سقطوا وهم يقاتلون حتى آخر طلقة ، لحظة كان الضباط يفرون كالأرانب ، بينما القائد الملهم ، الخارق ، المطوّب من السماء يتحدث عن مجد الشهداء ودمهم الذي يحيي الأرض والموات فإذا هي بين عشية وضحاها مزهرة كأشجار اللوز في الربيع .
    في أكثر من حرب خاسرة سيزج ضباطه وجنوده الذين حوّلهم بالرعب والتصفيات والرشاوي وأكاذيب النصر والتعالي فوق الشعب حماة وسياجا له ، إلى أدوات مطواعة مستلبة تتحرك طوع بنانه . وفي كل هذه الحروب مع الأعداء سيعود من يعود ممرغا بوحل الهزيمة ودماء العار ، أما من سيموت مرتاحا من هذه المهزلة الأبدية فسيسجله في سجل الشهداء الذين ضاقت بهم مدافن الوطن .
    وفي فسحة مابين هذه الحروب التمثيلية ، المسربلة بأوشحة قومية وديكورات من تراجيديا الصراع الكوني بين العدو الغاصب وأحلامه التوسعية ، وبين الشعب والوطن ، كان يطلق لأولئك الجنود اليد الطولى في

    طول البلاد وعرضها في النهب وهتك الأعراض واستباحة كل ماهو مقدس وأخلاقي وموروث من التاريخ الوطني لكفاح الأسلاف ومجدهم في تشييد وطن حر ومتحد ، تناقضاته تحل بالسبل الديمقراطية وتعدد الأحزاب وصراع الثقافة المتشعبة في اتجاهاتها ، لا بقوة السيف والجند والبربرية الطائفية ووحوش الاستخبارات .
    كانت تلك الفسحة في زاوية من زواياها تبدو تعويضا خسيسا عن خسائر الحروب وعار الهزيمة ، ونزعة السلطة الاستبدادية المو######## من قرون طويلة ، كما كانت في أصلها الشخصي لهذا الوحش المعاصر ، تعبيرا ساديا عن نزعة الفرد المأخوذ بوهم جنون العظمة والمنكفئ نحو جذره الحيواني . نحو الطوطم أو زعيم القبيلة المهووس بقطبي شراهة الدم ، ودوار التاريخ الذي يؤرق فردا من خلال اختبالات أوهام مديدة الظل .
    هكذا سيسقط ذلك الكوكب العربي المنبوذ والأرض ، تحت أمواج اجتياحات وأعاصير لاصلة لها البتة بالعصور الحديثة . اجتياحات وأعاصير تعود في أساس انبثاقها إلى التسوس القديم للجذر الأول وكسوف الشمس فوق الصحراء اللعينة ، وسطوة الزمن البدائي الذي صرخ طغاته قبل ألفي عام : إلى الجحيم العقلاء والشعراء .
    وما كان هناك من قوة مادية أو عقلية قادرة على إيقاف انهيار هذا الكوكب المتهاوي في تجليه الكارثي . وكما كان يحدث في العصور القديمة من انبثاقات تشبه الظهور الأسطوري أو الأوبئة التي تقتل قبل معرفة مضاداتها هكذا جاءت الصحراء اللعينة بهذا الوباء الذي حملته الريح الصفراء . حدث الأمر قبل أن تنير الشمس ظلال القارة التي ماتزال تسبح تحت العصر الجليدي ، القارة الواقعة تحت سطوة القانون الدارويني الأول المتشح بالتشوّه السلالي والحنين الجارف لأزمنة البوادي وزئير الغابات .
    لقد بدا ذلك الشيء المرعب والمنبئ بما سيأتي من ربيع دموي قادم ، وهو يتلألأ في تقاويم العصور تحت الهزات وتشققات الأرض ، وخراب الوضع البشري ، يوحي بأن هذه الأرض كأنما خضعت للعنة وسمتها في غابر الأزمان لحظة أهين الأنبياء الذين حطموا الأوثان وتمردوا على الطاغوت وعبادة الحجر الأصم .
    الشيء الذي يستعاد الآن ، داخل دورة اللولب للزمان الذي لا يتقدم أبداً ، وهو يركع تحت أقدام طوطمه الجديد الخارج من ضلع الصحارى والمتجلي في البشر على شكل سرطان مدرع .
    في غفلة من الزمن وضياع الوعي البشري ، جاءنا ذلك اللوياثان المجنون . داهم القارة العذراء بقوة جنده وظلامنا . بدأ عمليات التطهير داخل البلاد ونشر الرعب بدءأ من عائلته فعشيرته فطائفته فحزبه فالشعب الذي سطا عليه .
    وكما كان القياصرة المعتوهون والممسوسون يرتعدون من كوابيس المؤامرات والاغتيال ، كان هو يتخيل في ليالي مجده المؤرقة أن هناك خونة يحيكون ضده مؤامرات اغتيال داخل جهازه الحزبي والعسكري .
    لم تكن تمضي أكثر من ستة أشهر على دورة التصفيات الداخلية . كان الأمر يتم على شكل مسرحي للمشبوهين أو الذين لم يعلنوا الولاء المطلق أو الذين ينبسون بانتقادات في الاجتماعات السرية للحزب .
    وكان هؤلاء المتهمون يغتالون سراً في منازلهم أو مكاتبهم أو يصدمون بعجلات السيارات في الشوارع ، وفي اليوم الثاني تقام لهم جنازات مهيبة كشهداء للوطن .
    لم تكن سنوات المقتلة للمدن والمقابر الجماعية قد أتت بعد . كنا في امن ازدهار السجون والقتل الفردي والنفي . وكانت حروب مهيار الباهلي الأهلية تتوارى داخل تحولات عصية على الإدراك وهى تندرج في سحب خيباتها.
    وخلافا لتحليلات مهدي جواد واعتراضات مسيو عقل الباهلي حول الشراسة والسطوة والبطش كلي القدرة ، والنقائض التي تختمر ، كان يبدو في الممرات والخلجان المحايدة ، وفي التواءات تلافيف الدماغ وبلازما الدم ، شيء آخر أعظم هولا ولعنة ، وأوغر هواناً وتسفيلا يتمدد كالآميب فوق تلك الأرض . شيء اسمه الهوان أو التواطؤ أو الخوف ، كان مايزال يهلل لذلك اللوياثان الدموي الذي سطا بسحره الأرجواني وحركاته الاكروباتية على ملايين ملاثة بأقدارها وشهواتها العضوية .
    تلك الملايين كانت ترى في الأغساق والضحى وهي تطير منوّمة .مسحورة فوق أشعة بنفسجية تصعد نحو السماء بأجنحة ملائكة فوق آبار النفط وهي تردد في ترتيل إلهي سعيد : أبانا الذي في الآبار . أبانا المذهب كنور الشمس . ليتمجد اسمك العظيم وليخلد نور بهائك الخاطف للأبصار . وكالخشخاش السحري لتترسخ بذور سلالتك المقدسة في أعماق الأرض . أيها القدوس الأبدي . آمين .
    تحت ظل هذا الدمار العظيم والهيكل الخرع للسلالات التي خبا وميض نجمها فهوت كشظايا شهب في أعماق الأرض ، سيفاجئ عبيدالله الكلبي نفسه حاكما فردا ممجدا ومهابا بين فسحة الحلم واليقظة . لايجرؤ على اعتراضه أحد في عصر الرعايا والمملوكين والمقتولين والضفادع وتجار السوق السوداء والمثقفين المسفلسين ببخار النفط وحزبيي الخط اللارأسمالي ، فيرتمي في سمعه أنه رسول العناية الالهية لإعادة مجد الأمة المنتهك ، وأنه وريث عظمة الآباء والأجداد الذين يتقمصهم الآن .
    وكما أقام الله مملكته الوهمية في فراغ السموات ليدخل في خلود ذاته بذاته ، سيقيم ذلك الجنرال المعتوه مملكته داخل النسيج الأرجواني للأرض التي طوبها باسمه . المملكة التي ستزدهر على مدى السنوات الصفراء ، متمطية في إهاب لحظتها الأبدية بدءا من زواجاته المقدسة من عذارى القبائل بغية توحيدها إسوة بالرسول الأعظم ، مرورا بخطاباته التي سيعدد فيها سلسلة أكاذيب النصر على الأعداء ، وانتهاء بتحالفاته الاستراتيجية مع أمراء النفط لتنميته الاقتصاد الوطني .
    في إطار هذا المسلسل الكابوسي اللانهاية له ، سيسترشد أفقه الرصين بعبارة جده الرهيب معاوية بن أبي سفيان : لو كان بيني وبين الناس شعرة لما انقطعت . كلما شدوا أرخيت وكلما أرخوا شددت . مقيما من خلال هذه الحكمة الميكيافيلية تحالفات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، وهو يردد في سره : ربي خذ بيدي في مملكتي لآخذ بيدك في مملكتك . ربي زدني أرصدة في الدنيا والمصارف لأزيدنك ابتهالا في الآخرة . ربي لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذي من أجله ولدتني فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانية .
    كذلك أو مايشبهه في الرمز الخيالي ، سيحدث في عصور العار .
    زمن على حافة الأساطير ، أو هو لبوسها اللامعقول في لحظة انفجارات الفضاء بالأقمار والمحطات الكونية . في ذلك الزمن سيبدأ سليل الآلهة والضباع والسرطانات وإفرازات الحيض الدموي ، من خلال رؤاه الإشراقية ، صياغة التقويم الجديد ، الذي سيدوم أكثر من ربع القرن ، بدءأ من طوطم الأسرة فالعشيرة فالطائفة فالحزب فالجيش
    فالاستخبارات : هيكل الدولة القنطورية الحديثة ، ظل الله أو ظله هو على الأرض.

    وفي ذلك الزمن السريالي المتخطي لمدارك الدماغ ، والذي يذكر بعصور ماقبل التاريخ ، سيروي المؤرخون والأنتروبولوجيون ومطاردو علم السلالات أن تاريخ الشرق وبلاد شبه الجزيرة العربية ليس أكثر من تاريخ الأساطير الدوارة التي تستعاد الآن فوق شاشة الأزمنة الحديثة على شكل رقائق جلدية وآجرات وعفاريت ولصوص وتجار وأمراء و وقتلى وسجون ومؤامرات وتجويع ومهانات ، منبعها ومصبها في نهاية المطاف ، أماسي شهرزاد التي سهر الناس على حكاياتها في بغداد ودمشق ، وقد أدخل عليها في هذا العصر بعض الظلال الروائية غير المبهجة للقلب .
    وكما روت العامة نقلا عن بصاصيه وشيوخه وتجار مدنه ، بشائر عن قرب انبعاثه وظهوراته ومعجزات ولادته أو رؤى أمه التي حملته كالأنبياء في رحمها المقدس ، سيروي الناس من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، حكاية مشروعه التطهيري وتحويل الصحراء القاحلة إلى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار .
    ففي لحظة خارقة من لحظات التجلي ، وبعد أن يكون قد فرغ من ألعابه اليومية من النساء إلى المقامرة إلى التوقيع على الاعدامات والصفقات التجارية ومنح امتياز البحث عن البترول في البحر للشركات الأميركية ونقل وتسريح عدد من الضباط غير الموالين أو المشتبه بهم ، سيختلي بذاته في غرفة من غرف قصره الذي شيده أحد المقاولين وقدمه له هدية في عيد العرش ، ليرسم الخطة الشمولية لما سيسميه : معسكرات التطهير ، وتخضير الصحراء ، وعزل السلالة القنطورية عن بقية الرعايا بعيداً عن التلوث الغوغائي .
    وهكذا ، في اللوغاريتم الجديد لا المتخيل . سيرسم على رقاع من جلود الغزلان البيضاء خريطة مستعادة في الزمن الراهن لزمن قبائل الأجداد آن اندفعوا في موجات غزوهم عبر الصحراء المترامية رافعين رايات الفتح والهمة العلية والقلب الشجاع وأحلام العروبة الأصيلة والمتعصبة لمواجهة الامبراطورية الرومانية الهرمة التي كانت شمسها تميل نحو الانحدار ، وروح اندفاعها تهوي إلى الشيخوخة والزوال .
    ثم يكتب تحتها : الزمن المضيء .
    على الجدار الآخر المواجه للأول سيرسم خريطة أخرى مناقضة للأولى ، يظهر فيها قوة العدو الجديد المرابط على أبواب العاصمة ، ويوضح ضعف الأمة التي انهارت في أعقاب أمجادها القديمة وحضاراتها التي أنارت الاكوان يوم كان العالم غارقا في عصور الظلمة البربرية ، هذه الأمة المجيدة مهددة اليوم بالانقراض والزوال على يد حضارة العدو الناهضة والقوية .
    ثم يكتب تحت اللوحة : الزمن المظلم .
    في الليل وهو نهب هواجس وأشباح وانبهاقات فوسفورية تنتابه بين الحلم واليقظة سيتساءل كيف ينقذ هذه المملكة المهددة بالسقوط والدمار .
    وإذ يوغل في ترهات عوالمه المجنحة ، فيسطو الباطن على الظاهر ، والمجنون على العاقل ، يرتدي قميص طفولته القديم .
    يوم كان يحلم بتكوين عالمه الصغير المحيط به على صورته هو . في أزقة القرية الموحلة كان مهووساً بلعبته المفضلة : عسكر وحرامية مع فتيان الحي . كانت أشعة الحلم تذكره بالفتى الصلب الصارخ بقوة زعيم من الهنود الحمر يقود رجاله إلى الحرب ضد الجنود البيض .
    هوها . هورا
    هكذا كان يصرخ وهو يتقدم رافعاً العصا والمدية أمام مجموعة من الفتيان الذين اختارهم من الشطار والزعران والحمقى واللصوص والعاطلين والسفلة والشهوانيين ، للفتك بخصومه في الحي الآخر .
    بحنق وهو يفرغر من الضحك والتشفي ، كان يضرب رؤوس الفتيان الأعداء بعصاه المصنوعة من أغصان الزعرور المحروق ذي العقد . كانت الدماء تنفجر من الجباه الغضة ، وإذ يهوي الفتى العاثر على الأرض كان يسحق بهدوء وجهه وأنفه ثم يبصق في عينيه : ياابن المنيوشة . أنا عبيد الله الكلبي . رح أدخل في مؤخرة أبيك ولاتعد إلى هنا بعد اليوم .
    على صوت الصرخات وغرغرة الدماء والرعب ، يستيقظ .
    آه . ياللزمن المديد . الزمن الباهر !
    لقد هجعت الطفولة فى مهدها الصغير ، والحي صار بلاداً واسعة .
    بلاد تدخل الآن حدادها بعد أن أقبل عليها الموت من كل حدب وصوب ، ولا من يرفع سيفها الملقى في الوحل .
    زمن غريب سينشق فيه الابن عن أبيه والعاشق عن عشيقته والصديق عن الصديق ، والموجة عن شاطئها . فلا يكون إلا الانهدام والشقاء اللامحدود . في تلك الليلة الثانية بعد الألف ، ومع الانبهاقات الأولى للفجر ، أثر معاناة كابوسية مريرة ، سيضاء عقله بشعاع مبهر يخترق السجف السميكة .
    سيتراءى له وهو يخطر بين الخرائط المظلمة والمضيئة أن الأمم والممالك القابلة للحياة تحتاج زعيما متعصبا وحزباً متعصبا .هذا مافعلته ألمانيا الجرمانية في تاريخها يوم اجتاحت العالم وأخضعته لقوتها وجبروتها ، وهذا مافعله بونابرت الذي أنقذ شرف فرنسا ومد فتوحاتها إلى كل أوروبا ، وهو ما يفعله الأميركي الذي يقود العالم كسوبرمان قومي متعصب .
    وإذ يتذكر جوزيف ستالين وسطوته الدموية ، ينبهر عقله المتأجج بهذا البطل التراجيدي الذي أنهى حياة عشرة ملايين انسان لتنتصر الشيوعية وتخلد قوة الفرد الذي يغير مجرى التاريخ بإرادة الحديد والنار .
    من هذه المقدمات سيستنتج عقله المصاغ من شهوة الدم والحقد والطفولة السادية وعصارة النباتات السامة ، أن خلاص مملكته لن يتم بغير هذا التعصب المقدس ، وبما أنه وسلالته يكثفون النسغ الصافي .البهاء المشع ، فهم إذن حملة هذه الرسالة المتعصبة التي ستنقذ الأمة من ترديها وتعيد لها كرامتها لتشع على الانسانية نورها الوضاء وتخرجها من ظلماتها .
    ففي تلك الليالي المحتدمة فوق شاشة عقله الملتهب كانت تتصاعد من أعماقه كراهية على شكل أبخرة سوداء تتشكل مرتسما عنكبوتيا يضرى بالسم ، فتتراءى له تلك القطعان البشرية وقد تحولت تحت عدسات ملايين العيون العنكبوتية أسراباً من الذباب العالقة في الشباك اللزجة تختلج في احتضاراتها وضراعاتها الصامتة .
    ولأن تلك الحشرات التعسة لم تكن كما ينبغي أن تكون تحت مجاهر عينيه ، كان يتخيل أن بإمكانه امتصاص دمها وهضمها ثم تمثيلها داخل جهازه الهضمي ليعيد تكوينها من عصارة وبلازما سلالته الطاهرة .
    هكذا سيصور له خياليه السريالي المتوهج بالدم والروث والقتل والاحتقار والعصاب واحتدام الشوق الإلهي ، أن يقيم مستعمرة عقاب صحراوية مسيجة بالأسلاك الشائكة والمكهربة ، يضع داخلها شعبه المعارض والجامح ليعيد تكوين ذلك القطيع بالشكل الذي يراه بعد خصيه ووشمه .
    وفي ذلك الزمن الأسود ، زمن الخنوع والغروب ، ماكانت تلك القطعان قد دمرت آلهتها القديمة ، ولا خرجت من أرحام أجدادها ومقابر طواطمها . كان حبل السرة مايزال موصولا مع الأزمنة الرعوية وأزمنة عبادة الواحد القهار في السماء والأرض ، ذلك الذي يقول للشيء كن فيكون . ومن خلال تلك الهشاشة الرثة والرسيس العكر المترسبين في أعماق القلب الضعيف والدماغ النحلي ، كان يتبختر أي خنزير أو لواطي أو لص أو قاتل ليتوّج نفسه ملكا في تلك الأرض الخراب فتتقدم منه الجموع زرافات ووحداناً ومعها ذبائحها وقرابينها وأموالها ونساؤها وما أنبتته أرضها من زرع وضرع ، لتقدمها مسبحة بحمد هذه الهبة المباركة والطوطم المنقذ ، وريث الخلفاء والأئمة ، وظل المعبود على الأرض .
    في رواق ظلام ذلك العصر المفلت من سياق التاريخ ، وفي مجرى التفكك الجيولوجي للأرض ، وانتشار موجات من الفطريات على سطح الشمس ، وانبثاق الرعب من الموت الذي داهم المدن والمعتقلات والسكان الآمنين ، سيتوهج عقل قنطور الزمن الأخير عن قانون سادي يطلق عليه : قانون التطهير الوطني .
    وحتى لايبدو الأمر روائياً مبالغاً به ، وكأنه مستقى من مخطوطات صناديق الأجداد القدامى ، ثمة حيثيات لا تقبل الدحض بخصوص هذا القانون المؤرخ بالثبت التاريخي ، موجودة بين أوراق مهيار الباهلي السرية المخبأة في سواد العراق وبادية الشام .
    ففي العام الثاني عشر من اغتصاب الوطن على يد عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي ، وبعد مذبحة الأهوار ، وتشتيت الشيوعيين ، وتدمير اقتصاد الوطن في حروب خاسرة مع الأعداء ، وقتل عشرات الآلاف من الشعب في الحروب الأهلية الدينية ، وإقامة الدولة الطائفية ، سيقترح اللوياثان إقامة معسكرات لكل منحرف ممن يعتنق المبادئ الهدّامة ، في أعماق البادية . سينص التشريع الجديد على ضرورة استبدال المعتقلات بمعسكرات الصحراء. الحزبيون المعارضون واليساريون المتطرفون واليمينيون والليبراليون والهيبيون والسرياليون واللامبالون ، والمثقفون اللاقومويون ، يزجون في معسكرات تدريبية يشرف عليها ضباط متعصبون من ذوي الكفاءات العضلية والقومية .
    في هذه المعسكرات ستلقن القوة والتعصب وافتداء الوطن وحب الزعيم والحزب . وبعد الدروس النظرية سيقوم المدربون برياضة الجري . لاستكشاف الصحراء بغية التعرف على أطلال وذكريات ومستحاثات الأجداد الذين ما كانت الشمس لتغيب عن ممالكهم في الأزمنة الباهرة .
    في ما بعد استراحة الضحى سيبدأ حفر الأراضي واستصلاحها وزرع الأشجار لتصبح الصحراء واحة خضراء كالجنة .
    وعلى مدى عام أو عامين ستزرع في أذهان هؤلاء المنحرفين والشاذين والمنحرفين عن قوميتهم ، بذور جديدة ، وأقمار قومية شديدة السطوع ، كما ستصحح تربيتهم الخاطئة ، فيشفون من أمراضهم القديمة وأفكارهم المستوردة ، وبعد الامتحانات التي يجتازونها سيحصلون على وثائق التطهير الوطني التي تنص موادها على أن حاملي هذه الوثيقة هم من البشر الأسوياء والمواطنين الصالحين . آنذاك ستفتح أمامهم أبواب الاعتراف والرزق والأمان واتقاء غوائل الجوع .
    هكذا ، كما تبتلي المزروعات والأراضي الخضراء بالأوبئة والجراد والحشرات القارضة وسائر الأمراض التي تهبط من غبار فضاءات السماء ، قادمة مع الرياح السموم ، ا بتلينا بذلك اللوياثان القارض للزرع والضرع والبشر .
    وفي ذلك الزمن ، العصي على التسمية والوضوح ، بدونا كأنما انقلبنا انقلاب السلاحف على ظهورها . أقدام مشرعة في الهواء فقدت صلابة الأرض ، وعيون ضارعة نحو سماوات فارغة ، وصدور عارية للرياح بلا أمل .
    ما كان أحد يعرف متى تنتهي سنوات المحنة وسنوات القتل وسنوات الجوع وسنوات تدمير العقل .
    وفي الوقت الذي كان مهدي جواد يتحدث فيه عن دورة اللولب واستعادة زمن الملوك والخلفاء القدامى في العصور الأخيرة من بداية انهيار امبراطورية بلاد العرب مع بداية القرن السابع الهجري ، كان مهيار الباهلي يحاول جاهداً من خلال استبصارات الزمن المقارن ، نفي تلك الدورة المتأبدة ، المنافية لجدل التاريخ .
    كان يبدو ، وهو على أبواب حدوسه المنفجرة التي ابتدأت تتجلى في شوارع وحانات بونه ، شبيه مسيح مسلح ينبئ بعصور من الحروب الأهلية القادمة سيقودها المجوّعون ويتامى الآباء والأمهات والجنود الفقراء المهزومون في الحروب الخاسرة ، وفلاحو الأهوار والبوادي ، والعمال العاطلون عن العمل ، والناجون من معسكرات التعذيب واستصلاح الأراضي



    http://www.marmarita.com/vb/showthread.php?t=9477
                  

العنوان الكاتب Date
أسهل طريق للشهرة حسين خوجلي 02-21-06, 10:15 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة عبدالرحمن خلف الله02-21-06, 05:43 PM
    Re: أسهل طريق للشهرة Abureesh02-21-06, 05:59 PM
      Re: أسهل طريق للشهرة القلب النابض02-21-06, 06:24 PM
  Re: أسهل طريق للشهرة Adil Osman02-21-06, 06:18 PM
    Re: أسهل طريق للشهرة عبدالرحمن الحلاوي02-22-06, 02:28 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة قرشـــو02-22-06, 03:17 AM
    Re: أسهل طريق للشهرة luai02-22-06, 04:17 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة ودقاسم02-22-06, 07:48 AM
    Re: أسهل طريق للشهرة Salih Merghani02-22-06, 09:15 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة ودقاسم02-22-06, 08:08 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة ودقاسم02-22-06, 08:21 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة ودقاسم02-22-06, 08:36 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة ودقاسم02-22-06, 08:51 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة ودقاسم02-22-06, 08:52 AM
    Re: أسهل طريق للشهرة Elawad Eltayeb02-22-06, 11:06 AM
      Re: أسهل طريق للشهرة محمد اشرف02-22-06, 01:38 PM
        Re: أسهل طريق للشهرة Adil Isaac02-22-06, 01:46 PM
          Re: أسهل طريق للشهرة عصمت العالم02-22-06, 05:27 PM
            Re: أسهل طريق للشهرة Salih Merghani02-23-06, 01:49 AM
  اقصر طريق للشهرة محمد حسبو02-23-06, 06:17 AM
    Re: اقصر طريق للشهرة Salih Merghani02-23-06, 08:01 AM
      Re: اقصر طريق للشهرة Salih Merghani02-25-06, 01:33 AM
  Re: أسهل طريق للشهرة Ibrahim Algrefwi02-27-06, 06:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de