ظاهرة لغوية جديدة: يلاَّ اللاإستئنافية !!! د. خالد محمد فرح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 11:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2006, 12:14 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظاهرة لغوية جديدة: يلاَّ اللاإستئنافية !!! د. خالد محمد فرح



    بين يدي ظاهرة لغوية جديدة: يلاَّ اللاإستئنافية

    د. خالد محمد فرح
    [email protected]

    الظواهر اللغوية المستحدثة والمستجدة أمر شائع جدا في جميع المجتمعات. ذلك بأن اللغة – كما يقال – مثل الكائن الحي ، فهي في حالة تطور ونمو مستمرين ، شأنها في ذلك شأن المجتمع نفسه في سيرورته التاريخية ، وتفاعله المستمر على مستوى مكوناته الداخلية ، وكذلك على مستوى احتكاكه وتأثره بالعوامل والمؤثرات الخارجية. وهذا باب واسع من أبواب علم اللغة الاجتماعي.

    وليس المجتمع السوداني ببدع من هذه القاعدة. فلقد ظل يشهد ظهور قدر كبير من الظواهر اللغوية المستجدة والمتعاقبة باستمرار ، في شكل ألفاظ ، أو تراكيب ، أو أنماط تعبيرية تتداولها الألسن ، وخصوصاً من خلال اللهجة العامية العربية بالبلاد ، التي يتخاطب بها جل السكان ، وتمثل أداة التواصل الأولى بين سائر أهل السودان ذوي اللغات الكثيرة المختلفة.

    وغالباً ما تنشأ مثل تلك الطواهر اللغوية المستحدثة من عبارات ، أو ألفاظ ، أو طرائق نطق أو استخدام ، في العاصمة التي تمثل مركز الثقل بالنسبة للبلاد عامة ، ولمنطقة الوسط بلهجتها " المعيارية " ، أي لهجة الإذاعة والتلفزيون ، أو ما درج بعض الباحثين على تسميتها بلهجة ام درمان بصفة خاصة. ثم إن مثل تلك الظواهر اللغوية تسود لفترة تطول أو تقصر ، وما تلبث أن تندثر لتحل محلها ظواره أخرى جديدة.

    وقد ظلت تلك الظواهر اللغوية المستحدثة تنتشر بفضل وسائل شتى إلى جميع أنحاء السودان ، وأقاليمه ، وأطرافه المترامية ، وخصوصاً عبر المذياع أولاً ، ثم التلفزيون من بعد ذلك. وقبل كل ذلك كله كانت هنالك حركة السفر والمسافرين من العاصمة إلى الأقاليم ، على متون القطارات والبصات واللواري ، حيث تحمل أفواج الموظفين والعمال والطلاب الآيبين إلى ذويهم في العطلات ، ما يستجد من ألفاظ وعبارات تنشأ في مجتمع العاصمة بصفة خاصة ، ومن ثمّ يعملون على بثها على نطاق مجتمعاتهم المحلية.

    ويجب ألاَّ ننسى دور سائقي الشاحنات واللواري السفرية ومساعديهم ، في ترويج الظواهر اللغوية المستحدثة على نطاق السودان. فما أن يظهر لفظ أو تركيب لغوي جديد ، وخصوصاً تلك العبارات والألفاظ التي قد يعتبرها البعض مبتذلة أو سوقية بعض الشيء ، حتى يتلقفها " المساعدية " ، فلا يزالون يلقون بها من على ظهور " تنداتهم " على مسامع الناس من لدن أم درمان وحتى الفاشر غرباً ، أو دنقله شمالاً ، أو الدويم وسطاً ، أو بورتسودان شرقاً ، أو ملكال جنوبا ، مروراً بما بين ذلك من مدن وقرى ونجوع. وهكذا أصبح " المساعدية " أحد عوامل التوحُّد اللغوي في البلاد ، فتأمّلْ !.

    فمن بين تلك الأفاظ ( المبتذلة ) على سبيل المثال ، التي ظهرت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي على ما أذكر ، ونحن صبية صغلر ، لفظة ( سنة ! ) . وهي لفظة كانت تقال للتعبير إماّ عن الاعجاب ، أو الدهشة. وقد راجت حيناً من الدهر ، ثم تناساها الناس من بعد ، من كثرة ما تعاقبت عليهم سنون كثر كسنيّ يوسف.

    وفي منتصف الثمانينيات من القرن الماضي أيضا ، فشت في السودان عبارة " هاك الحاجة دي ! " ، وهي عبارة يصعب تحديد مدلولها اللغوي على وجه الدقة ، إلاّ أنها كانت تقال لتوحي ، أو تومئ إلى شيء غير مصرح به يكون ذا صلة بالشيء أو الشخص الذي تقال في حقه هذه العبارة. أي عن طريق تداعي الأفكار. وقد كان ذاك لعمري تطوراً ملحوظاً و حداثة في التكنيك.

    ومن طريف ما أذكره بهذه المناسبة ، أنني كنت قد شهدت أمسية شعرية ، نظمت بعيد انتفاضة أبريل 1986 ، بنادي أساتذة جامعة الخرطوم ، واستضيفت فيها أميرة وشاعرة عربية جميلة. كان المكان مكتظاً بجمهور كثيف من الحاضرين الذين ران بينهم صمت مطبق ، وأرهفوا آذانهم واحتشدوا لسماع ما كانت تنوي تلك الشاعرة الأميرة أن تلقيه على مسامعهم من شعرها. ثم استهلت الشاعرة قصيدتها الأولى بقولها: " أنا كويتية ! " . فما كان من أحد " الشرّامة " الجالسين في مؤخرة الصفوف إلاّ أن قال بصوت مسموع: " هاك الجدادة دي ! " .. فانفجر الناس ضاحكين في استغراق ، لأنهم أدركوا خبث التداعي بين منظر تلك السيدة الرعبوبة البيضاء ، وبين شكل الدجاجة الكويتية السمينة الرخصة ، من ذلك النوع الذي كانت تنتجه آنئذ الشركة الكويتية للدواجن ، أيام لم تكن هنالك أنفلونزا طيور ولا هم يحزنون.

    هذا ، ومن الظواهر اللغوية التي بدأت تلاحظ منذ عدة سنوات على عامية العاصمة والمدن بصفة خاصة ، الاتجاه عن التخلي عن نون النسوة. فبدلاً عن القول: " البنات مشن المدرسة " ، كما يقال في الريف ، وكما هو أقرب للفصيح أيضا، صار الناس يقولون: " البنات مشوا المدرسة ". وعلى ذلك يكون غناء سيد خليفة بمثل قوله: " البنات جلسن سوا " من القديم البالي.

    وثمة ظاهرة أخرى صوتية انتشرت بين أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات بين فتيات الطبقة الراقية بصفة خاصة أو من يحاولن التشبه بهن ، ألا وهي الميل إلى تعطيش الجيم ، بمعنى نطقها على النحو الذي ينطق به الحرف J في اللغة الإنجليزية.

    أما فيما يتعلق بالتأثر بالعوامل الخارجية ، وخصوصا الاحتكاك باللهجات العربية الأخرى ، فقد لاحظت أن الأجيال المعاصرة من السودانيين أقل تأثرا باللهجة المصرية من ناحية عامة من الأجيال السابقة ، أعنى أجيال الخمسينيات فما قبلها. ولكن الجيل الحالي بالمقابل ، صار أكثر انفتاحاً على اللهجات الشامية ، وذلك بفضل انتشار المسلسلات السورية والأردنية ، وكذلك بفضل تزايد أعداد المسافرين إلى بلاد الشام من السياح ، والمستشفين ، وتجار الشنطة السودانيين الذين جعلوا " يلفحون " عبارات من قبيل: " يديك العافية ! " ، الرائجة هذه الأيام ، من أسواق دمشق وعمّان ، وينشرونها في السودان. وهي كما ترى ،محض سودنة للتعبير الشامي " يعطيك العافية ". وإنما كان السودانيون يقولون في السابق: " الله يديك العافية " كاملة غير منقوصة.

    ولولا أنّ المجال لا يتسع ، لأسهبنا في بيان الظواهر اللغوية الطريفة التي تنطوي عليها لغة " الرندوك " ، أي المشردين وكماسرة الدفارات ، وكذلك لغة أسواق السيارات أو " الكرين " ، وما فيها من " أكل نيم " ، و " ركوب تونسية " ، و " فك عكس الهوا " الخ الخ..

    أما ما دفعني حقيقةً لكتابة هذا المقال ، هو أنني لاحظت بعد عودتي إلى السودان بعد اغتراب عنه دام خمسة أعوام ، أنّ هنالك استعمالاً مستحدثاً ، وغريباً على سمعي أنا بصفة خاصة لكلمة " يلاَّ " أو " يلَّهْ " ، التي جاء في معناها في قاموس اللهجة العامية بالسودان للعلامة الراحل بروفيسور عون الشريف قاسم ، أنها كلمة من أصل فارسي بمعنى: خلِّصْ وسرِّحْ ، وأنّ معناها دعنا نذهب.

    غير أنَّ " يلاَّ " لها مدلولات أخرى سوى ما ذهب إليه بروفيسور عون. فهي قد تأتي لتفيد محض الزجر والطرد ، وذلك مثل قولهم: " يلاَّ أمشي من هنا .. يلاَّ !! ". ومن ذلك قول العطبراوي وهو ينتهر الخواجة في النشيد المعروف:

    يا غريب بلدك أمشي لى بلدك ...

    يلاّ .. يلاّ لى بلدك !

    وهذه اللفظة بهذا المدلول قد جعلت تدخل حتى في اللغة الفرنسية الباريسية المعاصرة ، التي لا يندر أن تسمع أحد أهلها يقول: Allez … yella! . والراجح هو أنهم قد أخذوها من بعض العرب الذين يكونون معهم.

    وقد تأتي لفظة " يلاّ " بمعنى: " دعنا نفعل " كما ذهب إلى ذلك بروفيسور عون ، أو بمعنى " هيّا بنا ". ومن ذلك قول الكابلي في أوبريت مروي: " يلاّ نمشي النيل ". أما أوسع استخدامات " يلاّ " – في العامية السودانية على الأقل – فإنها تأتي بمثابة اداة استئناف للحديث. وذلك مثل قولهم: " مشينا لناس حسن .. ما لقيناهو هو.. لقينا أولادو بس.. قعدنا شوية كده قام حسن جا .. يلاّ قال لينا إلاّ تبيتوا معانا " الخ الخ.. هكذا كان الناس يتحدثون.

    ولكن بعض أبناء وبنات الجيل الحالي في السودان ، وخصوصاً " الحناكيش " و " المتحنكشين " منهم ، صار الواحد منهم يبدأ الحديث ب " يلاّ " حتى في الجمل الخبرية ، أو في مثل السياق السابق ، حيث لا يكون لها أي محل من الإعراب. وهذه الظاهرة قد فشت فشوا متزايداً بفضل التقليد ، والرغبة في الانتماء والتشبه بمن يعتقد أنهم ظرفاء وراقين ، وربما زادوا أيضاً فقالوا: " نقوم يلاَّ .. يلاَّ نقوم " ، في بعض المواقع التي لا تحتمل لا القيام ولا يلاَّ. ونحن بدورنا: " يلاَّ نقوم نقيف هنا " !!.
                  

05-01-2006, 11:58 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظاهرة لغوية جديدة: يلاَّ اللاإستئنافية !!! د. خالد محمد فرح (Re: Amjad ibrahim)

    Quote: ولولا أنّ المجال لا يتسع
    المجال يتسع وننتظر مزيداً من لغة الراندوك وما يستفزني الاستخدام لكلمة ( إطار) ، ( آلية ) و ( توالي ) و( تمكين ) ، ( تنزيل ) ، ( أخونا ) ، ( قوى الهامش ) ، ( السيد ) وهي جزء من لغة النخبة .
    أكمل قصة الأميرة وردة فعلها تجاه ضحك الجمهور .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de