|
ربيكا.. سلفا كير لم يبعد آبناء قرنق!!
|
من على كرسي الوزارة: ربيكا.. سلفا كير لم يبعد آبناء قرنق!! جوبا: أحمد يونس وأنا أهم بالدخول لمكتب السيدة ربيكا قرنق بدت حراستها مشددة أكثر من رفاقها الوزراء وقادة الحركة الآخرين، لا أدري هل خوفاً عليها أم منها، توقعت أن أجد صعوبة في لقائها، ولدهشتي كان الأمر تلقائياً وبسيطاً، ولم تواجهني الصعوبات التي وجدتها في مكاتب غيرها من المسؤولين، دلفت إلى المكتب فإستقبلتني أرملة الراحل بابتسامة ترحيب ناصعة، لاحظت أن الكل ينادونها ''ماما ربيكا'' فتعثرت في اللقب الذي علىّ أن أناديها به. جلست قبالتها يشغلني التراث الواقعي والمتخيل لزوجها الراحل، وكيف هي زوجة رجل كانت حياته مثيرة وموته أكثر إثارة، كيف تستطيع امرأة إحتمال رجل بكل وعورة الدكتور جون قرنق ؟ حين بدأت الحديث معها إكتشفت سر عظمة الرجل، وعرفت أنها كانت تقف بجانبه وليست خلفه .. فاستطاعت الحفاظ عليه زعيماً عظيماً .. ميتاً وحيّاً. ذهب قرنق وبقيت ربيكا التي قالت إنها قبلت الوزارة لإكمال المشروع الذي بدأه الراحل، ولتحفظ النسق صاعداً .. * ألصق الناس بقرنق زوجته، كيف تنظر هذه الزوجة لتنفيذ مشروعه ''السودان الجديد'' هل مازالت حركته تتمسك به؟ أم أن هنالك تغييراً قد حدث بعد موته؟ ـ سبق أن أجابت الحكومة على السؤال، وحسب تقديري الشخصي فإن الحركة الشعبية وحكومة الجنوب مازالتا مثلما حلم بهما الدكتور جون قرنق، نحن نتبع ذات الرؤية التي أرساها الدكتور الراحل، ونؤمن بـ ''فكرة السودان الجديد'' وإعطاء الوحدة فرصة ـ حسبما جاء في إتفاقية السلام الشامل ـ ومقتنعين بوحدة السودان، ونتمسك بجعلها جاذبة حسب قول الدكتور جون قرنق. نحن على ذات الرؤية وذات الخط الذي وضعه، على الرغم من موته فرؤيته الفكرية والقيادية ما زالت حية. * بعد رحيل قرنق بدأت تثار أقاويل بأن حركته أصبحت إنفصالية واستولي الإنفصاليون عليها، أترين ذلك؟ ـ طوال الوقت كان هنالك إنفصاليون لا يريدون الوحدة، نحن كسودانيين نعرف ذلك، وجودهم لن يغير مسار الحركة الشعبية، فما يغير المسار هو الإستفتاء، الإنفصاليون كانوا موجودين أيام قرنق، ولم يستطع إجبارهم ليكونوا وحدويين، فهذه مشاعرهم، وقرنق لا يتدخل في مشاعر الناس وميولهم، ويري أن لهم أسبابهم، ويمكنك معرفة مدى نزوعهم الإنفصالي بسؤالهم مباشرة ''إذا وجدتهم''..! هذا الواقع كان موجوداً ولم يحدث بعد موت الدكتور جون قرنق. * يلاحظ إبتعاد رجال ''الحلقة المقربة'' من قرنق عن المشاركة المركزية، وأنهم إنزووا بعد رحيله، أو اكتفوا بحكومة الجنوب، إلى ماذا تعزين السبب؟ ـ لا أدري على ماذا تستند مثل هذه الأقوال، لأن الشخص إذا أراد أن يؤدي عملاً من أجل وطنه فليس مهماً أن يكون وزيراً، أنا مثلاً لا أتعامل في مكتبي كوزيرة، بل كخادمة للشعب، والمواقع بالنسبة لي بلا معني، فلو كنت في البرلمان ـ على سبيل المثال ـ سأحس بأني على مايرام طالما كنت أؤدي واجبي بكل قدراتي وطاقتي. أما إذا كنت تقصد الأشخاص الذين تفرغوا لعمل الحزب، فهم لم يبتعدوا و دورهم لا يقل عن الذين يعملون في المناصب التنفيذية، ولا قصد في ذلك، أنهم القيوا في قارعة الطريق كما يوحي بذلك السؤال، لديهم أعمالهم، وفي كل الأحوال، هم خدام الشعب. * هل على الجنوبيين ـ استنادا على ما قلت ـ دور في جعل الوحدة جاذبة، أم أن على الشمال وحده ان يفعل ذلك؟ ـ الكرة لا تتدحرج باتجاه ملعب الجنوبيين، فهم الذين يحسون الظلم وعدم المساواة، ويريدون من إتفاقية السلام أن تعطيهم فرصة جديدة، فهنالك ـ كما قلت ـ إنفصاليون يريدون الوصول للإنفصال مباشرة، لكن الوحدويين في الحركة الشعبية قالوا لهم ''لا'' دعونا نعطي أنفسنا فرصة. فبعد ست سنوات ربما تغيرت الأشياء للأحسن، ومع ذلك فهنالك دور على الجنوبيين لعبه لجعل الوحدة جاذبة. * كيف تنظرين إلى مستقبل وحدة البلاد بعد رحيل الدكتور قرنق؟ ـ من يؤمنون بالسودان الجديد يرون أملاً كبيراً في تحقيق الوحدة، وقد سبق أن قلت ذلك في تشييع الدكتور جون قرنق ''لو استطعنا جعل الوحدة جاذبة فلماذا نفترق؟''. نحن السودانيين عندما نكون خارج الوطن نتعايش مع بعضنا بشكل مدهش، لدرجة أن الكثيرين من خارج السودان لا يرون خلافاتنا، فلماذا يا ترى تكون بيننا كل هذه الفوارق عندما نكون في بلدنا؟! * يقولون إنك غير راضية عن وضعك في الحركة وعن حجم مشاركتك في الحكومة؟ ـ أنا مناضلة من أجل الحرية وعضو في الحركة الشعبية، ما عدا هذا، فالموقع الذي أكون فيه ليس إختياري الشخصي، لم أكن أريد أن أكون تنفيذية في الحكومة لأن لدي ''أعمالي'' وأطفالي وبيتي، أطفالي أصبحوا بلا أب وهذا عبء كبير. بعد موت زوجي قال أبناء شعبي إنهم يريدون أن يروا بعضاً من قائدهم الراحل مشاركاً في الحكومة.. وكنت أنا هذا الجزء! طلب مني قائدنا سلفاكير أن أكون جزءاً من الحكومة وكذلك فعل الرئيس البشير والمجتمع الدولي، فقلت للرئيس البشير: ''لوكنتم تريدون مني المشاركة فأنا أفضل العمل في حكومة الجنوب''، لأنني أريد أن أكون جزءاً من العمل التنموي الذي ينتظم الجنوب، أنا أنفذ وجهة نظر زوجي الراحل حسب رؤيتي، وأريد أن أواصل بذات الروح التي كنا عليها شركاء ورفاق بعد موته، أريد لتلك الروح الإستمرار! * إذن لماذا كانت ربيكا آخر الوزراء الذين أدوا القسم؟ ـ لدي أسبابي الشخصية، فضلاً عن ان أحد أبنائي كان قد ''كسر رجله'' فذهبت إلى نيروبي لأنه كان طريح المستشفى. * هل هنالك نتائج محددة وصلتك من لجان التحقيق حول مقتل الدكتور قرنق باعتبارك زوجته؟ ـ ليست هنالك نتيجة محددة لأن لجنة التحقيق لم تكمل تحقيقاتها بعد، لكن عليها أداء واجبها بأعجل ما يكون لأننا نريد معرفة تفاصيل ما حدث. * هنالك من يشيرون ـ همساً ـ إلى تورط يوغندي في الحادثة، ماذا عنك؟ ـ انتظروا تقرير لجان التحقيق، لأني لا أستطيع الإشارة بأصبعي إلى شخص ما بلا دليل. * ماذا فعلت ربيكا في زيارتها ليوغندا بعيد مقتل زوجها؟ ـ الرئيس موسفيني صديق شخصي، فضلاً عن إني كنت أريد التعبير عن عميق تقديري لشعب يوغندا، إنها زيارة شخصية وليست رسمية. * ما هي سياستك في وزارتك الجديدة لا سيما أن هنالك أهمية كبيرة للطرق في جعل الوحدة جاذبة؟ ـ ليست سياستي، بل سياسة حكومة جنوب السودان وسياسة حكومة الوحدة الوطنية، وهي تهدف لربط أبناء الشعب بعضهم ببعض، تأتي الأغذية من الخرطوم ومن جنوب أفريقيا بالطائرات لعدم وجود طرق ما يجعلها غالية الثمن، ومهمة الحكومة ربط أجزاء البلاد بالطرق وربط الشمال بالجنوب، وربطهما معاً بيوغندا وكينيا وأثيوبيا بالطرق البرية والسكة الحديد، ونقل فائض الغذاء في مناطق الإنتاج إلي مناطق الإستهلاك، بلادنا بها خيرات كثيرة لا تجد طريقها للتسويق الداخلي والمحلي. * كم تبلغ موازنة الطرق والمواصلات ؟ ـ لم نقم بإعداد الميزانية بعد ..! * هنالك من يتخوفون من أن تعطي الأولوية للطرق من الجنوب إلى دول الجوار على حساب الطرق التي تربط الشمال بالجنوب؟ ـ الطرق إلى الشمال مهمة جداً، هنالك طريق ''جوبا، بور، ملكال، الرنك، كوستي''، وهو الطريق الذي يحظى بالأفضلية القصوى في سياسات الوزارة، وطريق ''شامبي رومبيك، واو، راجا''، سنعمل على تأمين الطريق النهري وتنظيفه وإيلائه أهمية قصوى فهو الأرخص. * أليست مهمة ثقيلة بجانب مهامك الأخرى التي أشرت إليها؟ ـ لن أكون وحيدة في الوزارة، هنالك آخرون يعملون معي، الوزارة ليست الوزير وحده، على الوزير إرساء السياسات، هنالك المهندسون، والمديرون، والسكرتيرون، وغيرهم يقومون بالعمل.
* لماذا لم تذهبي إلى الخرطوم منذ الحادثة؟ ـ كما تعلم الأشياء تتحرك بسرعة كبيرة، رحيل الدكتور جون لم يكن حادثاً صغيراً، لقد استغرقني الأمر والحزن، وكانت هنالك تقاليد كان علىّ مراعاتها، حسب تقاليدنا غير مسموح لي بالذهاب إلى أي مكان، قبل نهاية الحداد. كان على ـ حسب هذه التقاليد ـ الذهاب إلى القرية مباشرة بعد التشييع ولقاء أشقاء الراحل، الآن انتهت أيام الحداد وأنا على إستعداد للذهاب إلى الخرطوم. * لكنك ذهبت إلى يوغندا وكينيا؟ ـ ذهبت ليوغندا لأنها كانت آخر منطقة كان فيها زوجي قبل وفاته. وزرت كينيا لان أبنائي فيها، وكما تعلم فقد أحضرتهم بعد وفاة زوجي لأنني أرى أننا لا يجب أن نبكي خارج السودان. ولأن طائرة زوجي سقطت داخل يوغندا، كان لزاماً علىّ زيارتها ـ رغم الحداد ـ بما في الزيارة من مخالفة وخرق لتقاليد القبيلة، إنه محرج أن أفعل ذلك، لكني أجبرت نفسي. كذلك كان شعب يوغندا يريد أن يعرف ماذا يدور في رأس زوجة الدكتور جون قرنق، وهل تحمّله مسؤولية مقتله، أردت أن أقول لهم ''لا''، الأقدار تجعل الأشياء تسير بطريقة ملودرامية تجعل الشقيق يقتل شقيقه ..! الآن بعد مرور ثلاثة أشهر على الجنازة، أنا جاهزة للذهاب إلى الخرطوم. * نساء الشمال حزن على الدكتور جون قرنق مثلما حزنت عليه نساء الجنوب، ماذا ستفعل أرملة الراحل من أجل النساء؟ تـ كلنا حزاني على مقتله، لأنه كان مهتماً بنهضة النساء بما فيهن شخصي، أنا متضامنة مع قضايا نساء الشمال والجنوب، في حياة زوجي أعددت برامج عديدة من أجل النساء، الآن لا أستطيع تنفيذها فقد أصبحت وزيرة ولدى الكثير الذي يجب فعله، ومع هذا بمقدوري عمل الكثير من أجل النساء. * تحدثت ربيكا عن التقاليد، وتقاليد الدينكا تزوج أرملة الميت لأحد أشقائه، هل تخضعين لهذه القاعدة؟ ـ ليس في سني، هذا التقليد ملزم للشابات، لقد تجاوزنا وزوجي الراحل ''العمر المنتج''، وكنا شركاء فقط، لن أفعلها في هذه السن فقد بلغت الخمسين من العمر، لو إني كنت شابة لما تركتني القبيلة بلا زوج مهما كانت مكانة زوجي، هذا التقليد لا ينطبق علىّ لأن الطبيعة أقوى من التقاليد، وهي تقول إني كبرت، أما النساء الصغيرات فهن في عرف القبيلة متزوجات بلا أسر، ولا يمكن تركهن بلا أزواج، ويتم تزويجهن بعد موت أزواجهن بمفهوم أخلاقي.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ربيكا.. سلفا كير لم يبعد آبناء قرنق!! (Re: أحمد يونس مكنات)
|
حوار جميل ورائع يا استاذ احمد يونس فعلا هذه المرأة عظمية مثل عظمة القائد قرنق رحمه الله إن شاء الله يجد هذا الحوار الاهتمام اللازم , لان السيدة ربيكا قدمت فيه مفاتيح كثيرة للعمل الوطنى والتوجه الوحدوى الحق . لك ولها كل التحية . خارج النص :- لم ترد على هل وصلك ما طلبت ؟.وهل بلغت التحايا .؟ ضياء الدين ميرغنى الطاهر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربيكا.. سلفا كير لم يبعد آبناء قرنق!! (Re: أحمد يونس مكنات)
|
Quote: نساء الشمال حزن على الدكتور جون قرنق مثلما حزنت عليه نساء الجنوب، ماذا ستفعل أرملة الراحل من أجل النساء؟ تـ كلنا حزاني على مقتله، لأنه كان مهتماً بنهضة النساء بما فيهن شخصي، أنا متضامنة مع قضايا نساء الشمال والجنوب، في حياة زوجي أعددت برامج عديدة من أجل النساء، الآن لا أستطيع تنفيذها فقد أصبحت وزيرة ولدى الكثير الذي يجب فعله، ومع هذا بمقدوري عمل الكثير من أجل النساء |
الاخ احمد يونس التحيه لك ولماما ربيكا الف
| |
|
|
|
|
|
|
|