|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
عبدالغني كرم الله أدبته { الفكرة} فأحسنت منها إستقى الشفافية والعمق وسقانا بهما إبداعآ { طلق المحيا}
الدكتور أحمد الحسين بصوته الجمهوري الجهور وثقافته العالية وعباراته الرشيقة إمتلك الزمام وووجه أعنتنا صوب إكتشاف فهم جديد لمحيطنا وللكون
محمد السني دفع الله : وظف ما حباه به الرب من موهبة ، لإيصال الفكرة عبر الضحكة وهذا من فضل صقل الموهبة بالدراسة وسهر الليل والتجريب
الجمهور جمهوري الطابع والغالب ثياب كما القلوب بيضااااء ونقية
التكريم أبى عادل التيجاني الفنان إلا أن يقلد عبدالغني هذية المركز التذكارية
مركز أصدقاء البيئة ورئيسه الهمام الدكتور سيف الحجري شكرآ جزيلآ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: أبو ساندرا)
|
اجل كانت اجمل الليالي...واعادتنا للزمن الجميل
حضور متميز...وفريد جاءوا..يازرون المبدع عبد الغني كرم...
ذلك الشاب عالي التهذيب..وكان حضور الاخوة الجمهوريين..مميزا الاخوات بالثياب
البيضاء..اعادتنا الي زمن رائع,,,
وكان النقاش ممتفردا وعميقا عكس ان الوجدان السوداني لازال يغذي نفسه
بالكتاب ويحتفي بالمفرده المدهشة التي اوردها كرم في روايته الجميلة حقا,,,, السني ...ما اجملك يازول يافنان...
مداخلته عكست ثقافته العالية وتمكن السودانويه فيه وحسه الفكاهي المتفرد
شكرا لاصدقا البيئة..شكرا عادل التجاني
وشكرا بدر الدين الامير( يا امير)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
Dear Mohamed Abdelrahman, thank you for the information in regrd to Abdelghani event at the Enviroment Center, I am realy missed the event I wish if I was there to participate with all of you and enjoy every minutes and moments at that time, I told my father about it, my fatehr Ali Lutfi Abdalla he was reviewed and edited the book befor was published, he told me that any evaluation to this stories will decrease the value of them, thanks Abdelghani for this book it is one of the greatest stories and tale books I read on my life due to the new clear vision and thought you have, may Allah bless you, warmest greeting from Wafa, Eltayeb, Duaa and Amna
Lutfi
(عدل بواسطة Abu Eltayeb on 02-18-2006, 09:54 AM) (عدل بواسطة Abu Eltayeb on 02-18-2006, 09:55 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: Abu Eltayeb)
|
جلسة..عبد الغني بالامس..تداعت فيها..اشياء شتي
وتباري المتداخليين...باراء شتي.ونقد
هادف....فالاخوة الجمهوريين...جاءو..وهم يظنون ان عبد الغني
يمثل فتح جديد في الفكر الجمهوري...وتكلموا ببراعة وناصية خطاب
عالتتين..خاصة الاستاذة(اسماء محمود محمد طه)...عن الفنون في الاسلام
ووحدة الوجود...ووجود هذه الاشياء في نصوص عبد الغني كرم الله..
والاخ مامون قدم نماذج من الادب الجمهوري
وتكلم عن فكرة الفنان الكامل الذي لم ياتي حتي الان,,,,
فيصل عباس...تحدث في مداخلة مهمة عن
قصة الام ظهرة حادة...في هل انها قصة
قصيرة او روايه....وهل في نية عبد الغني ان
يمدد في النص ليستوعب حجم اكبر ويصير...رواية
.....الاستاذ المثقف محمد سليمان..التقط قفاز الحديث...
وراي انه راي وحدة الوجود ايضا في كتابات
عبد الغني وشكر عبد الغني لهذه الاضافة الثرة
للمكتبة السودانية.....
من بين الحضور كان هناك وجه
نسائي...ادار حول عميق في اسئلته مع عبد الغني
حول الاجواء التي يكتب فيها عبد الغني الرواية...
عبد الغني...رد في انه يقوم بطقوس
ويبخر الغرفة...وتنابه حالة ما...
وكان السوال الاكثر جدلا هو
هل عبد الغني فيلسوف ام روائي.......
وهذا الجدل الكبير ستحسمه الايام!!!!!!!!!!!
ونري من سيكسب الرهان...
ابنوسة ام عبد الغني كرم الله....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
وكنا ان توحدنا رغم اختلافنا الواسع في ان عبد الغني كرم طرح سردي جديد تستوجب الوقوف عندها كثيرا
لانه وباختصار شديد ,, اضافة سرديه حقيقه تضاف للمشاهد السرديه السودانيه ,ولأن قصصه ومشاهده تقوم على فكرة احياء السؤال الذي أرقنا كثيرا,,,
شكرا لعبد الغني الذي وحدنا في ذاك اليوم شكرا لكل الذين ساهموا في انجاح ذاك اليوم واخص منهم من يعمل يعمل خلف الكواليس,,
وياليتنا نتوحد هكذا او كما كنا في ذاك اليوم,,,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
أنحني للجميع... للجميع...
ويفر الحرف كعادته، ويجري التعبير بعيدا عن لساني، يفر هاربا، لأنه لا يقوى على وصف حبي وتقديري، وهيامي......
أحسست بضألتي، مع هؤلاء النفر... أنهم فوقي... بل فوق فوقي.... أنهم جنبي.. أنهم بداخلي... أنهم...........
أحبهم، وأحب سمتهم، ونبض قلبهم، ومجرى فكرهم...
حضرت الشمس.... والقمر....... وعلى ضؤهم المبارك، تحسست طريقي...
أحسست بروح تملأ كيان الغرفة (وهل الغرفة غير القلب)...
الشكل البيضاوي للطاولة، يوحي بالحميمية، بالبيضة، بالفراخ الزقب...
كان حديثهم غريبا، وساحرا، ومؤثرا (للصدق ملامح مثل هذا، وأكثر)...
مع كل كلمة، أحسست بأني أرى جبال، راسيات، وشموس، يغوص تحليلها لخبايا، ويجرى مدها لآفاق....
(أيها التلميذ الصغير، أصغى لهؤلاء، بالخاطر والقلب)... أيكفي هذا الخاطر، الذي كان يجري كالطفل بأحشائي... أيكفي...!!
هل كان سرب من حمام... أم نفر من ملكوت... تشابه الوصف علي..
لقد عرفتني ابنتي (آلام ظهر حادة)، على كوكبة، منيرة، ادخلتني غرفهم، وصداقاتهم، وهموهم، وملامحهم، وتطلعاتهم...
أنحني للجميع...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
محمد ود عبد الرحمن : بقيت لافي ساي زي المرحوم ياسر عرفات ومحل ما يعزموك بتمش !!! أسة يا زول البيلم الأنصار علي الجمهوريين شنو ؟؟؟؟؟ والله صحي الغربة حاااااااااااااااااااااارة ومن كترت ما حارة تخلي الأنصاري يقعد مع الجمهوري
وكان من الحضور:
و
دي جلابية أنصار ولا شنو يا اللخو
وإن شاء الله تاج السر حسن يكون هو نفسو تاج السر بتاع سودانيز أون لاين !!!!!
تخريمة : أها إن شاء الله لقيت اللي في بالي بالك خلال الجلسة لأنو دي اخر فرصة !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
عمر بوب بالضبط الزول موسوس و مسكون بالإبداع جلست خلفه مباشرة بزاوية أتاحت لي رؤية ما { تحت التربيزة} كان زي ترزي يوم العيد ، لاتكف ساقيه عن الحركة سبب { الآم ظهر حادة جدآ } للفردتين { حسب براعة محمد السني الرجل المتكرش فنآ } في الأول ظنيت ان السبب توتره إزاء الحضور الجميل وعدم مراسه في المواجهة لكن عدلت عن ظني عندما تفضل وزارني عقب الجلسة المحضورة ظلت الحالة سائدة ولم يكن هناك تحت تربيزة تحجب الرؤيا ولا فوق تربيزة ترتاح عليه الأصابع المتوترة كانت الحالة على الهواء مباشرة إنه المس الإبداعي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: يا مرحبا يا مرحبا يا مرحبا * هذا الحبيب أتى وكان مغيّبا وتبينت أنواره في ذاتنا * لمّا فنينا فيه وانكشف الخبا صبغت إرادته الخلائق كلهم * بوجوده لما تجلى في القُبا يا طالما قد كان عنا غائبا * فينا ولم نشعر به فأتى النبا هذا المليح وهذه أوصافه * كم أطلعت منه لقلبي كوكبا وسرى نسيم الروح في أحشائنا * فأمالنا طربا كأغصان الربا وبه انجمعنا يوم جمعة وصله * وتفرقت أحزاننا أيدي سبا وهو الذي عنا أزال غياهبا * منها وبالنور المبين لنا نبا لا نستطيع نراه وهو الشمس في * إشراقه وجميعنا فيه الهبا جلّت معالم ذاته عن دركنا * وإن استديب العقل فيه تقرّبا وتبارك الله الذي هو واحد * أحد إليه كل ذي قلب صبا بجلاله فتن العقول وفاتن * بجماله كل الحواس تحببا |
الاعزاء دكتور حيدر بدوى دكتور ياسر الشريف
تحياتى وشاكر جدا اثراءكم للبوست .. حقا كانت ليله جميلة فقد حضر (اخوانكم) بثيابهم البيضاء وقلوبهم (الابيض ) منها ..حضروا ليشهدوا مولود عبدالغنى كرم الله الاول ..وكانت ليلة جميلة اعادت ذكرى ايام مضت سمعنا بها ولم نشهدها .. ليتكم كنتم معنا ... خالص ودى لكم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: Yasir Elsharif)
|
إتكاءات الاثنين 16/1/2006 جريدة الشرق القطرية
("آلام ظهر حادة" وكتابة المستقبل)
في مجموعته القصصية الأولى، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت والمسماة، (آلام ظهر حادة)، يسعى الكاتب السوداني عبد الغني كرم الله، إلى ترسيخ كتابة جديدة، ما اسميها بالكتابة المستقبلية للقصة القصيرة، حيث كانت تلك الأخيرة قد تعبت وإنهكت بفعل عدد من الحداثيين حولوها إلى مجرد فقرة أو جملة، هي غير مفيدة في معظم الأحيان، والمتابع لمسيرة القصة القصيرة العربية منذ نشأتها، يجد أنها كانت في يوم ما أكثر الأجناس الأدبية ازدهاراً، لها قامتها ومكانتها وصوتها العالي، ولها أركانها التي تستند عليها، وبرغم أنها أخذت كثيراً من الغرب ومن قصص (الروس)، الذين عرفتهم الترجمة العربية منذ وقت مبكر، فإنها كانت عربية الملامح، عربية السلوك، وعربية حين تحي الذهن وتدخل إليه.
(آلام ظهر حادة)، واحدة من المجموعات التي تسعى بجدارة لإعادة الهيبة إلى القصة القصيرة، ليست القصة هنا كلاسيكية، تبدأ وتنتهي بلا فن، وليست من تلك المقاطع الشعرية إو الجمل غير المفيدة، التي ذكرتها، ولكنها تسعى إلى أبعد من ذلك، الشارع هنا كائن حي له لسان يتحدث به، وأذرع يمدها، الحذاء المعلق على فترينة الدكان، كائن له عقل يفكر به، وروح يخاف من ضياعها، . الأحصنة والأسود المصنوعة من الطين بيد الصبي.. يمكنها أن تتحرك وتفكر .. وكمية من تجارب الصبية والأمهات والجدات وأيضاً الأساطير التي تقودك بسحريتها الخارقة إلى واقعية ممكنة، وممكنة جدا، حين يمسكها فنان ويكتبها على الورق، بالطبع ليست سحرية ماركيز التي اشتهر بها، ولا سحرية الطيب صالح أوتاج السر، بل هل شئ من هذا، وشئ من ذلك، ورسم خاص يضاف إلى ذلك.
اعتقد أن هذه المجموعة ليست جديدة أعني أنها ليست بصدد تقديم كاتب جديد في محاولاته الأولى، بل هي مجموعة معتقة لابد سبقها الكثير من التجارب، البراعة الحكائية واضحة بشدة، والشقاوة التي تشد واضحة أيضاً، وذلك النفس الذي هو أشبه بنفس الرواية في الكثير من القصص، واعتقد تلك القصص هي مشاريع روايات، لابد أن بعضها يكتب الآن في ذهن الكاتب.
عموماً، أحيي عبد الغني كرم الله على هذه الهستريا الفنية، التي قدمته كاتباً فناناً، ورجل غني بالتجارب والأصدقاء، مثله، يمكنه أن يمتعنا بالكثير..
أمير تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: محمد عبدالرحمن)
|
Quote: وكان من ضمن حضور هذه الليلة ... الأستاذ / احمد المصطفى دالى |
يا الله
ما لهذا الإسم الجميل لا يبارح الذاكرة لقد سمعنا به ونحن أيفاع نتلمس خطى التعليم العالي ولأن جامعة الخرطوم كانت قبلة أمانينا فقد كنا نجمع كل الخيوط عنها وصفوها لنا ، الدراسة بالإنجليزي ، والإختلاط ، ومقهى النشاط ، والليالي السياسية ،
و
ركن دالي
إعتبرت نفسي من المحظوظين فقد رأيته وناقشته وأنا طالب في رفاعة الثانوية ، فقد جاء مع وفد جمهوري لمدينة رفاعة وأحيا عدداً من الليالي الفكرية في منزل أستاذنا عبدالقادر بديم لطفي ومنزل الأستاذ ( صديق الجمهوريين ) عبدالرحمن حسن عثمان ( أرجو ألا تكون الذاكرة قد خذلتني في صحة الأسماء ) ومع ذلك فقد كان لركن النقاش الذي أسسه بالجامعة طعم عجيب فقد أسهم في نشر ثقافة الحوار الموضوعي رغم ما تعرض له من أذى لفظي وجسدي . وقد كانت لروح الطرفة الأصيلة في طبعه أثر بالغ في متابعة الطلاب لذلك الركن الذي تمر ساعتيه من الساعة 11 وحتى الساعة 1 كلمح البصر . لذلك ارتبط ( دالي ) وركنه في أذهان الكثيرين بالزمن الجميل في جامعة الخرطوم ولا تزال كثير من تعليقاته راسخة في الأذهان .
أقدم التحية للأستاذ أحمد المصطفى دالي
والتحية للمحتفى به
والتحية للأخ محمد عبدالرحمن ، وأرجو سماحكم لهذه ( الشوتة الضفارية ) فقد جاشت مني المشاعر فجأة هكذا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الدوحة فى واحدة من اجمل الليالى وسط حضورى جمهورى مقدر (صور وتعليق ) (Re: عاطف عمر)
|
كتب الناقد ـ محمد الربيع – بجريدة الوطن القطرية
(الأشياء تستعيد سلطتها التي سرقتها الثنائيات المتعارضة)
السرد قصا كان أو رواية‚ يعيد الاعتبار للتفاصيل والأشياء‚ ويخرجها من عزلتها في الكون‚ ويدخلها إلى موسيقى الوجود الكلية‚ التي يأخذ فيها أي عنصر موقعه الحقيقي‚ ويوحي ويدل ويشع على السياق بأكمله.
والأشياء لا تعيش في عزلة إلا في ذهننا السائد‚ لأنها في الحقيقة مرتبطة حيويا بالإنسان وبوجوده منذ بدء الخليقة‚‚‚ إلا ان خطاب الثنائيات المتعارضة‚ القائم على النظر إلى العالم وإلى الحياة بوصفة حصيلة لصراع أو حوار قطبين بين كوكب الفعل والمفعول به‚ مسخ الاتساق النغمي لحركة الاشياء في سمفونية الوجود الكلي‚ ووحدتها الجمالية.
والقاص والكاتب السوداني عبدالغني كرم الله‚ في كتابه «آلام ظهر حادّة» الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر يعيد الاعتبار إلى جذوة الاشياء‚ التي سرقها خطاب الثنائيات المتعارضة‚ ويكشف عن الجمال المخبوء وراء مصداته السميكة التي تمنع تبخر روائحها‚ واصواتها وملامحها‚ بالسرد.
فابطال كرم الله في «آلام ظهر حادّة» ليسوا شخوصا من لحم ودم‚ يديرون حركة الحياة والعالم من موقع الفاعل‚ وتكتفي الاشياء بالاستجابة والتلقي السالبة لأوامر الفاعل‚ بل هي اشياء تكشف عن سطوتها وسلطتها في المشاركة في إدارة مصير الإنسان‚ لذلك هي أحذية‚ وطمي‚ واحجار‚ ونهيق حمار وحنين كلبة‚ حررها الكاتب بواسطة السرد من غيابها‚ وجعلها تضج بالروح والأشجان والهواجس‚ في مملكة تتبادل فيها الكائنات الفعل والتأثير والشعور‚ في خطاب جمالي محض‚ متحرر من اكراهات الايديولوجيا وسطوة الثنائيات المتعارضة لذلك يصرخ «الحذاء» بطل النص الافتتاحي للمجموعة الذي يحمل عنوان: هدية عنصرية:
ولا يحق لنا المطالبة أو حتى مجرد الحلم بأن نكون على الرأس مثل الكاب‚ أو حول خصور النساء كالأحزمة‚ أو في الأيدي مثل كتاين الساعات والأسورة‚ وبأننا لم نخلق إلا للوطء والدوس‚ وحقا لماذا لا يولد بني آدم واحذيتهم بأطراف أرجلهم مثل حوافر الحمير‚ وأظلاف الماعز‚ ونُكفى شرهم‚ وكأنهم طردوا من جنة الرحم قبل نضوج حوافرهم‚ فأخفوا عاهتهم بانتعال الحذاء‚ طوبى للأحذية في بطون الحوامل‚ فهي عذراء وملساء من أرجل الأجنة وبطش المسامير‚ فلم اسمع كشكشة صندوق الإسكافي تتسلل من بطن الحامل‚ فالطبيب يذهب حيث يكون المرضى‚ وكفى الله أرجل الجنين شر الترحال في سبيل القوت‚ أم ضرب على بني آدم السعي في فجاج الأرض لجهلهم بمواقع خزائن الله وأسراره‚ فالموتى ينعمون بحياة رغيدة في جوف القبر‚ بلا حذاء أو ماء أو نور أو سلطان‚ ما أشد فقر بني آدم‚ فذاته لا تكفيه‚ وكأنه ولد ناقصا‚ لم لا يكون مثل شجرة النيم‚ في قوتها وصبرها وموتها‚ فهي لم تخط في حياتها خطوة واحدة من مسقط رأسها وحتى حتفها‚ ولم تجر بدمها الأخضر غريزة الترحال‚ ومع هذا‚ عاشت طويلا‚ فنبتت برعما طريا‚ ثم أورقت وأزهرت وأثمرت‚ وتمتعت جذورها بمص طين الأرض الطيب‚ وحين تموت‚ تموت واقفة‚ وكأنها تسخر من الفناء‚ «انتصب حتى تسقط بصورة أفضل»‚ أما بني آدم فيحتاج للسكين والحذاء والبطانية والكتب والنبوءات والنور حتى يقضي وطره السرمدي‚ ولا يتردد الحذاء في الرثاء لمرتديه الذي لا يستطيع الاصغاء لانكاراته الخفية وهو يصدح بمونولوج طويل:
لا أخفي عليكم سرا‚ كم من المرات كنت أرثي لهذا الكائن ذي الرجلين‚ الذي يبدو كتلة من هم‚ بلا هدف‚ حيران‚ يتسكع كقارب بلا حبل‚ في بحر حياه متلاطم‚ الأرزاق‚‚ المجهول‚‚ الخوف‚‚ كينونة الوجود‚‚ الجوع والبرد‚ تركبه مثلي ملايين الأرجل‚ يتصبب عرقه في جسمي‚ فأشعر بملوحة وحموضة أحشائه‚ محروق بسجن الغرائز‚ سجن لا فكاك منه سوى الدخول بباب الموت إلى عالم آخر‚ لا يهمني ذلك العالم‚ لا شكله‚ ولا ماهيته‚ ولكن هل يا ترى فيه شوك‚ وحصى‚ وهل ما زال بنو آدم يمتطون الأحذية‚ أم تظل الأرجل عذراء ولدنة‚ كأرجل الأجنة في الأرحام‚ ولم يخرج من ذلك الباب أحد‚ حتى أرى هل برجليه حذاء معفر؟!
في الصبح‚ وقبل أن تهجر الطيور أعشاشها‚ وتمضي بلا أحذية في طلب قوتها المقدور‚ حشرتُ بداخلي الرجل‚ قدر لا فكاك منه.
أما «رائحة الطمي» فتنثر كنانتها من الشعور والمشاعر‚ وتكشف عن قراءتها لخرائط الإنسان‚ عبر مونولوج‚ استعار له الكاتب قاموس الحواس‚ ليعبر بها حدود الخطاب وسجونه‚ ويجعلها تقدم في سردية محكمة مشهدها الكامل المتكامل:
(ومع هذا فهي الرائحة الوحيدة التي تثير غيرتي‚ كما أني احتل موقعا أثيرا في أنف فضل الله‚ فهو حين يستنشقني‚ يسرح بعيدا‚ في حديقة أعماقه‚ كما لو أن بداخله حياة حقيقية‚ أرق وأنضر وأعمق مما هي عليه بالخارج.
وأما الرجل الوحيد‚ والذي اعترفت كل الروائح‚ حقيرها وجليلها‚ بأنها لا تحرك فيه ساكنا‚ «ولا شم لمن تنادي» فهو رجل قوي البنية‚ عميق التفكير‚ يجلس في أحد الميادين الرئيسية بالمدينة‚ وقد ظل يجلس مدة تفوق الخمسين عاما بلا حراك‚ فهو يجلس على حجر ويحدق في الأرض‚ حتى الطيور‚ والتي جعلت من صلعته عشا لها‚ لم تكن لديه الرغبة في طردها من وطنها الصغير‚ ولا يرفع رأسه البتة‚ وكأنه مل ما يجري حوله‚ أو يؤثر عليه اجترار الذكرى‚ فسيماء وجه تنم وكأنه يراقب حربا بداخله‚ بين نفس بهيمية هيمنت على ما سلف من أ‚ وعقل منزو‚ وان كان متوقدا‚ فقد اقتصر دوره على الندب وشق الجيوب ولطم الخدود.
وكنت أقف عند أنفه ساعات طويلة‚ ولا أرى في شعيرات مناخيره الدموية أي أثر لزيارتي‚ وحقا «أكرم محدثك بالإنصات إليه» وأقرع يفتح لك)...
أما بطل «جزيرة النمل» فهو حجر‚ يؤرخ لتاريخ الاختلال في خريطة الوجود‚ من خلال تراث الاقصاء والالغاء والنفي‚ وتحويله إلى مجرد مفعول به في مجرة الثنائيات المتعارضة‚‚ فيصرخ في مسرح الوحشة:
(أنا حجر‚ مجرد حصى أملس‚ وحجمي كما قلت‚ يمكن أن تحتويه يد طفل لا يزال يتعفر بالتراب حردا ان قضمت شقيقته جزءا ضئيلا من بسكويته المتآكل الأطراف بلعابه‚ بالرغم من أني عمري مقارنة بهذا الطفل الباكي‚ مثل عمر حصة التسميع لطيش الفصل‚ وعمر البرق‚ كنت قبل هذا‚ حجرا ضخما وذا نتوءات حادة‚ لا يقوى على حملي كل من هب ودب‚ ولكني استسلمت لصروف الدهر‚ فجعلني أملس الوجه وحقير الوزن.
والآن أنا ملقى في قارعة الطريق‚ لا يكترث بي سوى بعض الصبية وإطارات السيارات‚ وأيادي الأطفال الأشقياء‚ والتي تقذفني بشدة بعضها نحو بعض‚ أو نحو كلب نائمة فتنته تحت سيارة معطوبة‚ وقبل أن ألقى في قارعة الطريق‚ كنت أسكن على ضفاف النهر‚ تغسل جسمي الاملس أمواج النهر‚ إلى أن قرر أحد أثرياء المدينة بناء دار مخيم‚ فحملنا على ظهر اللوري حتى نصب في أعمدة الدار الاسمنتية‚
ولقد كنت سعيدا لأنني سأكون جزءا من بناء شاهق‚ انظر إلى العالم من عل)....
وهكذا يستمر عبدالغني كرم الله في إعادة بناء سردية الكون والحياة في ضوء تقاطع الأشياء والتفاصيل والشخوص في وحدة وجود عرفانية وجمالية‚ يستعيد فيها الكل شخصيته ورائحته وصوته
| |
|
|
|
|
|
|
|