|
عبدالمنعـم الكـتيّـابي..ندوة إشراقـة..البشـير الريّـح..و تبعـات الهـمّ الثّـقـافـي ..
|
.
لأنّ التاجـر أفلـس لم يعـد يملك غير الدفاتر القديمة، لتدرّ عليه فرحآ يسـدّ رمق قلبه الينبض أسى و فواتير.. في ندوة إشراقة الأدبية، التي تقوم برعاية الصديق عبدالمنعـم الكـتيّـابي في بيته وبضيافة الشاي الأحمر المنعنع، كان الأدباء و الشعراء يتنادون من أعلى الفيتوري إلى أدنى مبتديء..و يدير المنتدى في الغالب المحامي محمد صديق بمعاونة الناقد البارع محمد الربيع محمد صالح و محمد الصادق برير اللغوي المفوّه و مشاركة عبداللطيف المجتبى و الأخت إشراقة و حضور غير منتظم لصديق المجتبى و اللواء شرطة أحمد المرتضى البكري أبو حراز و الشاعر الطيب برير و الشاعر اسماعيل الإعيسـر و شخصي و الشاعر محمد عمر عبدالقادر صاحب اللجين العسـجـدي..و الفنان ياسـر محمد أحمد، الذي يحتج دائمآ أن الغناء لا يعني (الونسـة) و يتساءل لماذا يظل الناس صامتين لضروب الأدب الأخرى و يبدؤون في الحديث عند تقديم فقرة الغناء؟..كنا دائمآ نعتذر و نعود في الندوة التالية للونسة! كانت ندوة البشير الريّـح أكثر رسـميّـة و أكبر حضورآ و تفوق إشراقة بالمكتبة الضخمة و الحوش الواسع و الميكريفونات و ما إليه، لكن مضمون الندوتين كان يتنافس لحد كبير. كانت البشير الريح تتكيء على المرحوم توفيق صالح جاويش لفترة من الزمن و ميزها نشاط شباب مثل فتحي البحيري و المعلم الآخر بتاع الفنون الأخدراني يا فتحي لوووول الكبر حصل..و سعادة عبدالرحمن ..هؤلاء الشباب كانوا على قدر من الحماس و العطاء..و قهروا مطلع التسعينات بأنهم قدموا رؤاهم رغم كل شيء و ظلوا الرئة المعافاة التي تنفسنا بها شاكرين حامدين لزمان ليس بالهين. تشرّفـت بتقديم ندوتين في المنتديين و قرأت شعر في كليهما ..أما ندوة البشير الريح فقد أدرت فيها حوارآ بين الدكتور الماحي سليمان و الفنان عماد أحمد الطيب، و أجمل ما علق بذهني من ذاك الحوار هو أن الماحي سليمان قد هاجم غناء البنات و قمت أنا بفتح الفرصـة للحضور النسائي للتعليق فتفضّـلت واحدة بالمساهمة بما يمكن اعتباره أجمل ما جاء في الندوة على الإطلاق..قالت (الغنا أصلآ حق البنات..يبدأ مع مناغاة المرأة لطفلها و هدهدته لينوم و الغناء في عهد الملوك كان من صميم عمل النساء..و استمرّت في التجذير لغناء النساء بفهم شديد الرقي) ..لا أزال أذكر تلك المساهمة رغم أن اسم صاحبتها قد تبخر مع حرارة العمر.. و ندوتي التي أذكرها في إشراقة كانت بعنوان (المذيع التلفزيوني...رؤية علمية).. و حشد لها الصديق عبدالمنعم الكتيابي حضورآ صحفيآ هائلآ..و كان النقاش واعيآ و استفدت منه كثيرآ و الحمد لله..أنا لـــن أنسى تلك المنتديات لأسباب عدة أولها و أهمـها أن الأيام التي تلتها خلت من الأدب و الشعر و الغناء!! و كثر فيها اللهاث الحياتي و شانتها الغربة..و ثاني الأسباب أن المنتديات التي أعقبت تلكم المنتديات هي الأون لاين بيزنيس..و تلك طغت عليها السياسة بشكل فاحش و سخيف..كان منزل عبدالمنعم الكتيابي مفتوح، و لعله لا يزال، لكل ألوان الطيف السياسي ..كنا نستقبل محافظ أم درمان اللواء الصادق سالم بزيّـه العسكري، و هو عضو بالندوة، و يجلس بجواره شيوعي و بعثي و حزب أمة بي جبتو المقلوبة..لكنهم جميعآ يلتزمون بموضوع الحوار فقط! و بأدب شديد و لا أبالغ ان قلت محبة..هذا النموذج مفقود يا ولدي مفقود في منتديات الأون لاين.. لذلك لم يبق لي غير الذكريات.. و نقول حلـــيــــلا... آآآه ايلا....
.
|
|
|
|
|
|
|
|
|