|
كمال حنفي : وزيرة ووزير
|
كمال حنفي
[email protected] وزيرة ووزير !
ليس لدينا قبعات حتى نرفعها تحية لوزيرة ووزير ... لكن من أجلهما نستعير قبعتين ... فقد جفّت صناعة القبعات مع جفاف أيامنا السياسية التى لا تمنحنا من يستحق التحية ولو بطاقية النور الجيلانى !
الأداء الوزارى الآن صار معلّقا على حبال السياسة ... اذا ارتخت هذه الحبال يرتخى الأداء الوزارى ... واذا تلوّثت هذه الحبال تتلوّث الملابس الوزارية ... فى هذه الحالة يصير أداء وزيرة الصحة ووزير الخارجية مستحقين للعرض بلمبة البيان!
من أسهم وسندات الدكتورة تابيتا بطرس انّها لم تستغرق وقتا لقيادة وزارتها ... من ساعاتها الأولى قدّمت الدليل بانها جاءت لتعمل ولتقود عملا صحيا يعتمد على الفريق ... فقدّمت الوزيرة مشاهد مؤثرة فى القدرة على الاحتمال ... يمكن لأمين مجلس الوزراء الكشف عن عدد الساعات التى قضتها الوزيرة فى الادارة الحقلية على المحورين الافقى والرأسى فى مناطق (الشدّة) ... كان فيها أداء الوزيرة بقوة غرفة عمليات طوارئ وبسرعة فاعلية عقار منقذ للحياة ... اننا أمام نموذج للوزيرة التكنوقراطية التى يقاس أداؤها بمعايير ضبط الجودة ... وليس بمعايير تقارير الحزب !
مؤتمران قاما بالخرطوم أكّدا قدرة مهنية هائلة لوزير الخارجية الدكتور لام اكول ... فنال الرجل شهادتين ... شهادة الدبلوماسية الافريقية والدبلوماسية العربية بأنّه يتمتع بمعامل ذكاء عال كوزير للخارجية ... وفى المؤتمر الأخير للقمة العربية نال الدكتور الاعجاب ... حتى من الذين لا يعجبهم العجب ولا الدبلوماسية فى رجب ... ففتح أداء دكتور لام اكول سؤالا قابلا للجدل : هل انتقلت الدبلوماسية من طب الاسنان الى الهندسة !
(الوزيرة) و(الوزير) ينتميان للحركة الشعبية التى تحكم بشرعية 28 % ... ولكنهما زادا كثيرا فى أدائهما عن تلك النسبة ... فهما يقدمان مثالا دقيقا لا يرى بالعيون السياسية المجردة حينما يعملان بشهيق حكومة وليس بزفير حركة ... يعملان بعيدا عن مكبّات النفايات السياسية ودون انتظار لتقارير مفوضية التقييم !
الوزيران يستحقان شهادة جدارة صادرة من (وزيرستان) ... بانّ لدينا وزيرة ووزير لا يعملان بالتوقيت المحلى ... شهادة جدارة تقف فى وجه الشهادات التى ترهن المستقبل بعطسة وزير مجلس الوزراء ... أو غاز ثانى اوكسيد كربون يخرج من رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية ... أو (حردة) سلطان صودرت (منصة محكمته) ... الشهادة غير المجروحة هى التى ترهن المستقبل بأداء فوق العادة لوزير ووزيرة ... وهى شهادة لا تمنح الا بالصعود الى قمة سلسلة جبال وزيرستان !!
|
|
|
|
|
|