|
Re: بين الأعشى وهتلر وجراهام جرين: هل من علاقة؟ (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
-3-
وينسب الأصفهاني والبغدادي للأعشى قوله: خرجت أريد قيس بن معديكرب بحضرموت فضللت في أوائل أرض اليمن، لأنني لم أكن سلكت ذلك الطريق قبل، فأصابني مطر، فرميت ببصري أطلب مكاناً ألجأ إليه، فوقعت عيني على خباء (ما يعمل من وبر أو صوف للسكن) فقصدت نحوه ، وإذا أنا بشيخ على الخباء ، فسلمت عليه. فرد علي السلام، وأدخل ناقتي خباء آخر، فحططت رحلي وجلست، فقال: من أنت؟ وإلى أين تقصد؟
قلت: أنا الأعشى وأقصد قيس بن معد يكرب فقال: حياك الله! أظنك امتدحته بشعر!
قلت: نعم قال: فانشدنيه
فابتدرت مطلع القصيدة:
رحلت سمية غدوة أجمالها غضبا عليك فما تقول بدالها فلما أنشدته هذا المطلع قال: حسبك! أهذه القصيدة لك؟ قلت: نعم! قال: مَن سمية التي تنسب بها؟ قلت: لا أعرفها، وإنما هو اسم ألقي علي في روعي (أي القلب) فنادى: يا سمية، أخرجي! وإذا بجارية خماسية ( أي بنت خمس سنوات) قد خرجت وقالت: ما تريد يا أبتي؟ قال: أنشدي عمك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معد يكرب، ونسبت بك في أولها. فاندفعت تنشد القصيدة، حتى أتت على آخرها، لم تخرم منها حرفاً واحداً!
فلما أتمتها قال: انصرفي، ثم قال: هل قلت شيئاً غير ذلك؟
قلت: نعم! كان بيني وبين ابن عم لي يقال له يزيد بن مسهر، ما يكون بين بني العم فهجاني وهجوته فأفحمته! قال: ماذا قلت فيه؟ قلت:
ودّع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
فلما أنشدته البيت الأول قال: حسبك! من هريرة هذه التي نسبت بها؟
قلت: لا أعرفها وسبيلها سبيل التي قبلها.
فنادى: يا هريرة! فإذا جارية قريبة السن من الأولى خرجت. فقال: أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها يزيد بن مسهر، فأنشدتها من أولها إلى آخرها ، ولم تخرم منها حرفاً، فتحيرت وغشيتني رعدة..
فلما رأى ما نزل بي قال: ليفرخ روعك ( أي لا تخف) يا أبا بصير (كنية الأعشى) أنا هاجسك ( أي قرينك) مسحل بن أثاثة الذي ألقي على لسانك الشعر، فقال الأعشى: فسكنت نفسي، ورجعت إلي وسكن المطر، فدلني على الطريق..
وعلى صعيد آخر ما زال الإدراك الحسي غير العادي –الباراسايكولوجي-والذي يجيء في مضمونه الحادثان اللذان تعرض لهما هتلر وتشرشل- بعيد المنال والتفسير رغم المحاولات التي قام بها جوزيف بانكس راين لكي يجعل من الباراسايكولوجي علماً من الممكن إثباته علمياً..
ولعل ذلك هو السبب الذي جعل شارلس تارت وهو باراسايكولوجيست معاصر-حين سأله جراهام لورد-تفسيراً عن حادثتي هنلر وتشرشل-يقول ( إن سؤالك هذا يعد واحداً من العوائق التي تحول دون بزوغ فجر الباراسايكولوجي كعلم يمكن للعقل تقبله كبقية العلوم)..
وعلى غرار هذا القول تجيء حادثة ليلى الأخيلية يوم رد عشيقها توبة بن الحمير لها السلام –على طريقته-وهو داخل قبره..والله أعلم....
|
|
|
|
|
|