|
فقط، ضد الحرب وضد قتل الإنسان، كيفما وأينما كان
|
كعادة الزملاء فى المنبر ودأبهم الذى لا يتغير، إنقسم المشاركون الى جناحين، جناح أسود وآخر أبيض فيما يخص الحرب الدائرة الآن فى العراق.
جناح يقف نصيرا ومدافعا عن العراق، والجناح الآخر عكس الأول، ولكل حججه ودفوعه التى يستند عليها. وأعتقد بأن المنطلقات أو الخلفيات المنطلق منها هى ما حددت وتحدد موقف أى من الطرفين، فالبعض ينطلق من خلفية عرقية، وآخر من إعتقاد ثيوقراطى، وثالث من مبدأ سياسى، ورابع من فكر قومى، وكل هذه العناصر تلتقى وأيضا تتنافر مع بعضها البعض، وكل طرف له مطلق الحق وكامل الحرية فى الإيمان بما يراه صحيحا وقويما، وفى الدفاع والذود عنه.
نحن ضد الحروب فى المطلق، وضد عدوانية البشر كيفما كانوا وأينما حلوا، نحن مع أن يعيش الإنسان آمنا سالما ومطمئنا، سواء كان فى مانهاتن أو فى بورما، فى كوبنهاجن أو فى كمبالا، المهم الإنسان وحياة الإنسان.
نحن فى اللحظة الراهنة، ضد الحرب والقتل الذى يمارس بإتقان على شواطئ الفرات وبادية السماوة وجبال الموصل، ضد آهات الأطفال ونواح النساء وزفرات الرجال هناك، أولا وأخيرا لأنهم بشر، لا يهمنا لأى عرقية أو لأى دين أو حزب سياسى ينتمون، وليس حبا كذلك فى صدام حسين ومن معه، وليس كرها لجورج بوش ومن يحالفه، فكلهم فى نظرنا بشر، ولا يفرق بينهم فى تقييمنا لهم سوى أيهم أكثر إنتماءا وأشد تمسكا بإنسانيته وما يتبعها من صفات.
قبل عقد وبضع سنين من هذا الزمان المر، وحين قام العراقيون بنفس ما يقوم به آخرون ضدهم الآن، وحين تناهت الى الأسماع أصوات بكاء أطفال فى الكويت، وقفنا نفس الموقف، ومرة أخرى ليس حبا فى آل الصباح ومن حالفهم، ولم يكن كرها أيضا فى صدام حسين وبعثه، كان أيضا حبا فى الإنسانية ووقوفا مع بنى البشر
إذن لننحاز الى إنسانيتنا، لا يصدنا عنها فكر سياسى أو إعتقاد دينى أو تعصب عرقى، ليحيا الإنسان بمثل ما أراد له خالقه، والإنسان كان مسبقا قد إختار عيشه على الأرض، فقد عرض الخالق فى البدء عليه من ضمن الأمانة وحملها، أن يعيش بالطريقة التى يخوض فيها الآن، إذن فقد إختار الإنسان ما أراد، ولكنه، حتى الآن، فشل فشلا مدويا فيما اختار وارتضى، وسيظل الفشل رفيقا وملازما الى أن يدرك أنه إنسان
قد يقول قائل أن هذا لعمرى، قمة السلوك والفكر الرمادى الممجوج، ولكن قبل أن يقول ذلك القائل ما يريد، لينظر وينبش فى داخله عن الإنسان، ويبحث عن معنى أن يكون إنسان، لا ينتمى إلا لنفسه والى طبيعة هذا الكون الفسيح، فهو ضمن منظومة متكاملة، لا شئ يفسد فيها هذا النظام سوى، بنو البشر
لنندرك أننا فقط قبل وبعد كل شئ وأى شئ.
بشر
|
|
|
|
|
|
|
|
|