ثقافة الإستسلام!! ١- قبل نحو اسبوعين : حريق في جامعة جوبا بالكدرو أشعله طلاب الحركة الشعبية وبلغت الخسائر مليارات الجنيهات حيث التهمت النيران معامل كلية الهندسة وعربات الاساتذة وأثاثات الجامعة. ٢- يوم الثلاثاء الماضي : جنود الحركة الشعبية يطلقون النار على بعض المواطنين في كسلا وسقوط عدة اصابات ولا نعرف عدد الذين توفوا منهم. ٣- يوم الخميس الماضي: قنبلة قرانيت يطلقها أحد جنود الحركة الشعبية على مواطنين في حي السجانة بالخرطوم وإصابة »٤١« مواطناً أُخضع بعضهم الى عمليات جراحية دقيقة. كان ذلك حصاد اسبوعين من المواجهات الدامية التي استخدم في إثنتين منها السلاح الناري والقنابل بخلاف المواجهات الاخرى التي لانعلمها وبالرغم من ذلك اعتبر المهندس عثمان ميرغني حادث السجانة (قضية شخصية جداً! وذلك بعد أن سرد بعض الوقائع التي قال إنها حدثت خلال عدة سنوات من شماليين وأجانب كانت حسب توصيفه أبشع وأفجع من حادث السجانة وينسى الأخ عثمان ميرغني أن يذكر يوم الاثنين الاسود الذي أُستبيحت فيه الخرطوم وطُرد فيه الشماليون من جنوب السودان بعد أن قتل الكثيرون منهم بذات طريقة التطهير العرقي الذي حدث لآبائهم في توريت قبل نصف قرن من الزمان كما نسى مقتل وإحراق »٤١« شرطياً في سوبا قبل الاثنين الاسود بحوالي شهرين. لقد سعدت كثيراً أن كلاً من الاساتذة سيد احمد خليفة ، وكمال حسن بخيت ، ودكتور البوني وآخرين (الترتيب حسب العمر لم يعمدوا الي أسلوب »الطبطبة« الذي انتهجته صحيفة »السوداني« التي إتفق كل كتابها الكبار على نهج واحد ولم يزعجني الثلاث الآخرون فما كنت أتوقع منهم أكثر من ذلك الموقف لأسباب أعلمها لكن أن يعتبر عثمان ميرغني الحادث الذي تكرر ثلاث مرات خلال اسبوعين فردياً فهذا ما يدعو إلى الإستغراب فبدلاً من أن يغوص في القضية ،كما عودنا، ويسأل عن مصدر تلك القنبلة ويُجرِّم هذا السلوك الهمجي ويدعو الى اليقظة والحذر يلجأ عثمان إلى أسلوب التهوين والتخدير والتقليل من هذا الخطر الماحق الذي يتصاعد بوتيرة متسارعة! أقول مجدداً إن الخرطوم باتت تتقلب في برميل من البارود بعد أن انتشر فيها السلاح وقد رأينا تساهلاً عجيباً من الشرطة والسلطات المختصة مع حاملي السلاح من الحركات المسلحة وقرأنا قبل يومين إعتراف السلطان عبد الباقي، الذي انضم الى الحركة الشعبية مع الفريق فاولينو مؤخراً، في حواره مع الاستاذ سيد احمد خليفة، بوجود محاكم خاصة وكيف كانوا يديرونها داخل الخرطوم وكيف كانوا يسجنون متهميهم ويغرِّمون؟! ولعل الناس يذكرون اقتحام مجموعة مسلحة لمحكمة منطقة الازهري والاعتداء على القاضي وإطلاق سراح متهم كان يحاكم أمامها ولا أعلم في كل هذه الدنيا دولة يوجد فيها نظام قضائي مُسلَّح يعمل ،بعلمها، خارج سلطانها وقد كان الجميع يعلمون أن الحكومة كانت تغض الطرف عن تلك الممارسات إستدراراً لرضى فاولينو الذي كان منحازاً إليها وفارقها الآن وأصبح صوت عذابِ عليها فذلك هو حالة الولاءات الهشة التي يتعيَّن علي الحكومة أن تتعامل معها بكثير من الحذر. أكرر مجدداً بأن بند الترتيبات الأمنية يعتبر أسوأ وأخطر ما ورد في إتفاقيات نيفاشا التي منحت الحركة الشعبية قوة عسكرية مدججة بالسلاح الثقيل والخفيف داخل العاصمة القومية يبلغ عددها »1500« جندي ولا أعلم في هذا العالم بلداً يوجد في عاصمته جيشان أحدهما لا يأتمر بأمر رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة أو وزير الدفاع وكان حتى وقت قريب متمرداً على سلطان الدولة وللأسف فان خللاً كبيراً قد حدث في موازين القوى بعد انضمام فاولينو، الذي يحتفظ بقوة عسكرية داخل الخرطوم، الى الحركة الشعبية. وإذا كانت أحداث الاثنين الاسود قد اندلعت قبل دخول قوات الحركة الى الخرطوم فماذا يا تري ينبغي أن نتوقع بعد دخول تلك القوات والسلاح (على قفا من يشيل وقواعد الحركة الشعبية يسمعون كل يوم ويقرأون إتهامات من قياداتهم بان شريكهم في الحكم يسرق بترولهم ويدعم عدوهم (جيش الرب ) في الجنوب ويتباطأ في تنفيذ الاتفاقية؟ ماذا نتوقع ونحن نرى الحقد والكراهية المزروعة في النفوس والمعبأة بفعل التشاكس السياسي تتحين الفرص لتعبر عن نفسها في شكل سلوك للتشفي والانتقام من المندكورو؟! أقول مجددا إن على الحكومة أن تتعامل مع هذه القضية بحزم وعزم وإلا فإن تجارة السلاح ستستشري ويضطر المواطنون إلى البحث عما يدافعون به عن أنفسهم وقد يتطور الامر إلى مواجهات دامية لن تكون في المرة القادمة بالسلاح الابيض! »ونواصل«
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
! وذلك بعد أن سرد بعض الوقائع التي قال إنها حدثت خلال عدة سنوات من شماليين وأجانب كانت حسب توصيفه أبشع وأفجع من حادث السجانة وينسى الأخ عثمان ميرغني أن يذكر يوم الاثنين الاسود الذي أُستبيحت فيه الخرطوم وطُرد فيه الشماليون من جنوب السودان بعد أن قتل الكثيرون منهم بذات طريقة التطهير العرقي الذي حدث لآبائهم في توريت قبل نصف قرن من الزمان كما نسى مقتل وإحراق »٤١« شرطياً في سوبا قبل الاثنين الاسود بحوالي شهرين. لقد سعدت كثيراً أن كلاً من الاساتذة سيد احمد خليفة ، وكمال حسن بخيت ، ودكتور البوني وآخرين (الترتيب حسب العمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست