عام علي المجئ الي فلادلفيا

Quote: عزيزي صديق مثلك لا تفارقني ذكرى الخاتم فمثلما لا يعرف الحب إلا عاشق، لا يعرف الحزن إلا الحزين حقاوكما قلت كم عبرت عنا الميدان حين كتبت: "في نهايات أبريل و بعد صراعٍ مع داء السرطان رحل رفيق الدرب الخاتم عدلان. و الخاتم كان واحداً من رموز الإشتراكية و حركة العدالة الإجتماعية في بلادنا، أتى من قرى مشروع الجزيرة حاملاً هموم مدقعيها، و دخل الحزب الشيوعي و برز كخطيب ماهر و مناضل جسور في جامعة الخرطوم ، ثم برز ككاتب و مفكر إشتراكي معروف. نحفظ ، و يحفظ شعبنا ، للخاتم أنه إختلف مع الحزب الشيوعي و إستقال في منتصف التسعينات، لكنه لم يتراجع عن مشروع العدالة الإجتماعية و معاداة الظلامية الذى كرس مجمل حياته من أجله ، و ظل مهموماً به، في كل إسهاماته الفكرية التي طرحها ، كما أنه لم يبح للعدو بالأسرار التي يعلمها عن الحزب. الأح عمر عما قدمه الخاتم منفردا للحركة الثورية، وإجابتي أنه قدم منفردا الكثير وقدم مع رفاقه وأبناء شعبه الكثير، والشخص في حركة ثورية لا يكون منفردا مثلما يكون في لحظات التضحية، وهنا الخاتم قدم زهرة شبابه طوعاوقضى قرابةالسبع سنوات في معتقلات النميري، ضحى بتفوقه الأكاديمي الذي كان يؤهله ليكون أحد أساتذة الفلسفة البارزين والمتميزين لينهض بواجبات ثورية كان يراهاصحيحة، ورغم انك تسأل عن منفرد، لكن دعني أضيف تفرده بصفات قيادية وخطابية وذكاء وثقافة عالية، بل أنه حتى عندما إختلف مع الحزب الشيوعي سعى لإقامة رافد مختلف للحركة الثورية. ودعني ألومك ياصديقي بإشارتك لعبادة الفرد في غير مكانها، فما يفعله صديق، إتفقنا أو إختلفنا معه له إسم آخر في قاموسي: الوفاء. أرقدوا عافية وطابت ذكرى الخاتم.