|
26 ينـايـر .. المهـدي العظـيم يمنحنـا وطنـا وهـويـة
|
فـي هذا اليوم 26 يناير من العام 1885 ، استطاع الامام المجاهد ، والثائر العظيم محمد أحمد المهدي أن ينتزع للوطن كرامته ، وللشعب هويته ، وذلك بعد تحريره لمدينة الخرطوم عاصمة الاستعمار التركي البغيض ، وبعد أن قام انصار الله والوطن والمهدي بقطع رأس قائد المستعمرين ، ورئيس عصابة الشر والارهاب البريطاني (غردون باشا) ... إن ذكرى فتح الخرطوم وتحرير الوطن والشعب من الأجنبي المحتل ، تضعنا أمام حقيقة مؤلمة وهي الانقطاع ، بل التناقض الرهيب بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب ، ففي ذاك الوقت جاهد الامام العظيم وقاتل وناضل من أجل أن يبني لنا مجدا ، ومن أجل أن يكون لنا وطنا محرما على الأجنبي إلا بالتي هي أحسن ، قاتل أجدادنا العظماء من أجل حرية هذه الأرض ووحدتها ، وفي سبيل ذلك قدموا المهج والأرواح والدم ، ما بخلوا على مستقبنا بشئ ، فقدموا لنا أعظم الدروس في كيفية تحرير الأوطان ، وطرد الغاشم المحتل ... كانت ثورة الامام المهدي تامة ريانة مترعة يتضافر فيها الفكر والروح والعمل وكل الغرائز الانسانية والوطنية النبيلة ، لذا استطاع أن يحرر الوطن ، وينتصر لنا ... أما نحن اليوم ، فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة، ولا نعرف الا حياة فقيرة مستسلمة، نتقوى بالعدو الأجنبي من اجل نصر زائف في صراعاتنا الداخلية ، وندعوه للتدخل في شئوننا، ونفتح أراضينا لجنود الأجنبي البغيض ، بدلا من أن نفتح عليه نار بنادقنا، كأنما هذا الأجنبي سيكون (أحن) علينا من أبناء وطننا ، وكأنما هذا الأجنبي سيكون حريصا على مصالحنا، فيحميها لنا بدماء جنوده وضباطه ّ!!! لقد رحم الله الامام المهدي بأن توفاه قبل أن يرى كيف أن أحفاده يتوسلون للأجنبي الذي حررنا منه قبل 121 ، كي يعود مرة أخرى ليملأ الأرض جورا مرة أخرى ...
فاليرحمك الله يا مهدي الله ... وليرحمنا نحن أيضا -إن كنا نستحق رحمته- ، لأن ما يجري اليوم على أرض الوطن يؤكد أن انتسابنا لأجدادنا الابطال العظماء ، كان انتسابا رسمياً لا اكثر ولا أقل ، واتصال تاريخنا الحديث بتاريخنا المجيد اتصالاً طفيلياً بائسا... وبمناسبة هذا اليوم العظيم في تاريخ شعبنا ووطننا ادعو الله أن يبعث فينا خصال المهدي العظيم ، ونأتي بشئ من بطولاته التي حررت أرض الوطن ، ومنحتنا العزة والكرامة ، أتمنى أن نأتي بالثورات التي تبرر نسبنا الرسمي لهؤلاء الأبطال العظماء ، وتجعل هذا الانتساب حقيقياً ومشروعا. يجب علينا أن نقاتل في نفوسنا معاني الجمود والانحطاط ، وأن نجعل من ثورة الامام المهدي نقطة البداية لتحرير أرض الوطن في دارفور الجهاد والفداء ، ولتحرير إرادة شعبنا من هذه الفئة الاجرامية التي تربعت على مقاعد الحكم في بلادنا.. وحينها فقط يحق لنا أن نفتخر بأننا احفاد المهدي العظيم .. ، وحينها سيعود لنا الدم الثوري الاصيل المجيد فيتسرب الينا. في ذكرى تحرير الخرطوم يجب علينا أن ننقي ارضنا وسماءنا من قوى المحتل البغيض ، حتى تسعد ارواح الجدود الابطال باعتبار أن ذلك أقل ما يمكن أن نقدمه لهم . فاليرحم الله الامام المهدي ، وخليفته المجاهد ، وأنصار الله والوطن والمهدي ، بقدر ما قدموا لهذه الأرض ولهذه الأمة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|