|
|
 متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟
|
الاحتفال الرسمي بما أُطلق عليه اليوبيل الذهبي للاستقلال جاء باهتا ، وقد زاد الطين بلة أن التلفزيون القومي فشل فشلا ذريعا في نقل الاحتفال لأهل السودان وللعالم .. وخطاب الرئيس لم يتطرق إلى أي مضامين أو مؤشرات يمكن أن تنتزع الناس من حالة اليأس . والاستقلال الذي احتفلت به الحكومة في القصر الجمهوري ليلة البارحة هو الاستقلال الرسمي الذي يعني فقط خروج المستعمر من البلاد في ذلك التاريخ . لكن مع إقرارنا بأهمية الحدث ومناسبته فإن الفهم الشعبي للاستقلال يظل مرتبطا بالحرية والعدالة و الديمقراطية .. فلا معنى لأن يتحقق الانعتاق من الاستعمار ، ويستبدل استبداد الاستعمار باستبداد فئة من أبناء الوطن ، فيدخل الشعب كله في صراع من أجل الحرية من جديد ، وتستمر المطالبة ببسط العدالة والالتزام بالنهج الديمقراطي في الحكم وتداول السلطة بدلا من النفاذ إلى الإنتاج والعمل ... هذه الدائرة الشريرة التي فرضتها التدخلات العسكرية والتآمر المستمر على حرية الشعب السوداني بدعاوى الوطنية والأسلمة وغيرها ، لا يمكن الخروج منها إلا بهزيمة النزعات التي يتولد منها هذا الشر . فالبعض يرى أن أجندته الحزبية هي الأكثر وطنية ، والبعض يرى أنه وحزبه الأكثر تأهيلا ، والبعض يرى أنه يمثّل غالبية عرقية أو دينية أو ثقافية . وهكذا تتعدد الدعاوى وتنطلق المؤامرات سعيا للاستيلاء على السلطة ، وسرعان ما يتضح أن الأمر كله عبارة عن ادعاءات نظرية وأن الواقع يهزم هذه النظرية . ويجد شعبنا نفسه مدفوعا إلى الدخول في معركة جديدة من أجل استرداد الحرية والديمقراطية والعدالة . وهكذا تضيع سنوات عمر الوطن دون أن نؤسس للخروج من أزمة الصراعات السودانية / السودانية ، ودون أن نتقدم خطوة في بناء الوطن ودفع عجلة التنمية فيه إلى الأمام ، فالفعل السياسي يكبّلنا ، ويستهلك كل طاقاتنا ، ويشعل بيننا البغضاء ... وفي المقابل يقودنا فشلنا في البناء الاقتصادي إلى صراع متسع حول ناتج قومي ضعيف فيأخذ الصراع شكلا جهويا ، وعرقيا ، ينتج عن المشادة المستمرة من أجل الاقتسام ، واختلال موازين الاقتسام ..
وكما أوردنا سلفا فإنه لا معنى للاستقلال إذا لم تتوفر الحرية ، فالمسألة سواءً ، إن يسلبك حريتك أجنبي أو يسلبها منك ابن بلدك ، ولا يمكن أن نتحدث عن الحرية ما دامت موازين العدالة مختلة أو مائلة أو تعتمد على أسس حزبية ضيقة تسيطر عليها مفاهيم التفوق والاستعلاء والإقصاء ، ولا يمكن أن يتم تصحيح موازين العدالة إلا إذا ارتضينا الديمقراطية منهجا للحكم .. ولن يصبح الاستقلال حقيقة نعيشها إلا إذا تغلبّنا على أنانيتا ، وعلى ذاتيتنا الضيقة ، وعلى ادعاءاتنا الكاذبة المشحونة بالاستعلاء ، وعلى النظرة الدونية للآخر ، وعلى تربصنا ببعضنا البعض ...
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | ودقاسم | 01-01-06, 03:10 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | عبدالقادر علي عبدالرحيم | 01-01-06, 04:03 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | ودقاسم | 01-01-06, 05:06 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | حمزاوي | 01-01-06, 04:10 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | Faisal Taha | 01-01-06, 06:04 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | ودقاسم | 01-02-06, 00:53 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | ودقاسم | 01-01-06, 06:19 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | saif massad ali | 01-01-06, 08:25 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | ودقاسم | 01-02-06, 02:14 AM |
| Re: متى يصبح الاستقلال حقيقة ؟؟ | صلاح الدين عبدالله محمد | 01-02-06, 06:42 AM |
|
| |
ودقاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست