زخات المطر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2024, 02:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2003, 08:22 PM

محمد مدني
<aمحمد مدني
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زخات المطر

    كانت الأيام تتساقط سراعا وهو يلتف بلحافه شتاءا وبملاءة سريره صيفا...له أسلوب غريب عجيب لحساب السنوات وهي تمر..يكتم أنفاسه عندما يكاد أن يشم رائحة الشتاء..فالشتاء بالنسبة له نهاية آماله ومقتل طموحه وعاما آخر يضيع في هذه الغربة اللعينة عند ذلك الشاطئ الحجري لبحر هو الآخر تقاطعات من صخر أصم لا حياة فيه
    عرف حين قدومه بود الياس ثم تحول تدريجيا كمثال لليْْْاْْس..ينتظر حلول الصيف وقبل الصيف الربيع حتى يحمل شنطته إلى ارض الوطن سريعا ليعود كما كان يلتحف الرمل في بيته في إحدى الأحياء العطبراوية لكن هيهات فسرعان ما يبدو له قيد آخر من أحلامه أو توهماته فربما يجد المنفذ إلى ارض أخرى يعود منها وهو يحمل صغيرته كاترين على ظهره وأمها خضراء العينين تبتسم من خلفه في بلاهة.
    كان يجيد حياكة الأحلام..وفي يقظته أكثر كما يجيد خياطة بنطاله الوحيد الذي تحول في إحدى الاصياف إلى شورت يتسكع به على ذلك الساحل ذو الأمواج الصخرية.
    كان أسرعنا أحساسا بالشتاء بل كان له انف هو محطة أرصاد شتوية تعبر عن ذلك بالعطاس..واللهاث .
    في إحدى تلك الشتآءات اخذ يصرخ هذا الشتاء الأخير لي في هذا البلد لن امكث يوما بعد ذلك..نهايتي تحل في هذا الطقس اللعين..هذه الكآبة..اللون الرمادي يمقتني يكرهني.. لقد تركتني وحيدا أقاسي..كان يهذي لكنها عادته في كل شتاء..سأشتري ثيابا ثقيلة لكاترين ومظلة تحميها من هذه الأمطار اللعينة أيضا نظارات بلون وردي..أين هي كاتي ألان..متى اخرج من هنا.
    أحدى عشر شتاء يمر..والصيف زمان للأحلام..في شتاءه ذلك أذدادت هواجسه فأعلنه الشتاء الأخير..وراقت له المسميات الإذاعية فسمى ذاك الصيف بصيف المرور وأطلق لحيته حتى استكان عليها العنكبوت ينسج خيوطه في وداعه لا مثيل لها..ثم عاد يصرخ إنني ككل أبناء بلدي أغير جلدي..ألون فكري..فعاد مرةاخرى ينادي بأفكاره الشيوعية كما في أيامه الأولي.....ثم يصرخ من جديد إن مذهبي مذهب الخلاص..من أنا..سأعود ككل أبناء بلدي صوفيا في أخريات أيامي..لكني سامر بقم مرقد ألائمه أولا..طهران عاصمتي.
    تشابكت السحب في السماء وقبل أن تصرخ في وجهه ارتعد مسبقا فأسرع يغلق النوافذ ويسدل الستائر السميكة وهو يتحسس طريقه إلى الفراش استعدادا لبيات آخر.
    في ذلك البيت حيث ينام..مر الكثيرون..مطرب ترك تلك البلاد بعد أن اكتنز جلده بالشحم..وشاعر ما زال يتسكع فيها..لكنه حقيقة ما زال يتلفت فيها..مر الكثيرون من هنا بعضهم لساعات وآخرون أتوا لقضاء أيام فأدركهم المشيب بها.
    انقضى شتائه الرابع عشر..اخذ يتمطى طيلة شهر نيسان (ابريل) فهواء الربيع منعش..عندما انزل أرجله من السرير قيل انه كان في الشهر الخامس أيار(مايو) لكن آخرون قالوا إن ذلك تم في حزيران (يونيو)..اخذ يبحث عن شبشبه تحت السرير ..لم يعثر عليه من بين مخلفاته كتب ..وأوراق..بقايا طعام وفاكهه شتوية قد يبست..اصطدم برسالة مضى عليها عام كانت من أخيه الأصغر وهو يخبره انه قد تخرج من الجامعة..أزاحها بعيدا..نظر في الكوب على الطاولة...ذرات ملح في قاعه تدل على إن به ماء من قبل..مياه ذلك البحر الصخري...حاول النهوض لم يقدر..اتكأ قليلا على أوهامه ربما فلينادي كاترين حتى تناوله ذلك الشبشب اللعين ..كاترين ...كاترين ..أتت مسرعه لم يعيقها ذلك الباب المغلق..ولا خيوط العنكبوت فقد كانت طيفا ..كانت تضحك في وجهه حاول أن يستند عليها ..كانت صغيره مازالت ..لكنه قام من فراشه في احتفالية من الصراصير ..أوراق قديمة قد أصابتها الرطوبة...وأكياس تمباك مهترئه..وباعوض ميت ..سقط سريعا حيث قام إلى جانب سريره..إلى جانب قبره السنوي المؤقت..اخذ يئن من الألم ....مد يده تحت السجاد يبحث عن المفتاح ..لابد من الخروج من هنا سأحمل شنطتي إلى السودان ...لا إلى عطبرة فانا أحبها أكثر ...أصابه النعاس مره أخرى ..بدا له أن يقاوم في هذا الصيف .صرخ من جديد الشتاء زمان الاحتضار فاقبل ياصيفي الأخير ..كان حزينا دائما ينتظر الخلاص ...سأسافر في هذا الصيف ...سافر ذاك السمين بعد أن صم أذني بغنائه وترك لنا هذا الشاعر الضليل يردد على مسامعنا ما كتبه الآخرون .
    احدهم مر من ذلك البيت من تلك ألمدينه ..نسي إحدى لوحاته على جدرانها ..سماء تمطر وبحر من حجر ..لم يقل عليها النقاد في تلك البلاد سوى إنها تذخر بالرماديات ..رماديات ..لقد كانت تفضح مدينه أصابها السقم .
    قام ود الياس من فراشه أخيرا ..الطريق إلى باب ألمدينه ...ازدادت الأسوار ارتفاعا انه ألان يشم رائحة الصيف ..تمطى ..فسمع الجيران أنين مفاصله ..تألم أكثر فلقد تذكر باب بيته بعطبرة ..نفس الصوت لكن الأشكال تختلف ..فتح فمه من الدهشة ..فسقطت إحدى أسنانه ..ما هذا .كان ينظر إلى جدار الغرفة..المدينة ..إنها رائحة الصيف ..لكن ما هذه الرماديات ...إنها تمطر من جديد ...يا الهي كيف يكون ذلك ..لقد حاصروني عليهم أللعنة ..أبدلوا الصيف شتاء ....من جديد أعادوا حركتي سكونا ..يا كاترين ..يا ...اخذ يرتجف بردا وحبيبات العرق تتساقط من وجهه ..إنها الملاريا ...لا انه الشتاء اللعين عاد صيفا ليقتلني .
    عاد سريعا لفراشه ..لقبره الشتوي ..مد يده إلى السجاد في ألغرفه وتغطى به ..غاص عميقا في كومته السابقة وهو يعطس ..وقفت كاترين قرب رأسه لتخبره أن تلك لوحة ليس إلا ...لم يعيرها اهتمام ..صرخ في وجهها ...بكت وهي تطفئ أنوار غرفته للمرة الأخيرة.
    عندما عثر عليه بعد ذلك كانت شرايينه قد ضلت طريقها فغاصت عميقا في فراشه ملتوية في تشعبات وشبكات غريبة .
    محمد مدني
    19\3\2003

    (عدل بواسطة محمد مدني on 03-20-2003, 09:59 PM)









                  

العنوان الكاتب Date
زخات المطر محمد مدني03-20-03, 08:22 PM
  Re: زخات المطر مبيوع03-21-03, 05:58 AM
    Re: زخات المطر امادو03-21-03, 01:57 PM
  Re: زخات المطر قرنفل03-22-03, 04:27 PM
    Re: زخات المطر محمد مدني03-25-03, 12:20 PM
  Re: زخات المطر امادو03-27-03, 11:39 PM
    Re: زخات المطر محمد مدني04-12-03, 09:27 PM
  Re: زخات المطر ود الياس04-13-03, 08:47 PM
  Re: زخات المطر Elmosley04-14-03, 02:51 AM
    Re: زخات المطر محمد مدني04-14-03, 09:04 PM
  Re: زخات المطر ابوحشيش04-16-03, 09:05 PM
  Re: زخات المطر ود الياس04-16-03, 09:36 PM
    Re: زخات المطر محمد مدني04-20-03, 04:10 PM
  Re: زخات المطر ابنوس04-20-03, 07:51 PM
  Re: زخات المطر ود الياس04-20-03, 08:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de