|
النظام أعد ( العدة ) لاستقبال ضحايا مجزرة القاهرة
|
النظام أعد ( العدة ) لاستقبال ضحايا مجزرة القاهرة
عبد الرحمن مختار داني
بحلول العام الجديد اقترف الأمن المصري جريمة نكراء ضد الأبرياء الذين لجأوا إلى مصر طلبا للأمن والأمان بعد أن فروا من ويلات الحرب والقهر والاستبداد . لكنهم وجدوا الضرب والتنكيل والقتل ودهس الأطفال والنساء بالأقدام حتى الموت في أبشع صورة يمكن تخيلها . لقد ارتكب الأمن المركزي المصري مجزرة بشعة بحق هؤلاء وكان جزاريها من قوات الأمن المركزي حيث استخدموا الهراوات ومدافع المياه في هذا الشتاء القارس مما أدى إلى وقوع أكثر من 120 بين وكان مشهد الأمن المركزي المصري مخجلاً و معيباً أمام أعين العالم وعلى الفضائيات العالمية كان هناك عرض عسكري وصورة سيئة.. كريهة أوضحت مدى العنف والبطش اللذان استخدما لفض الاعتصام السلمي ولقد بكى العالم أجمع جراء هذا المشهد المأسوي . ولقد فشل وزير الداخلية المصري حبيب العادلى في احتواء الموقف وارتكب جهازه الأمني جريمة تاريخية لا تقل عن الإرهاب في أي صورة من صوره ولم يأخذ في الاعتبار وجود الأطفال والنساء والعجزة المنهكين أصلا ( ده لو حسبهم ناس ) ولم تأخذه بهم الرأفة والرحمة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى فحدث ما حدث. وتأتى الطامة الكبرى بشروع السلطات المصرية بتاريخ 1/1/2006 في ترحيل بعض اللاجئين إلى الخرطوم وأثناء كتابة المقال علمت بأن هناك عدد كبير من اللاجئين بمطار القاهرة سيتم ترحيلهم إلى السودان وبعلم الحكومة السودانية التي أعدت كامل أجهزتها القمعية ليكون مصيرهم السجن والتعذيب على الأقل إن لم يتم إعدامهم جماعيا. وفى الوقت نفسه تقوم أجهزة الأمن المصرية باقتياد اللاجئين بالقوة إلى أقسام الشرطة ومن ثم بعد الضرب والإهانة البالغة إلى المطار مما أدى إلى وفاة العديد من اللاجئين في سجون الأمن . وقد بلغ سوء المعاملة مداه وذلك بتفتيش الأحياء السكنية التي تكتظ باللاجئين مثل العجوزة والدقى وعين شمس ودير الملاك ومدينة 6 أكتوبر. إن سكوت وتواطؤ النظام في الخرطوم جرم آخر يضاف إلى سجله المليء بجرائم ضد الإنسانية في دارفور والشرق وجنوب السودان.. وبيع المواطن السوداني في أي مكان وبأرخص الأثمان , ولقد صرح رموز النظام المستبد بأنهم لا يلومون الأجهزة الأمنية المصرية ويتأسفون للقتلى !! إن الذي حدث في حديقة مصطفى محمود جريمة لا تغتفر ضد حقوق الإنسان وعليه نطالب الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بالآتي :- 1/ تكوين لجنة دولية للتحقيق وتقديم الجناة إلى محكمة دولية . 2/ التحقيق الفوري مع وزير الداخلية المصري لمعرفة ملابسات هذه الجريمة النكراء . 3/ على الأمم المتحدة تجميع اللاجئين في مكان واحد ( معسكر ) وتوفير متطلبات الحياة لان هناك لاجئون يهيمون في الشوارع حيث لا مأوى ولا سكينة . 4/ إن تعزر إقامة معسكر لهم في مصر يجب ترحيلهم فورا إلى أي دولة يمكنها أن توفر لهم الأمن والأمان . 5/ مراجعة أسماء اللاجئين المقيدين لدى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة ووزارة الخارجية المصرية بالنسبة لغير المقيدين لحصرهم ومعرفة المفقودين منهم . انا لله وانا إليه راجعون . الهم أرحم شهداء هذه الجريمة اللاأخلاقية وعجل بالشفاء للجرحى والمرضى والويل والعذاب للمجرمين الذين أساءوا إلى مصر وللإنسانية وحسبنا الله ونعم الوكيل . وختاماً نشيد بدور الشعب المصري الرافض والمستنكر لهذه الجريمة الشنعاء والذي خرج للتظاهر رافضاً لهذا السلوك والتحية إلى القنوات الفضائية والإذاعات والصحف البيضاء ومواقع الإنترنت لتقلها الحقيقة والواقع وأخيرا نطالب الدول المحبة للسلام ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة الإسراع بكشف الحقيقة وتسليم المجرمين للمحكمة الجنائية الدولية كما نناشد جميع السودانيين في كل بقاع الأرض وكل المهمشين في دول المهجر وفى الداخل للخروج والتظاهر واستنكار هذه الجريمة الشنعاء .
|
|
|
|
|
|