ليس كافياً ان نردد كل عام مع نجم الجماهير العريضة الفنان محمد وردي أغنيته الوطنية الشهيرة.. “اليوم نرفع راية استقلالنا.. ويسطر التاريخ مولد شعبنا.. فيا أخوتي غنوا لنا”، لأن الأمر ليس مجرد اعلام ترفرف وطبول تدق!! وانما الاستقلال هو تحقيق تطلعات هذا الشعب الصابر الذي لم يجن ثمار هذا الاستقلال، وكيف يسطر التاريخ مولد شعبنا والزعيم صانع الاستقلال اعتقل واستشهد في معتقلات انقلاب مايو/ أيار ،1969 وأي شعب هذا الذي سيولد وهو مازال يعاني من أمراض التخلف مثل الملاريا والتايفويد وغيرها من الأمراض المستوطنة؟، وبأي لحن نطلب من اخوتنا أن يتغنوا لنا ونحن نرى ممارسة الجهوية والقبلية وتفشي الفساد الاداري الذي جعل الكثيرين من أبناء هذا الوطن العزيز يشعرون بالظلم والاحتقان؟ ونتعمق أكثر فنجد.. “غنوا لهم يا اخوتي.. ولتحيا ذكرى الثائرين”. كيف نتغنى ونصوغ الأشعار والألحان في هذا الوقت بالذات والوجود الأجنبي يستبيح الآن جزاء كبيراً من أرضنا، وكيف نغني ونطرب والغموض يكتنف اتفاقية السلام، وعدم اتفاق الشريكين حول إدارة العاصمة القومية وتكوين القوات المشتركة، وتأخر الوصول إلى تسوية سياسية في قضيتي دارفور وشرق السودان؟ و50 سنة من عمر الاستقلال ومازال الطريق “مجهولا”!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة