اليخت نزل......

Quote: زيادة الأجور.. مابين الدكوة والعجور!! بقلم: زكريا حامد لا توجد مصيبة في الدنيا تحصد أرواح العاملين والموظفين مثل (زيادة الأجور)..!! ومع ذلك فإن غالبيتهم فرحون ومهللون في وضع شبيه بديك (تمبول) الذي يقال إنه (ىكاكي) ومويتو في النار!! والعمال الأذكياء يطالبون دوماً بتثبيت الأسعار وتركيزها والبلهاء فقط هم الذين يلهثون خلف الزيادات!! ويحكي أنه وفي عهد الرئيس النميري وفي ذروة انعدام الضروريات قابل وفد من اتحاد العمال الرئىس وقال أحدهم إن الوقود معدوم.. وقال آخر إن هناك أزمة في الرغيف.. وأزمة في الزيوت وانعدام للسكر وأزمة في الكهرباء ...إلخ..!! وسألهم النميري: (طيب انتو عايزين شنو..؟!)!! فأجابوه بصوت واحد: (عايزين زيادة في المرتبات يا ريس)..!! فقال لهم الرئيس نميري (طيب إنتو ما قلتو أي حاجة معدومة القروش حتشتروا بيها شنو؟)!! ولكن زماننا هذا يختلف كثيراً حيث إن الأسواق تعج بكل السلع وبوسع المرء أن يشتري (بالأقساط) من (القندران) وحتى الإبرة.. وكما قال الرئيس البشير فإن المواطنين الذين كانوا يطاردون الحافلات والبصات أصبحت الآن تطاردهم الأمجاد والركشات، والذين كانوا يصطفون في صفوف الرغيف أصبح الرغيف الآن يصطف أمامهم ويسد عليهم الطرقات..!! والحمد لله الذي أنعم علينا بكل تلك الخيرات..!! ولكن المشكلة أن هناك وفرة في المعروضات وضموراً في أصحاب (الكاشات)..!! وقلة هم الذين يشترون والكثرة (واقفين فراجة)..!! مطاعم القراصة والكسرة وكافتيريات الفول والبوش في ازدحام مستمر والمطاعم الفاخرة تعمها السكون..!! ووضع كهذا يحتاج إلى معالجة اقتصادية لا بزيادة الأجور والمرتبات بل بإعادة العافية جزئياً إلى (الدينار) السوداني الذي كان جنيهاً!! وبارتفاع قيمة العُملة الوطنية أمام العملات الأخرى ستنخفض أسعار السلع وبالتالي فإن مدمني الفول والبوش يمكنهم الإقلاع عن تناول تلك الوجبة ولو مرة واحدة أسبوعياً ويأكلون من الطيبات من شاكلة (الأسماك والدواجن واللحوم..)!! أعرف شخصاً من النوع الذي تسيّره زوجته بنظام (الريموت كنترول)..!! وما إن يصرف راتبه إلاّ ويسرع لركوب الحافلة ليسلم (الوديعة) للزوجة وهي طازة، وذات يوم أقنعه صاحبه بعد جهد جهيد بتناول وجبة دسمة بعد صرف المرتب مُباشرةً وقبل الذهاب إلى المنزل، وبعد الوجبة الشهية أقنعه كذلك بتناول (سلطة فواكه) ... استرخى صاحبنا وهو يشرب الشاي في المطعم، وقال لرفيقه (عليّ الطلاق بعد كده ما أخاف حتى من البوليس)!! وزيادة الأجور بنسبة 20 أو 30 في المائة يعني ارتفاع أسعار السلع الأخرى الضرورية وغير الضرورية بنسبة أكبر حتى أن صبي (الأورنيش) اشتكى لي من أن مدخلات انتاجه قد ارتفعت أسعارها!! ومن طرائف المرحوم كمال سينا عليه ألف رحمة ونور هذه الحكاية:- (قال إن قروياً جاء إلى الخرطوم وتقطعت به السبل قبل عامين ولم يجد من يعطيه أي مليم وأخيراً ذهب إلى شخص من قريته يعمل في مجال صناعة «العناقريب» في أم درمان على شارع النيل واشتكى له من سوء الحال وطلب منه عشرين ألفاً سلفية..!! لكن الرجل الذي كان يجلس وسط الحبال وفي يده «قدوم» أقسم له بالله قائلاً: (عليّ الطلاق بالتلاتة أنا من أحداث سبتمبر في أمريكا ما في جنيه دخل جيبي)!! لا تزيدوا الأجور حتى لا يعدم البعض الدكوة والعجور..! "مجلة الخرطوم الجديدة"