|
عيد الميلاد السبعين للصادق المهدي 1
|
بسم الله الرحمن الرحيم عيد الميلاد السبعين للصادق المهدي القطار يستريح في محطة التسامح (1) الامام الصديق لا يريد أن يلقى الله ويده ملطخة بدماء المسلمين تفكيك المليشيا في إرتريا أعظم انجاز لزعيم الأنصار بدأ وانتهى الاحتفال الذي نظمته اللجنة القومية بمناسبة عيد ميلاد السيد الصادق المهدي بصورة محببة .. أن الاحتفال أكد لمن يحتاج إلى توكيد تمسك أهل السودان بقيم الخير والحق والعدل وفي مقدمة هذه القيم ( حفظ الجميل ) . نعم ها هم أهل السودان يؤكدون حفظ الجميل لقادتهم ولا خير في وطن ينكر الجميل أن بعض الناس يختلفون مع السيد الصادق المهدي وينتقدونه حينما كان رئيساً للحكومة وحينما قاد المعارضة ضد الرئيس نميري ثم ضد الرئيس البشير ولكن رغم هذا النقد فإن كل الناس يتفقون على أن السيد الصادق المهدي زعيم متسامح ويكره العنف ويرفض سفك الدماء وازهاق الأرواح وهذا يكفي . أن السودانيين يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى لترسيخ قيم التسامح وقد فعل بهم الصراع الأفاعيل وهم يتقاتلون منذ عام 1955م رغم عبارة الزعيم اسماعيل الأزهري رافع علم الحرية . أن الأزهري قال ( أتينا لكم بالاستقلال مثل الصحن الصيني لا فيهو شق ولا طق ) ولكن الصحن امتلأ بالدم . أن الصراع انفجر عنيفاً في أغسطس 1955م في توريت واستمر حتى توقيع اتفاق نيفاشا ثم انتقل إلى ( السودان الشمالي ) في غرب البلاد . إذاً فإن البلاد تحتاج إلى قيادات سياسية تعلي رايات التسامح وترسيخ الحب إن السيد الصادق المهدي في كلمته صباح الاحتفال بعيد ميلاده السبعين انتقد بعض محطات مسيرته السياسية وركز على المصالحة مع نميري في 7 / 7 / 1977م وقال أن الرئيس السابق لم يلتزم بما تم التعاهد عليه وحول المكتب السياسي إلى مؤسسة تتلقى الأوامر بدلاً من أن تصنع السياسات وضرب السيد الصادق المهدي المثل بمسارعة المشير نميري إلى تأييد اتفاقية كامب ديفد التي أخرجت مصر من المعركة وفتحت المجال أمام عربدة إسرائيل في المنطقة . أي أن الشورى لم تجد حظاً في بعد المصالحة ولهذا فقد نفض السيد الصادق يده وعاد إلى المعارضة ولكن رغم هذا فإن المصالحة 1977 حقنت الدماء وكان الصراع قبلها قد اشتعل عنيفاً في مارس 1970 وفيه حشدت السلطة قواتها وحشدت أحزاب الجبهة الوطنية مليشياتها وفي الصراع تم اطلاق الرصاص على الإمام الهادي المهدي زعيم الأنصار وتم إطلاق الرصاص على الدكتور محمد صالح عمر زعيم الحركة الإسلامية ثم استمر الصراع حتى 2 يوليو 1976 حيث استطاعت مليشيات الجبهة الوطنية المكونة من حزب الأمة والحركة الإسلامية والاتحادي الديمقراطي استطاعت غزو الخرطوم وسقط منها قتلى واسقطت قتلى من النظام الحاكم . إذا وبعدكل هذا الصراع فإن المصالحة حقنت الدماء ولخص الصادق المهدي في كلمته في مطار الخرطوم بعد عودته لخص الأمر ببيت من الشعر يقول : إذا احتربت يوماً فسالت دماؤها *** تذكرت القربى وفاضت دموعها المهم التسامح يميز السيد الصادق المهدي وهذا ما فعله في عهد الإنقاذ حينما قبل الاجتماع مع الرئيس البشير في جيبوتي ووقعا اتفاق نداء الوطن الذي رعاه الرئيس اسماعيل عمر قيلي . أن اتفاق نداء الوطن سبق اتفاقية نيفاشا وسبق اتفاق جدة والقاهرة وكان من الممكن أن يستمر حزب الأمة بمليشياته خارج البلاد يتلقى الدعم الخارجي ويقدم التنازلات للقوى الأجنبية ولكنه لم يفعل . صحيح إن خلافات نشبت بين احزاب التجمع وحزب الأمة ولكن هذه الخلافات كانت أقل من الخلافات بين حزب الأمة والسلطة أن الصادق المهدي قال وهو يخاطب الجماهير التي احتشدت لتحتفل بعيد ميلاده السبعين ( النظم الاستبدادية الحقت بنا ظلماً فادحاً وهذا ما جعلنا نتعامل مع دول أجنبية ضدهم وفي مذكرتي لعام 1998 وبعد أن علمت حجم تعاوننا مع جهات غير سودانية أسفت كثيراً ودونت الأسف وقلت لو كنت أعلم أن الأمر سيبلغ هذا الحد لما أقدمت عليه ) . أن السيد الصادق المهدي كان داخل البلاد وكان العمل السياسي والعسكري في الخارج بين مساعده عمر نور الدائم وإبنه عبد الرحمن الصادق ومن الواضح أن طبيعة الصراع قد جعلت المعارضة تسرف في الاقتراب من القوى الخارجية ولكن ما يميز السيد الصادق المهدي أنه أوقف الاندفاع وعاد إلى الوطن لينهي الصراع الدامي ويبدأ الحل السلمي الديمقراطي أنها محطة مهمة من محطات التسامح وحقن الدماء وإلا فكان من الممكن أن تظل مليشيات حزب الأمة حتى الآن موجودة في إرتريا ويظل الصادق نفسه خارج البلاد ويقول أنا رئيس الوزراء السابق ومن حقي أن أعود إلى السلطة باية وسيلة كانت . ولو فعل لاستمر الصراع حتى اليوم أن ميراث آل المهدي في التسامح يبقى كبيراً ومن قبل رفض الامام الصديق المهدي أن يصادم نظام الفريق إبراهيم عبود بمليشيات الأنصار وقال لمن حرضوه ( لا يمكن أن ألقى الله ويدي ملطخة بدماء المسلمين ) .
محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق الخرطوم
|
|
|
|
|
|