|
حكاية لم تكتمل
|
- يا زول مالك حايم نصة نهار نعل ماعندك عوجة ؟
نظر جاد السيد "القرفان" إلى الطاهر ود علي نصف نظرة ولم يرد على سؤاله الفضولي .. إضافة إلى أن الطاهر ود علي كان يمثل له رجل "نصف شريف" يصلي بهم صلاة الجمعة ، ويأكلهم أكلا عندما يكون في دكانه نصف الممتلئ ... جاد السيد قرر أن لا يتحدث مع أحد في ذلك اليوم ... قرر أن يتخاطب مع نفسه فقط ... سمح لنفسه أن يحكم عليهم جميعا ... ويحاكمهم في صمت ... مر بجوار بيت السارة التي عادة ما يكون باب بيتها نصف مفتوح .. حتى تتمكن من معرفة (خبر الماشي والغاشي) سمعت وقع مركوب جاد السيد "القرفان" وظهرت عند الباب ترتدي نصف ثوبها والنصف الآخر لا زالت تعالجه ...
- أجي ... مالك الليلة شايل عبد القادر ؟ كان ينظر دائما إلى "السارة" على أنها نصف أنثى خاصة عندما يطالع أقدامها "الدشنة" و"السفنجة" التي كانت تشكل دوما زاوية حادة مع قدمها "المكتحة" لم يكلف نفسه حتى أن ينظر إليها فضلا عن أن يرد . حلة وهم ... تمتم في نفسه ...
السارة اكتفت بمتابعة "جاد السيد" بنظراتها لعلها تجد ما يروي فضولها الزائد ... ولكن لم يكن هناك جديد في "جاد السيد" ... هو ..هو بنطلونه الكاكي وقميصه المخطط ذو الأكمام "المكفكفة" ... ويحمل جريدة مطوية غالبا ما تكون العدد الصادر في الأسبوع الماضي ...
- المجانين في نعيم .
تمتمت بالعبارة واكتفت من الغنيمة بالإياب ... وعادت إلى داخل المنزل .. وتركت الباب نصف مفتوح ... لغنيمة جديدة .. وجد جاد السيد نفسه أمام "سبيل حاجة نفيسة" مجموعة من الأزيار مرصوصة بعناية تحت شجرة نيم ... أحس بالعطش والتعب ..اتجه نحو السبيل ... مسك بالكوب المربوط بجنزير خفيف وأدخله في أقرب زير ... وعندما أخرجه أحس أن الكوب ممتلئ ... فأفرغه إلى النصف .. هو اليوم متمرد حتى على نفسه .... كل الاشياء بالنسبة له أنصاف حقائق ... أفرغ الكوب في جوفه ... وأعاده إلى مكانه بالرغم من أنه لم يرتوي .... لماذا أرتوي ؟
قال لنفسه ...
جلس تحت ضل النيمة ... ليس بعيدا عن الازيار ... كان هناك كلب يرقد في نفس المكان ظل يراقب حركة جاد السيد منذ وصوله إلى السبيل .... انتبه جاد السيد إلى العيون التي تراقبه ... وقرر أن يضع حدا لفضول هذا المخلوق أيضا .... نظر الى الكلب الذي لم تنزل عينه عن جاد السيد ... وكأنه توجس خيفة من هذا الشخص الغريب ... أخذت عينا جاد السيد تبحثان عن حجر قريب ...
- جر ... جر ... قوم من هنا ....
تحلل من نعاله نصف المهترئة وجلس عليها ممددا أقدامه أمامه .... نظر إلى قدميه وتذكر أقدام السارة "المكتحة" وابتسم نصف ابتسامة ... فتح الجريدة التي يحملها ... كان منتصف الجريدة قد ذابت حروفه بفعل قبضته القوية ... والعرق الذي كان ينزل منها ... قرأ هذا العدد مائة مرة .... لا جديد ...
فوزية بت البقاري مرت بالسبيل لتشرب .... وفوجئت بجلوس جاد السيد ... فوزية امرأة بدينة كان جاد السيد يتذكر حركة "فرّامة الخدرة" عندما يراها تمشي .... - جاد السيد ... كيف حالك ... أمك طيبة .... لم يرد عليها ... إنه يوم المقاطعة العامة ... فوزية كانت تعرف طبعه الغريب ولكن إكراما لأمه حاجة التومة ...
- سلّم عليها ... في هذه اللحظة كان جاد السيد يراقب نملة تحاول جاهدة الوصول إلى قمة أصبع قدمه اليمين في محاولات حثيثة ... حسمها جاد السيد بضربة من الجريدة
|
|
|
|
|
|
|
|
|