|
لمناسبة مرور سنه على اغتياله
|
لمناسبة مرور سنه على اغتياله مرة أخرى من قتل الرئيس رفيق الحريري سنة مضت على إغتيال الرئيس رفيق الحريري ولا يزال التحقيق الدولي يدور في إطار الشبهات بدون أن يتوصل إلى نتيجة حاسمة. فبالرغم من مشاركة 14 محققا من عشر دول مختلفة إضافة إلى المحققين اللبنانيين بالتعاون مع عدد من الخبراء والانتربول والمنظمات الدولية الأخرى، لم تتمكن اللجنة الدوليّة من كشف الفاعلين والمخططين لهذه الجريمة الارهابية. والغريب في الأمر أن كل المعنيين بهذه القضية يزعمون أنهم يريدون الحقيقة. بالتأكيد أن بعضهم صادق في قوله، أما البعض الآخر فهناك علامة استفهام حول موقفه ودوره في مجال كشف الحقيقة. فالذين تضرروا من الاغتيالات وبالتحديد عائلة الرئيس الحريري والوزير باسم فليحان والنائب مروان حمادة وعائلة الصحفي سمير قصير وعائلة المناضل جورج حاوي والوزير الياس المرّ والاعلامية ماي شدياق وعائلة الصحفي والنائب جبران تويني ورفاقهم ومؤيدوهم يريدون الحقيقة ويسعون إليها بكافة الوسائل المتوفرة لديهم. أما الآخرون الذين يزعمون أنهم يريدون الحقيقة فإن ممارساتهم تشير عكس ذلك وهم يعمدون إلى عرقلة التحقيق وضياع الحقيقة بذرائع مختلفة وأساليب ترهيبيّة تكشف عن حقيقة نواياهم وليس عن حقيقة جريمة الاغتيال. ولكن يبدو أن المجتمع الدولي لا يزال جادا ومصرا لمعرفة الحقيقة بخاصة أن الرئيس الفرنسي شيراك كان صديقا حميما لرفيق الحريري وهو يلاحق القضية بكل طاقاته لكشف الذين اغتالوا صديقه الذي كان يشكل جسرا للتواصل بين العالم العربي والغرب. ومما لا جدل فيه أن القرائن تتجه ضد سورية بالرغم من نفي الرئيس بشار الأسد تورط بلده في هذه القضية، وقد سبق له أن أعلن بأنه إذا تبيّن أن أحد السوريين متورط في الجريمة يعتبره “خائنا” ويحاكم على هذا الأساس. بعد هذا التصريح انتحر وزير الداخلية غازي كنعان وخرج من سورية الرئيس عبد الحليم خدّام الذي وجهت إليه تهمة الخيانة العظمى وهو بدوره يطلق الاتهامات ضد المسؤولين السوريين. هنا لم تعد قرينة البراءة تنفع سورية إنما صار لزوما عليها أن تقلب قرينة الاتهام إذا كانت فعلا تؤمن في براءتها من الجريمة ويقتضي بالتالي أن تتعهد كشف الفاعلين بوسائلها الخاصة وتقدمهم إلى العدالة. أما إذا أجرت فحص ضمير ووجدت أنها ارتكبت خطأ جسيما في هذه القضية فنعتقد أنه من الأجدى والأسلم لها أن تعترف بهذا الخطأ كما فعل الزعيم الليبي معمر القذافي في قضية “لوكربي”، فتجري تسوية ومصالحة مع عائلة الحريري وسائر الضحايا فتسقط عندها صلاحية اللجنة الدولية وتجري حفلة تبويس لحي على الطريقة العربيّة وعفا الله عما مضى.
(انطوان معوّض – الضفتان – فبراير 2006)
|
|

|
|
|
|