|
Re: 1 (Re: كبسيبة)
|
أخي العزيز ( كبسيبة ) لك التحية في الأولين وفي الآخرين
إنه لشيء جميل أن نجد هذه الغيرة من شبابنا على هذا الدين. وهو لعمري شعور جميل يدعو للطمأنينة فعلاً . ولكن لي معك وقفات حول الأحداث المؤسفة التي تحصل اليوم. ودعنا هنا نحكم العقل. العقل الذي به آمنا بالله قبل أن نراه ، ويجعلنا نحب الرسول ولم نره قط.
أولاً: قبل كل شيء مبدأ التعميم هو مبدأ خاطئ جداً. فقبل كل شيء الذين رسموا هذه الرسومات لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، وإن كان لا بد لنا أن نفرز غضبة حقيقية فعلينا أن نفرزها تجاههم.
ثانياً : لكي نفهم أن سبب صمت الدولة الدنماركية حيال الموضوع فعلينا أن ننظر للأمر من منظورهم هم . فهم يؤمنون بحرية التعبير كما تؤمن أنت بالقرآن وبالرسول.
ثالثاً : إذا كنت ترى أن الدين الإسلامي مقدس وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مقدس فهم يرون أن لا شيء مقدس على الإطلاق. وتذكر أن الأخوة المسيحيين لا يرون ضيراً في رسم (الشخصيات المقدسة) فهم يرسمون يسوع ويرسمون مريم العذراء ويرسمون زكريا ويوسف النجار وغيرهم ممن نراهم نحن مقدسين أيضاً.
رابعاً: لا يحق لأحد كان أن يطعن شخصاً في دينه وفي معتقده حتى وإن فعل الآخر ذلك ، فالإنسان الراقي والمتحضر يتعامل مع الناس بما يستحق هو وليس بما يستحقه الآخرون. ولك في رسول الله أسوة حسنة. فلم نر له في سيرته أو في أثره أنه غضب لنفسه قط. كان من الممكن أن يثور عندما مكنه الله في دينه بأن يلقي جام غضبه على الذين آذوه ليس فقط من استهزئوا به.
خامساً: أتفق معك في أن هنالك شبهة تواطأ تظهر فيما ذهبت إليه (بعض) الصحف غير الدنماركية في نشر تلك الرسوم. ولكن تظل المسألة كلها ردود أفعال لا أكثر ولا أقل. تخيل معي أن هذه الثورة غير المتعقلة لم تحدث ما الذي كان سيحصل؟
سادساً : يقول الله تعالى ( فسيكفيكهم الله ) كما يقول ( والله يعصمك من الناس ) إذاً فالله سبحانه وتعالى كفيل بأن يتعهد نبيه بالحفظ والعصمة. فلا تحزن يا عزيزي. فهذه المشاعر السالبة للأسف لا تقدم ولا تؤخر – في نظري – إنما تأتي بعكس ما هو مطلوب تماماً.
سابعاً : أنصحك بقراءة السيرة النوبية (سيرة ابن هشام) بقليل من التمعن لتقف على مكارم الأخلاق التي كان النبي يدعو لها ، وإلى سماحته حتى في حق من أخطأ في حقه. فهكذا تروي عنه عائشة رضي الله عنها أنه لم يغضب لنفسه قط. ونحمد الله الذي لم يجعل لنا – نحن البشر - سلطاناً على أحداً إذاً لهلك الناس أجمعين
ولك التحية
|
|
|
|
|
|