وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 12:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2006, 03:40 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب

    كلام جميل قرأته وأحببت أن أشرككم معي في التمتع بجميل الألفاظ ..
    ورقيق المعاني ..
    وحسن الخطاب ..

    أخوكم
    جاد


    الجزء الأول: النعمان بن المنذر وكسرى


    روى ابـن الـقـطـامـي عـن الـكـلـبي قـال :

    قـَـدِمَ النــُـعـْـمَـانُ بـن الـمُـنـذر عـلـى كـسـرى و عـنـدَه وفـودُ الـروم ِ و الـهـنـد ِ و الـصــيـن . فـذكـَـروا مـن مـلـوكِـهـم و بـلادهـم . فـافـتـخـرَ الـنـعـمـان ُ بـالـعـرب ِ و فـَضـّـلـَهُـم عـلى جـمـيـع ِ الأمـم ِلا يـســتـثـنـي فـارسَ ولا غـَـيـرَهـا . فـقـالَ كـسـرى و قـد أخـَـذتـْه ُ عِـزَّة ُ الـمُـلـْـك ِ: يـا نـعـمـانُ لـقـد فــَـكـَـرْتُ فـي أمـرِ الـعـرب ِ و غـيـرهـم مـن الأمـم . و نـظـرتُ فـي حـال ِ مـن يَـقـدَمُ عـلـيّ مـن وفـودِ الأمـم . فـوجـدتُ الـرومَ لـهـا حـظـاً فـي اجـتـِـمَـاع ألـفـَـتـِهـا وعـِظـَم ِ سـُـلـطـَانـِـهـا. و كـَـثـرَة ِ مـَـدائـنِـهـا و وَثـيـق ِ بـُـنـيـانـِهـا . و أنّ لـهـا ديـنـاً يُـبـَيـِّن حَـلالـَهـا وحَـرامـَهـا. و يَـرُدُ سـَـفـيـهـَهـا و يُـقـيـمُ جـاهـِـلـَهـا . و رأيـتُ الـهـنــدَ نـحـوا ً مـن ذلـكَ فـي حِـكـمَـتـِـهـا و طِـبـهـا مـع كـثـرة أنـهـار بـلادهـا و ثـمـارهـا . و عـَجـيـبِ صِـنـاعـاتـِهـا و طـيـبِ أشـجـارهـا و دقـيـق حِـسَـابـهـا و كـَـثـرةِ عُـدَدِهـا . و كـذلـكَ الــصـيـنَ فـي اجـتـمـاعِـهـا و كـثـرة صـنـاعـاتِ أيـديـهـا و فـروسـِـيـّـتـِهـا و هـِـمَّـتـِهـا فـي آلــةِ الـحـربِ و صـنـاعـةِ الـحـديـد . و أنّ لـهـا مَـلِـكـاً يَـجـمَـعـُهـا . و الـتـركَ و الـخـزرَ عـلـى مـا بـهـم مـن سـوء ِ الـحـال ِ فـي الـمـعـاش ِ و قـلـةِ الـريـفِ و الـثِـمَـار و الـحُـصـون ِ و مـا هـوَ رأسُ عـِمـارةِ الـدنـيـا مـنَ الـمـسـاكـن ِ والـمـلابـس ِ . لـهـم مـلـوك ٌ تـَضُـمُ قـَـوَاصِـيـَهُـم وتـُـدبِّـرُ أمـرَهـم . و لـم أرَ لـلـعـربِ شـيـئـاً مـن خِـصَـال ِ الـخـَـيـرِ فـي أمـرِ ديـن ٍ و لا دُنـيـا و لا حـزم ٍ و لا قـوة ٍ . و مـعَ أنّ مِـمـّـا يـدلُ عـلـى مَـهـانَـتـِهـا و ذلـِّهـا و صِـغـَـرِ هـِمَّـتِـهـا مـَحَــلـَـتـَهـُم ُ الـتـي هُـم بـِهـا مـع الـوحـوش ِ الـنـافـرة و الـطـيـر ِ الـحـائـرة . يـقـتـلـونَ أولادَهُـم مـن الـفـاقـة . و يـأكـلُ بـعـضـُهـم بـعـضـا ً مـنَ الـحـاجـة . قـد خـَـرجـوا مـن مـطـاعـم ِ الـدنـيـا و مَـلابـِـسِـهـا و مَـشـاربـهـا و لـَهـوِهـا و لـَذاتـِهـا . فـأفـضـلُ طـعـام ٍ ظـَـفِـرَ بـهِ نـَاعــِمُـهُـم لـحـومُ الإبـل ِ الـتـي يـَعـَافـُهــا كـثـيرٌ مـنَ الـسِـبـاع ِ لِـثـِـقـَـلِـهـا و سُـوء ِ طـَعـمِـهـا و خـَوفِ دائـِهـا . و إنْ قـَـرَى أحَـدُهـُمْ ضـَـيـفـا ً عَـدَّهـَا مَـكـْـرُمـَـة ً . و إنْ أ ُطـْـعِـمَ أكـْـلـَة ً عَـدَّهـا غـَـنـيـمَـة ً تـَـنـْـطِـقُ بـذلـكَ أشـعـارُهُـم و تـَـفـتـَخِـرَ بـذلـكَ رجَـالـُهُـمْ . مـا خَـلا هـذهِ الـتـَـنـُـوخـِـيـَّـة َ الـتـي أسَـسَ جَـد ِّي اجـتِـمَـاعَـهـا و شـَـدَّ مَـمْـلـَكـَـتـَهـا و مَـنـَعـَهَـا مِـن عـَدوِهـا . فـجَـرى لـهـا ذلـكَ إلـى يـومـِـنـا هـذا . و إنَّ لـهـا مـعَ ذلـكَ آثـارا ً و لـَبُـوسـا ً و قـُرىً و حُـصـونـا ً و أمـورا ً تـُشـْـبـِـهُ بـعــضَ أمـورِ الـنـاس . ثـمَّ لا أراكـُـم تـَسْـتـَـكِـيـنـونَ عـلـى مـا بـكـمْ مِـنَ الـذلـّـةِ و الـقِـلـّـةِ و الـفـَاقـَةِ و الـبـؤس ِ حـتـّى تـفـتـخـروا و تـُـريـدوا أنْ تــَنْـزلـوا فـَـوقَ مـراتـبِ الـنـاس .




    قالَ النـُعـْمـَانُ : أصلحَ الله ُ المَـلـِكَ . حَـقٌ لأمَّـةٍ المَلِكُ منها أنْ يـَسْمـُوَ فـَضْـلـُها و يَـعـْظـُمَ خـَطـْبـُها وتـَعْـلـُـوَ دَرَجـَـتـُها . إلا أنَّ عِـنـْدي جَـوابَـاً في كـُـلِّ ما نـَطـَقَ بهِ الملكُ في غيرِ رَدٍ عليه و لا تكذيبٍ له. فإنْ أمـَّـنـَـنـِـي مـِنْ غـَضـَبـِـهِ نـَطـَقـْـتُ بـِه.
    قـَـالَ كـِسـْرى : قـُـلْ فـَأنـْتَ آمـِـنْ .
    قـَـالَ الـنـُعـْمـَانُ : أمـَّا أمـَّـتـُـكَ أيـُها المـَلـِكُ فـَلـَيـْسـَتْ تـُنـَازَعُ في الـفـَضـْل ِ لـِمَـوْضِـعِـها الـذي هـي بهِ من عُـقـولـِها و أحـْلامِها و بَـسْـطـَةِ حُـكـْمِـها و بـَحـْبـُـوحـَةِ عِـزِّهـا . و ما أكـْرَمـَها الله ُ بـِه مـِن ولايـَةِ آبـَائِـك و ولايـَـتـِكَ . و أمـَّا الأممُ التي ذكـَرْتَ فأيُ أمةٍ تـَقـْرنـُها بالعـَرَبِ إلا فـَضـَلـَـتـْها .
    قـالَ كـِسـْـرَى : بـِمـَاذا ؟
    قالَ الـنُـعْـمَـانُ : بـِـعِـزِّهـَا و مَـنـَعَـتِـها و حُـسْـن ِ وُجُـوْهِـها و بَأسِـها و سَـخـَائِـها و حِـكـْـمَـةِ ألـْسِـنـَتِـها و شِـدَّة ِعُـقـُولِها و أنـَـفـَـتِـها و وَفـَائِها . فأمـَّا (عِـزُّهـا و مـَنـَعـَـتـُها) فإنـَّها لمْ تـَـزَلْ مـُجـَاوِرَة لآبـَائـِكَ الذينَ دَوَّخـُوا البلادَ و وَطـَّدُوا الـمُـلـْكَ و قـَادُوا الجـُنـْد . و لم يـَطـْمَـعْ فيهم طامـِعٌ و لمْ يَـنَـلـْهـُـمْ نائِل . حُـصُـونـُهـُمْ ظـُهُـورُ خَيْـلِـهـِمْ و مِـهَـادُهُـمُ الأرضُ و سُـقـُوفـُهـُمُ الـسَـمَـاءُ . و جُـنـَّـتـُهُـمُ السُـيُـوفُ و عُـدَّتـُهـُمُ الصَـبْـرُ . إذ ْ غـَيـْرُهـُمْ مِـنَ الأمَـم ِ إنـَّمـَا عِـزُهـَا الحـِجـَارَة ُ و الطـِّـينُ و جـَزَائـِـرُ الـبـُحـُورِ . و أمـَّا (حـُسْنُ وُجـُوهـِها و ألـْوَانـِها) فـقـدْ يـُعـْرَفُ فـَضْـلـُهـُمْ في ذلكَ على غيرِهِـمْ منَ الهـِنـْدِ الـمـُنـْحـَرِفـَةِ . و الصين ِ المُـنـْحَـفـَةِ. و الـتـُرْكِ الـمُشـَـوَهَـةِ . و الـروم ِالمُـقــَّـشَـرَة . و أمـَّا ( أنسابُها و أحسابُـها) فليستْ أمَّة ٌ مـِنَ الأمَـم ِإلا و قـَدْ جَـهـِلـَتْ آبَـاءَهـَا و أصُـولـَها و كـَثِـيـراً مِـنْ أوَّلـِهـا و آخـِرِهَـا. حَـتـَّى أنَّ أحـَدَهـُمْ يُـسْـألُ عَـمَـنْ وَرَاءَ أبـِيـهِ دُنـْيَـا فـَلا يَـنـْسُـبُـهُ و لا يـَعْـرِفـُهُ . و ليسَ أحَـدٌ مِـنَ الـعـربِ إلا يـُسَـمـِّي آبـَاءَهُ أباً فأباً . أحَاطـُوا بذلكَ أحْسَـابَـهُـم . و حَـفِـظُـوا به أنسابَهُـم . فلا يدخـلُ رجلٌ في غير قومهِ . ولا ينتسبُ إلى غـيرِ نسـبـِهِ و لا يَـدَّعِـي إلى غيرِ أبيه. وأمَّا ( سخاؤها) فإنَّ أدناهُـمْ رَجُلا ً الذي تكونُ عـِندهُ البـَكـْرَة ُ أو النـَّابُ . عـليها بلاغُهُ في حُـمُـولـَـتـِهِ و شـبـعـهِ و ريهِ . فـيَـطـْرُقـُـهُ الطارقُ الذي يَـكـتــفـي بالفِـلـْذة و يَـجـتـَزئ ُ بـِالـشَـرْبَـةِ . فـيَـعْـقِـرُهـا لـه و يـرضى أنْ يخـرُجَ عـنْ دنـيَـاهُ كُـلـِّهـا فـيـمـا يُـكـْسِـبُـهُ حُـسْـنَ الأحـدوثـَـةِ و طـيـبَ الـذكـرِ . و أمـَّا (حكـمـة ُ ألسـنـتـهـم) فإنَّ الله َ تعالى أعطاهُـمْ في أشعـارِهِـمْ و رونق ِكلامِـهـمْ و حـُسْـنـِهِ و وَزْنـِهِ و قـَوَافِـيـهِ مَـعَ مَـعـرِفـَتِهـِمْ بالإشـارةِ و ضـربـهـمْ للأمـثـَال ِ و إبـلاغـِهـمْ فـي الـصـفـاتِ ما لـيسَ لِـشـئ ٍ منْ ألسِـنـَةِ الأجـنـَاس ِ. ثمَّ خـَيـلـُهـُمْ أفـضـلُ الـخـيـل ِ و نِسَـاؤهـُمْ أعَـفُّ الـنـسـاء ِ . و لِـبـاسُـهُـمْ أفـضـلُ اللباس ِ . و مـعـادِنـُهـُمُ الـذهـبُ و الـفـِضَّـة ُ . و حِـجَـارَة ُجـِبـَالـِهـِمُ الـجـَـزْع ُ . و مَـطـايـاهُـمُ الـتي لا يـُبْـلـَغ ُ عَـلـى مـِثـْـلِـهـا سُـفـُنٌ و لا يُـقـْـطـَعُ بـمـِـثـلِـهـا بـَـلـَدٌ قـَـفْـرٌ . و أمـَّا (ديـنـُها و شـريـعـتـُهـا) فـإنـَّهـُم مُـتـمَـسِّـكـُـونَ بـِهِ حـتـَّى يَـبْـلـُغ َ أحَـدُهـُمْ مِـنْ نـَسْـكـِهِ بـِديـنـِهِ أنَّ لـَهُـمْ أشْـهُـراً حـُـرُمَـاً و بـلـداً مُـحَـرَّمَـا ً و بَـيْـتـا ً مَـحـْجـُوجَـا ً . يَـنْسُـكـونَ فـيـهِ مَـنـَاسِـكـَـهُـمْ و يـَذبـَحـونَ فـيـه ذبائِـحـَهُـمْ . فـَـيَـلـْـقــَى الـرجـُـلُ قـاتـِـلَ أبـيـهِ و أخـيـهِ وهـوَ قـادرٌ عـلـى أخـذِ ثـَـأرِهِ و إدراكِ رُغـْـمِـهِ مِـنـْهُ فـَـيَـحـْجُـزُه ُ كـَـرَمـُه ُ و يَـمـنـَعُـهُ ديـنـُهُ عـَنْ تـَـنـاوُلِـهِ بـأذى . و أمـَّا (وفـاؤهـا) فإنَّ أحـدهـُمْ يَـلـحَـظ ُ الـلـَّحْـظـَة َ و يـومِـي الإيـمـاءَ فـهـيَ وَلـْث ٌ و عـُـقـْدة ٌ لا يـَحُـلـُّهـا إلا خـُـروج ُ نـَـفـْـسِـهِ . و إنَّ أحـَدَهـُمْ لـَيـَرْفـَعُ عُـوداً مـنَ الأرض ِ فـيكـونُ رَهـْـنـاً بـِدَيـْـنـِـهِ فلا يُـغـْـلـَـقُ رَهْـنـُهُ و لا تـُخْـفـَرُ ذِمَّـتـَـه ُ . و إنَّ أحَـدَهـُمْ لـَيـَبْـلـُغـُه ُ أنَّ رَجُـلا ً اســتـجـارَ بهِ و عـسَـى أنْ يـكـونَ نـائـيـا ً عـنْ دارهِ فـيُـصـابُ . فلا يَـرضَـى حَـتـَّى يـُـفـْـنِـيَ تـِلـكَ الـقـبـيـلـة َ الـتي أصابَـتـْه ُ أو تــَـفـْـنـَى قـبـيـلـَتـُه ُ لـِمَـا أخـْـفـَرَ مِـنْ جـِوارِه ِ . و إنـَّـه ُ لـَـيـَلـْجـَـأ ُ إلـَيـْهـِمُ الـمُـجْـرمُ الـمـُحـْدِث ُ مـِـنْ غـيـرِ مَـعـرِفـَةٍ و لا قـَـرابـةٍ فـَتـَكـُونُ أنـفـُسُـهُـمْ دونَ نـفـسِـهِ و أمْـوَالـُهُـمْ دونَ مـَالـِهِ . و أمـَّا قـولـُكَ أيـُّهـا الـمَـلِـكُ (يـئـدونَ أولادَهـُم) فـإنـَّمـا يـفـعَـلـُه ُ بـَعْـضُ جـَهـَـلـَـتِـهـِـمْ بـالإناث ِ أنـَـفـَـة ً مِـنَ الـعَـارِ . و أمـَّا قـولـكَ (إنَّ أفـضـلَ طـعـامِـهـمْ لـحـوم ُ الإبـل ِ عـلـى مـا وَصَـفـْتَ مـنها) فـمـا تـركـوا مَـا دونهـا إلا احـتـِقـارا ً لـه . فـَعـَمَـدُوا إلـى أجَـلـِّـهَـا و أفـضَـلِـهـا فـَكـانـَتْ مَـراكـِـبـَـهـُـمْ و طـَعَـامَـهُـم. معَ أنـَّهـا أكـثـَرُ البهائـم ِ شُـحـومـا ً و أطـيَـبـُهـَا لـُحـوما ً . و أرَقــُّـهَـا ألـبـانـا ً و أقـلـُهَـا غـائِـلـَـة ً . و أحـلاهـا مُضْـغـَة ً . و إنـَّهُ لا شـيءَ مـنَ اللـُحـْمـَان ِ يـُعـَالـَجُ بـِمَـا يـُعـَالـَجُ به لحمُها إلا استبانَ فضلـُها عليه . و أمـَّا (تحارُبـُهـُمْ و أكلُ بعضهمْ بعضاً و تـَـركـُهُـمُ الانـقـيـادَ لِـرجُـل ٍ يَسُـوسُـهُــمْ و يـجـمَـعـُهُـمْ ) . فإنـَّمـا يـفـعـلُ ذلكَ مَـنْ يـفـعَـلـُه ُ مِـنَ الأمَـم ِ إذا آنَسَـتْ مِنْ نـَـفـسِـهـا ضَـعْـفـاً و تـخـَوَّفـَتْ نـُهـوضَ عـَـدُوِهـا إلـيهـا بالـزحـف ِ . و إنـَّه إنـَّمـا يـكـونُ فـي الـمـمـلـكـةِ الـعـظـيـمـةِ أهـلُ بـيـت ٍ واحـد ٍ يـُـعـْرَفُ فـضـلـُهـُمْ عـلى سائِـرِ غـيـرِهـِمْ فـيُـلـْـقـُـونَ إلـيـهـمْ أمـورَهـُمْ و يَـنـقـادونَ لـهـمْ بـِأزِمَّــتِـهـِمْ . و أمـَّا الـعـربُ فـإنَّ ذلكَ كـثـيـرٌ فـيهـمْ حـتـَّى لـقـدْ حَـاولـوا أنْ يـَكـونـوا مُـلـوكـاً أجـمـعـيـنَ مـعَ أنـَـفـَـتِـهـِمْ مِـنْ أداء ِ الـخـراج ِ و الـعُـشْـرِ و الـصَـبـرِ عـلـى الـقـَـسْــرِ . أمـَّا الـيـَمـنُ الـتـي وَصَـفـَـهـا الـمَـلِـكُ فـلـمَّـا أتـى جَـدُ الـمـلـكِ الـذي أتـاهُ عِـنـدَ غـَـلـَـبَـةِ الـجـيـش ِ لهُ عـلى مُـلـْك ٍ مُـتـَسِـق ٍ وأمْـر ٍ مـُجْـتـَمـِع ٍ فـأتـَـاهُ مَسلوباً طـريداً مُـسْـتـَصْـرِخـَاً قـد تـقـاصَـرَ عـن إيوائـِهِ . و صـَغـُرَ في عـيـنـهِ مَـا شـَـيَّـدَ مِـنْ بـنـائِـهِ. و لـولا مَـا وَتـَـرَ بـِهِ مـَنْ يَـلِـيـهِ مِـنَ العرب لـَمَـالَ إلى مَـجَـال ٍ . و لـَوَجَـدَ مَـنْ يـُجـيـدُ الـطـعـانَ و يـغـضـبُ للأحـرارِ مـِنْ غـَلـَبَـةِ الـعـبـيـدِ الأشـرارِ .
    (قـال) فـعَـجـِـبَ كـسـرى لِـمَـا أجـابـَـه النـعــمـانُ بـه و قـال :
    إنـَّـكَ لأهـلٌ لِـمَـوضِـعِـكَ مِـنَ الـرئاسـةِ فـي أهـل ِ إقـلـيـمـكَ و لِـمَـا هُـوَ أفـضـلُ. ثم كـسـاه مـن كـسـوتـه و سـرَّحه إلى مـوضـعـه مـن الـحـيـرة .
                  

العنوان الكاتب Date
وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب JAD03-01-06, 03:40 AM
  Re: وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب JAD03-01-06, 03:52 AM
  Re: وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب JAD03-01-06, 03:58 AM
  Re: وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب قرشـــو03-01-06, 04:03 AM
  Re: وفـود الـعـرب عـلـى كـسـرى - دعوت للتمتع بجمال الألفاظ وحسن ا لخطاب JAD03-01-06, 07:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de