ديمقراطية الانقاذ وسودانيز اونلاين اوف لاين...................................

Quote: أون ... لاين ! * يتحدث الناس في كل مكان على ظهر هذا الكوكب عن ثورة الاتصالات ومالها من اثر في اختزال الابعاد الزمانية والمكانية حتى طغى التشبيه المكرور عن تحول العالم الى قرية صغيرة على ما عداه، ولم يتم هذا التحول الا بعد ان شاعت التكنولوجيا ووسائطها واصبحت في متناول يد الجميع بعد ان كانت كوداً سرياً مخباء بعناية في اضابير وكالات واجهزة المخابرات في الدول الكبرى، وما تم ذلك الانتقال الا بعد ان ادركت هذه الوكالات باستحالة احتكار هذه التكنولوجيا واقصائها عن ايدى العامة لا سيما وان علمائها يتكاثرون ويتناثرون وسط قطاعات خاصة لا تتوانى في غزو الاسواق وترويج بضاعتها ... * وهكذا حدث التحول الكوني الاعظم والفريد والذى ضيق بحق المساحات وحول العالم الى غرفة يكاد كل من فيها ان يرى الآخر رأى العين، وان ينبلج حوار واسع وبعيد بين الكائنات البشرية في كافة الارجاء، ولما كان لكل اكتشاف جوانبه العديدة كان من الطبيعى ان يبرز في هذا العالم السحري اشرار بجانب الاخيار ويتمثل هؤلاء في تجار الرزيلة العالميين الذين يروجون للمفاسد والانحطاط، وصائدى الاموال وغاسليها والمتاجرين بالارواح، وغيرهم، يعملون جنباً الى جنب في هذه الشبكة العنكبوتية مع العلماء والدعاة والفلاسفة والاطباء ومرتادي السياسة والمتجولين في عوالمها وهم الاغلبية و تزيد مساحتهم يوماً بعد يوم ويتسع ناديهم وتضيق المساحات امام الاشرار اينما وجدوا وتتضاءل ... * وتأسيساً على كل ذلك، عرف السودانيون الانترنت واضحوا من متابعيها وروادها وانتشرت المقاهى في المدن وكثر الشباب والطلاب من كل الفئات والاعمار الذين حذقوا علومها وتدربوا على التعامل معها، ومن بين هؤلاء برز نفر تقدم على الآخرين فظهرت الصحفات الشخصية ومواقع الصحف واخيراً منابر الحوار والاخبار وابرز روادها خالد عزالدين (الصحفى الرياضى المعروف) وطارق الجزولى الذين أسسا اول مجلة الكترونية (سودانايل) من داخل السودان، ما فتئت ان تحولت لملتقى للاقلام المهاجرة، ثم تبعها شاب سودانى يقيم في الولايات المتحدة ومتخصص في الكمبيوتر هو بكرى ابوبكر الذى أسس الموقع المعروف سوانيز اون لاين، والذى كان بمثابة القاء حجر ضخم على بركة ساكنة اذ سرعان ما التف حوله ابناء السودان من الداخل ومن المنافى البعيدة، وتحول الى ساحة للحوار الفكرى والنقاش الأدبى ومورد للقصائد والاشعار، والمقالات الرصينة، ورغم الهنأت التى تحدث هنا وهناك، الا ان ذلك كان يقابل دوماً بموقف اميناً مع نفسه وكان اعضاءه كذلك، يعالجون ما يبدور من اخطاء من بعض الافراد ... * وبالامس ... فوجئت حينما قمت بمحاولة لدخول الموقع وتصفحه كالمعتاد بقرار بحجب الموقع من قبل الهيئة القومية للاتصالات ولم اجد جواباً حول الاسباب التى ادت لحجب هذا الموقع واغلاقه، اذ انه لم يكن من المواقع التى تنتهك الاخلاق والقيم ولا تمثل حسب فهمي المتواضع خطراً ايا كان نوعه، اذ انها تمثل مؤشراً وترمومتراً لافكار شريحة واسعة من ابناء السودان بالخارج لامور وطنهم، اننى ارجو ان نجد جواباً من الهيئة القومية للاتصالات حول هذا الامر ... فهلا سمعنا ؟