|
زفرات حرى الحل الناجع!
|
الطيب مصطفي
الحل الناجع! في الوقت الذى منع فيه دكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية التى كان يريدها أن تتزامن مع زيارة ربيكا قرنق وزيرة النقل والطرق بحكومة الجنوب وأرملة دكتور جون قرنق رتبت الحكومة الأمريكية لربيكا زيارة تضمنت في أجندتها مقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذى كثيراً ما يتعذر على الملوك والرؤساء مقابلته وذلك يؤكد ما ظللنا نقوله عن حرب أمريكا على شمال السودان واحتضانها ودعمها المتواصل للجنوب في بلد يفترض أنه واحد متحد!. لم أعد في حاجة إلى إثبات أن أمريكا تعتمد سياسة مزدوجة بل ومتناقضة تجاه شمال السودان وجنوبه بل تجاه بعض أطراف الشمال، تعاطفاً ودعماً لطرف وإقصاءً وتضييقاً على آخر وذلك بهدف إعادة هيكلة السودان وفق نظرية السودان الجديد فقد أوردتُ من تصريحات المسؤولين الأمريكيين ومن السياسات التى تبناها الرئيس الأمريكى والكونغرس ومجلس الأمن »الأمريكى« ما يكفي للتدليل على ما أقول الآن، ومما يزيد الطين بلة أن سفارة السودان بواشنطون لم تعلم عن زيارة ربيكا، تماماً كما حدث عندما لم يسمح للسفير السوداني بمرافقة النائب الأول سلفاكير لدى زيارته الأخيرة لواشنطن. وكان من الممكلن للمدافعين عن الحركة الشعبية أن يسكتونا بحجة دامغة يدفعون فيها بأن ربيكا لا تحمل منصباً رسمياً بالحكومة الإتحادية وبالتالي يحق لها أن تقابل الرئيس الأمريكي بصفتها ممثلة لحكومة الجنوب، لكن تلك الحجة يثبت بطلانها تماماً حين نعلم مضامين وأهداف تلك الزيارة التى لم تكتف فيها بحدود منصبها وإنما كانت بالأحرى تقوم بدور أكبر مما يمكن أن يقوم به الوزراء الإتحاديون بل أكبر من النائب الأول سلفاكير عندما زار واشنطون قبل نحو شهرين ذلك أن سلفاكير لم يتمكن من مقابلة بوش كما فعلت ربيكا التى شنت هجوماً كاسحاً على الحكومة السودانية بعدم تنفيذ إتفاقية السلام وطالبت الحكومة الأمريكية بالضغط على الحكومة السودانية التى صُبّ عليها حمم من النقد واتُهمت بالتلاعب بأموال النفط السوداني وكذلك بعدم قيامها بسحب القوات المسلحة من جنوب السودان وفقاً لحدود ١/١/1956م وعدم تكوين مفوضية الحدود وعدم تبنى تقرير لجنة الخبراء الخماسية حول أبيي. من المدهش كذلك أنه في الوقت الذى منع دكتور مصطفى عثمان من زيارة أمريكا رافق ربيكا مجموعة من أولاد قرنق أخطرهم باقان أموم »خميرة العكننة« المعروف بمواقفه المتطرفة منذ أن كان أميناً عاماً للتجمع الوطني قبل سنوات من توقيع أتفاقية نيفاشا وهو الرجل الذى »بشّر« الشعب السوداني بأحداث »الإثنين الأسود« قبل حدوثها بنحو عام. وظل يطلق التصريحات العدائية للشمال و»الجلابة« الشماليين، بل هو الذى نزع علم السودان من جثمان قرنق ووضع مكانه علم الحركة الشعبية!. على كل حال، أرجو أن أتطرق في مقال آخر لما دار في المحاضرة التى قدمتها ربيكا في الجامعة ا لأمريكية بواشنطون دي سي بتاريخ ٥/٢/2006 والتى أوردتها صحيفة »الخرطوم مونتور« بتاريخ ٨/٢/2006 ، ولكنى فقط أريد أن أقول إن اللغة التى استخدمتها ربيكا لا تختلف كثيراً عن لغة الحرب التى كانت سائدة قبل توقيع إتفاقية نيفاشا وكأن الذى كتب المحاضرة هو باقان أموم وللأسف فإن الخطاب الإعلامي والسياسي للحركة قد مال كثيراً باتجاه خط أولاد قرنق من دعاة السودان الجديد بالرغم من علمي التام بأن الجميع متفقون في نظرة التربص والشك والكراهية التى جُبلوا عليها بدون أدنى ممارسة لفضيلة النقد الذاتي وإنى على يقين أن القضية أكبر من ذلك بكثير لأنها مشاعر لا يحكمها العقل والمنطق... مشاعر لا سبيل إلى التنفيس عنها إلا بمعالجات وحلول جذرية تختلف عن تلك التى فشلت طوال نصف القرن الماضي!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|