ما أن أطالع صفحة التقويم ويرتمي هذا الشهر على إنسان عيني إلا وتسد العبرات كل طرقاتي المؤدية للزمن المعافى وتنغرز مدية الوجع الخرافي في أعماق مدائن مملكتي .. ينهزم عندها جلدي فتنزلين حبيبتي من أعلى قمم الحزن دمعة تنحدر على خدي وتملئين براحات الخاطر غدواً ورواحاً .. تختارين ما يرقى لأن يسمو لأفق اللحظة الحبلى بطعم الشوق ليقاسمك التزكار والنجوى وبعض رحيق ... أتذكرك الآن تماماً .. كنتي حبيبتي تتهيأين حينها لرحلة الملكوت حيث الشارع الأسفلت يتلوى ويأخذ شكل مفتاح لباب الموت .. المسافة بين باب منزلنا وباب الموت لا تعدو بضع أمتار كانت هي آخر المشاوير الثنائية مذ أن عرفتك في فبراير من أحد عشر عام مضى، مبللة كنت بماء وضوءك بعد آخر صلاة ناجيتي فيها مالك الأزمان أجمعها من الماضي الى أن ينفق التاريخ يبدد ما تبقى من سني الدهر ... نزلتي للشارع تبحثين عن مرقى تصعدين بها لأعلى درجات سلم البقاء .. تهمهمين بباقياتك الصالحات كأنك من يودع العالم بهمس التواصل وسر الفناء في مدارات الحضور والتقاء العناصر عند نهايات البداية لتعلن عن رحلة أخرى لمواسم الخليقة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة