|
والعشــــــاء في المطعــــــم الايطالـــــي !!
|
احرق نيرون روما وجلس في شرفة قصره يعزف ويغني..وهؤلاء احرقوا البلاد واضرموا فيها نيران الفساد والقتل والتطهير العرقي ..ورغم الحرائق المشتعلة في البلاد والفاقة التي تضرب في اساس كل بيت ورغم فشلهم في مشروعهم الحضاري الذي تحول الي مشروع خرابي لديهم الوقت لشراء اليخوت الرئاسية والعشاء في المطعم الايطالي الفاخر وقرض الشعر بما تجود به القريحة والقاء شعر المتنبي وعمر بن ابي ربيعة.. فاضين ورايقين ودمهم بارد ولتحترق روما
Quote: أسسها إسماعيل العتباني عام 1945 صحيفة يومية .. سياسية .. مستقلة الاستراحــــــــــــة
يكتبها: كمال حسن بخيت في جلسة شاعرية بالقاهرة أحمد ابراهيم الطاهر وعثمان خالد ود. الحبر يطعمون شعراً عربياً أصيلاً في السفر أكثر من خمس فوائد.. فهو يكشف لك معادن الذين تسافر معهم ويكشف لك اصحاب الأيدى المغلولة.. ويكشف لك اخوان حاتم الطائى.. ويكشف لك مواهب لم تكن تعلمها لولا السفر.. الاسبوع الماضي.. كنت في القاهرة.. ضمن الوفد المرافق للسيد رئيس المجلس الوطنى مولانا أحمد ابراهيم الطاهر لحضور اجتماعات اللجنة البرلمانية المشتركة بين السودان ومصر.. كان في الوفد اخوة كرام تعرفت على بعضهم لأول مرة.. واقتربت من البعض الآخر لأول مرة.. اختار لنا الاستاذ عثمان خالد مضوى المطعم الايطالي بفندق سميراميس العريق الذي اطلق عليه انتركونتنتال.. لتناول طعام العشاء.. في الليلة الثالثة.. كنا حضوراً في مائدة رئيس المجلس.. وكان الاساتذة عثمان خالد مضوى والدكتور الحبر يوسف نورالدائم.. والاستاذ ابراهيم محمد ابراهيم الأمين العام للمجلس.. الذي يتدفق أدباً وحياءً.. وفجأة.. بدأ الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر في قراءات شعرية.. بدأ بشوقي.. وانتهى بعمر بن ابي ربيعة.. مروراً بعدد من الشعراء العمالقة مثل المتنبىء والمعري واكتشفنا ان الرجل شاعر.. ويجيد فن القاء الشعر.. ثم بدأ الاستاذ خالد مضوى الذي اكتشفنا ان في دواخله كنزاً شعرياً كبيراً.. يحفظ عن ظهر قلب الشعر الجاهلي والعباسي والحديث وكان ثالثهم العلامة الدكتور الحبر يوسف نورالدائم.. منجم اللغة والشعر والأدب.. كانت جلسة حلقوا بنا شعراً.. وروعة فوق السحاب.. اكتشفنا ان وراء السياسة فناً عظيماً.. ومشكلة السياسة في بلادنا تطرد من يعمل بها الفنان في داخله.. وتخرجه من دائرة الاهتمام والابداع.. في بلادنا من يعمل بالسياسة.. يجب ان يكون جامداً وصلباً.. ويفهم البعض ان على السياسي ان يكون رجلاً بلا قلب وبلا مشاعر.. ممنوع عليه الاستماع الى أغنية جميلة.. وممنوع عليه ان يكتب قصيدة جميلة.. ان السياسة في بلاد العالم كله لا تنفصل لمن يعمل بها عن باقى الاهتمامات الانسانية.. بما فيها الشعر والطرب والغناء والرسم.. اعرف وزراء في بلدان خارج بلادنا يعزفون آلة العود.. ويترنمون على اوتاره باغنياتهم المحببة.. ود. الحبر نورالدائم رجل عالم في اللغة والأدب ويحفظ الشعر العربى قديمه وحديثه عن ظهر قلب ودائماً يعلق على بعض القضايا بأبيات من الشعر العربى تناسب الموضوع عاماً وتكون ابلغ من الرد.. أعرف مولانا احمد ابراهيم الطاهر منذ فترة طويلة، عرفته في المحاكم قانونياً ضليعاً.. وصاحب اخلاق مهنية رفيعة.. كان ممثلاً للاتهام ولكن كان انسانياً ووجدانياً معنا.. وعرفت فيه التجرد ونكران الذات.. د. الحبر سمعت له مرة سهرة اذاعية قبل سنوات تحدث فيها عن الشاعر العظيم الجاحظ.. تحدث عنه بعلم وبفهم.. وكأن الجاحظ كان أحد أبناء دفعته.. وهو كذلك مع كل العمالقة من المتنبىء الى الجواهري.. والاستاذ عثمان خالد.. كنت أعرف عنه انه قاض سابق.. واحد محركي الجبهة الوطنية التي غزت قواتها الخرطوم أيام نميرى.. واعرف انه رجل مال واعمال.. لم اعرف فيه الفنان.. كما عرفته في مولانا احمد ابراهيم الطاهر.. كانت سهرة عظيمة.. تركوا اطباق الجمبرى جانباً.. وتناولوا بدلاً عنه الشعر الجميل.،. وهكذا في السفر اكثر من خمس فوائد |
حقا لا أدري مقياس الأدب والأدباء في بلادي؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|