|
Re: مواقف سودانية / انسانية (Re: الزوول)
|
موقف لن أنساه
تحياتي،،،
اولا اشكرك عزيزي على فتح هذا البوست الجميل واليك هذه القصة الواقعية
للسودانيين صفات ندر ان توجد في غيرهم من الشعوب طيبة فايته الحد.واتمنى ان تبقى فيهم هذه الخصلة الى الابد..هذا اذا استثنينا بعض الشواذ وان كنت اعني الغالبية الساحقة من السودانيين طيبين بالرغم من قساوة الدنيا عليهم.
خرجت من السودان وعمرى لا يتجاوز 12 سنة كنت في ذلك الوقت في المرحلة الابتدائية واغتربت مع اسرتي ومازالت مسيرة اغترابي مستمرة خارج السودان الى ان تجاوز عدد سنينها اكثر من عشرين سنه اغتراب ولسه الحبل على الجرار
ساحكي لكم هنا عن موقف حدث معي في تلك الفترة التي عشتها في السودان في مرحلة طفولتي في الثمانينات ولا ادري بماذا اصف ذلك الموقف اذكر في ذلك الزمان وقبل مايزيد عن 20 سنة كنت اسكن في منزل أهل والدتي كان منزل كبير جدا وعامر جدا، عامر بالحب والكرم الفياض.وفي يوم من الأيام حضرت احدى النساء من احدى القرى المجاورة لمدينتنا ومعها ابنتها وطلبت من جدتي (عليها رحمة الله )ان تسكن ابنتها معنا في منزلنا لاكمال دراستها الثانوية نظرا لبعد المسافة مابين القرية والمدرسة الثانوية وعدم وجود مواصلات يومية بين القرية والمدرسة لذلك طلبت السكن معنا وبدون ادنى تردد وبكرم سوداني حاتمي رحبت جدتي وكل من في البيت بتلك الضيفة واعتبرت واحده من افراد هذا البيت ..وفي ذلك الزمن ولاني كنت اصغر واحد في العائلة وكنت مشاغب ومشاكس جدا .كانت هذه الطالبة عندما تريد شراء أي شي من السوق تقوم بارسالي الى السوق ونظراً لشقاوتي كنت اطلب منها ان تدفع حق المشوار والا سوف لن اذهب فكانت المسكينة مجبرة على دفع المبلغ المطلوب وكنت اطلب منها دفع خمسين قرش او ربع جنيه عن كل مشوار .في ذلك الزمان ربع الجنيه بالنسبة لطفل كان يعتبر (ثروة قومية). حتى القصص والالغاز البوليسية والمغامرين الخمسة والتي كنت احضرها معي الى البيت فاذا ارادت استعارتها مني لتقرأها كنت افرض عليها الرسوم المعتادة وهي دفع بعض المبالغ نظير القراءة والمسكينة تدفع لي المبلغ الذي اطلبه واستمر هذا الحال ردحا من الزمن الى أن اغترب الوالد واغتربنا معه وعندها فقط ارتاحت تلك المسكينة من ضرائب هشام الشبه يومية .على فكرة لا يعلم بقصة دفع هذه المبالغ غيرنا نحن الاثنين فاذا علم من في البيت باني كنت افعل ذلك مع هذه الضيفة كنت سأجُلد جلده سخنة جدا الا انه كانت لي تكتيكاتي الخاصة في سرية التخطيط فكانت تدفع لى تلك المبالغ من حيث لا يرانا أي احد في المنزل
واغتربت خارج السودان وتمر سنة وراء سنة وراء سنة في بلاد الغربة حتى تجاوزت العشرين سنة ..
........................... ..............................
عندها قررت زيارة الاهل في السودان في اجازة قصيرة وعند رجوعي الى ذلك البيت العامر بأهله بدأت اتجول في كل زواياه رغم ان معظم معالمه قد تغيرت وان كان قد انتابني شعور وحنين لايوصف لذلك الماضي الطفولي البري (فهنا كانت تجلس جدتي لتحكي لنا احجية المساء كل يوم وقبل النوم ..وهنا كانت توجد شجرة النيم العتيقة كنت اطلع فيها عند موعد كل اذان ليسابق صوتي صوت المؤذن .. وهناك .. ايوه هناك كانت توجد مجموعة من الازيار لشراب المياه الباردة وفي هذا المكان كنت انام حتى اشعر بحرارة الشمس الحارقة تلذعني ..فلا احد كان يرغب في ازعاجي وايقاظي من النوم ..وهناك في اقصى زاوية من المنزل كان يوجد قفص لتربية الحمام) ياااااااه يالها من ذكريات ..كانت لي في كل زاوية من زواياه قصة وموقف كانت دموعي تنهمر بدون شعور وانا اتذكر ذلك الماضي الجميل وتلك الايام الخوالي. وفجأة تذكرت تلك الطالبة التي كانت تسكن معنا في ذلك الزمان فسألت احدى خالتي عنها وماذا فعلت بها الدنيا؟؟ فردت علي خالتي وبلهجة سودانية (يااااحليله دخلت الجامعة واتزوجت ليها دكتور واغتربت هي وراجلا ..واسترسلت خالتي لتقول وهل تصدق ياهشام اول ولد ولدتو سمتو هشام على اسمك. ..يوم جاتنا زيارة وقالت ولدى ده سميتو هشام على اسم هشام ولدكم. فقلت في نفسي والدموع تنحدر على خدودي ....ياااه بالرغم من ابتزازي الشبه يومي لها تسمي ابنها على اسمي يالها من طيبة لا يمكن وصفها بأي وصف عندها تمنيت لو قابلتها هي وصغيرها هشام لاقول لها (اسف عن كل مابدر مني في طفولتي) تمنيت لو رأيت صغيرها هشام لادفع له وارد كل ما اخذته من امه في طفولتي ..الا انه لا احد يعرف عنوانها فبعد ان تزوجت لم تحضر لزيارة ذلك البيت الا مرة واحده او مرتين وبعدها انقطعت اخبارها نهائيا واخذتها بلاد الغربة .................
الم اقل لكم بان السودانيين طيبين...لم اتوقع ابدا ولم يخطر ببالي ان يقوم احد ما بتسمية ابنه على اسمى عن عمد وقصد. بالله عليكم ماذا انتم قائلون عن موقف تلك البنت الرائعة
تحياتي هشام حامد العبيد
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-10-06, 08:35 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | bashir adam abdalla | 02-10-06, 04:42 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-10-06, 09:54 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | Gaafar Ismail | 02-11-06, 09:26 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-12-06, 01:35 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | othman mohmmadien | 02-12-06, 02:47 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-12-06, 03:16 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | othman mohmmadien | 02-13-06, 02:40 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-13-06, 04:15 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | Gaafar Ismail | 02-14-06, 07:32 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | Gaafar Ismail | 02-15-06, 01:21 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-16-06, 12:57 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-13-06, 02:37 PM |
Raise it up | Osman Malik | 02-16-06, 01:50 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | هشام حامد العبيد | 02-16-06, 01:52 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-21-06, 01:46 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | khaleel | 02-21-06, 02:55 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الحارث سرالختم عبد الله | 02-22-06, 01:09 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | Khalid Saeed | 02-22-06, 08:16 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | othman mohmmadien | 02-22-06, 09:54 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | هشام حامد العبيد | 02-22-06, 12:18 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | حسن البشاري | 02-22-06, 01:28 PM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 02-24-06, 03:39 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الحارث سرالختم عبد الله | 02-25-06, 01:19 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | صلاح الدين عبدالله محمد | 02-25-06, 06:05 AM |
Re: مواقف سودانية / انسانية | الزوول | 03-04-06, 08:50 AM |
|
|
|