|
مجزرة المهندسين.. بين العصا المصرية و "الطناش" السوداني!
|
ما حدث مساء الجمعة في ميدان جامعة الدول العربية بالعاصمة المصريه يعتبر واحده من ابشع الجرائم التي تمارسها سلطة الدوله في حق أبرياء عزل كان دافعهم الأساس هو اللوذ بأرواحهم من جحيم الحرب و أهوالها. العدد المهول من قوات الأمن، و التوقيت الغريب للعمليه، و الذي يشبه توقيت شن الحروب بالإضافة إلي المباغته و التمويه ثم الأسلوب العنيف في تنفيذها كلها مؤشرات لا يسهل علي الكثيرين إستيعاب مبرراتها، سوي كان ما قالت به الحكومة المصريه وهو أنها صبرت كثيرا،او ما قالت به الحكومة السودانيه في صورة من صور الإحتقار للذات أن من حق الحكومة المصرية أن تعمل علي إعادة هيبة الدوله.. و كأن هؤلاء القتلي هم من جزر الواق واق. لقد أفرطت الشرطة المصرية بالفعل في إستخدام القوة ضد العزل و لا يبرر ذلك قولهم بأنهم قد حذروا المعتصمين من أنهم سيلجأوا إلي هذه القوة. و تشي الصور التي ظهرت في الفضائيات الأخباريه، عقب الحادث و التي إختفي بعضها فيما بعد، بأن تصرف الشرطة المصريه كان يتجاوز بكثير مجرد فض تجمع أعزل من السلاح و جله من الأسر و الأطفال. إلي فعل عنيف كما لو أن بين أفرادها وبين المعتصمين غبينه. موت خمس و عشرين مواطنا سودانيا في قلب العاصمة المصريه و بفعل السلطة المصريه و دون ضرورة تبرر ذلك يعد أعمق طعنة تسدد إلي جسد العلاقات السودانيه المصريه والتي نعتقد أنها بالفعل علاقة راسخه. و يعبر قبل هذا و ذاك عن حجم التخبط الذي تعيشه كلا الحكومتين السودانية والمصرية معا و ضيق أفق المسئولين في كلا البلدين إزاء التعاطي مع قضية كهذه. لقد ذهب ضحية هذا الحادث العشرات بين قتلي و جرحي و لكن الجرح الأعمق هو جرح المواطن السوداني في مصر، القبلة الآمنة التي كان يعدها واحة النور و متنفسه الأول بعد الوطن. و جرحه قبل كل شئ في الضمير الدولي و الإنساني الذي ظل ينظر إلي هذه الجموع التي تلتحف السماء منذ ثلاثة أشهر دون أن تتساءل حتي عما يجعلها تكابد، نظرات الماره و إشارات السخريه الإستياء من متخمي المهندسين الذين لا يرون في الأمر كله أكثر من أنه تشويه لميدان جامعة الدول العربيه!! غير تعليقات بعض صحفيينا الذين لم يروا في الأمر أكثر من تشويه لسمعة السودان، و كأن هذه السمعة كانت جيدة في المحافل الدوليه و سجلات حقوق الإنسان. إن التجاوزات التي حدثت في عملية فض الإعتصام ترقي إلي مستوي الجريمة و هو ما ينبغي محاسبة مرتكبيه حسابا رادعا، و إذا كان المجتمع الدولي قد تخاذل في موقفه أيام محنة اللاجئين خلال أشهر اعتصامهم فإنه أدعي به ألا يتخاذل حيال المطالبة الجادة من السلطة المصريه بمتابعة المتورطين في هذه الجريمة. أما حكومتنا فيا لعارها وهي تتنكر لأبسط إلتزاماتها تجاه مواطنيها و هي هنا المطالبه بالتحقيق العادل فيما جري، لمجرد أن هؤلاء المواطنين معارضين مخالفين لها في الرأي!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|