الخلاف الذي استجد بين الصادق المهدي وبعض اقطاب حزبه كان مبعثه بوادر ردة جديدة قادها المهدي بعد خروجه من السودان عام 1997، وتمثلت في نقل صلاحيات قيادية هامة من كبار معاونيه امثال مبارك الفاضل الي ابنائه وعلي رأسهم ابنه الاكبر عبد الرحمن، وهو ضابط سابق في الجيش. وقد قام المهدي بنقل الصلاحيات المالية من مبارك الي ابنه، وعين ابنه ايضا قائدا لميليشيا الحزب رغم وجود ضباط أكثر كفاءة وخبرة منه، وزاد المهدي اخيرا فقام بتعيين زوجته وعدد من بناته وابنائه في مسؤوليات حزبية رفيعة، شملت الشؤون النسوية والشؤون الخارجية. ولا شك ان هذه التصرفات أثارت حنق معاوني المهدي، وهم محقون عبد الوهاب الأفندي - القدس العربي 11 اغسطس 2002م
************************* جاء في جريدة (السودان الجديد) الصادرة بتاريخ 7/2/1966 تحت عنوان (الصادق للجمعية التأسيسية) قولها:- (علمت "السودان الجديد" أن السيد بشري حامد عضو الجمعية التأسيسية عن الدائرة 62 كوستي سيتقدم اليوم بإستقالته من الجمعية.. و علمت السودان الجديد أن السيد بشري سيتخلي عن هذه الدائرة ليترشح فيها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وفقا لإتفاق سابق مع حزب الأمة).. و قد جاء في جريدة (العلم) الصادرة بتاريخ 17/3/1966 تحت عنوان (الصادق يفوز بالتزكية) قولها: (فاز السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بالتزكية في دائرة كوستي 62، و التي قفل فيها الترشيح ظهر أمس.. و ربما أدي السيد الصادق القسم بالجمعية التأسيسية خلال الإسبوع القادم..) إنتهي.. هذا العمل من أكبر أساليب تزييف الديمقراطية، و من أكبر أساليب إمتهان كرامة الناس، و إحتقار عقولهم، و هو إمتهان للنائب المستقيل، و إحتقار للناخبين، و ليس في ذلك أمر غريب علي الطائفية ذلك بأن الناس عند الطائفية إنما هم وسائل لزعمائها!! مجرد وسائل!! هذا و بسبب سعي الصادق الي فرض زعامته اختلف مع عمه الهادي، فإنقسم حزب الأمة علي نفسه، و بالمثل إنقسمت الطائفة و تحالف الصادق مع الأخوان المسلمين، و مع حزب سانو، تحت إسم: (مؤتمر القوي الجديدة).. عن كتاب الصادق المهدي و القيادة الملهمة و الحق المقدس - الأخوان الجمهوريون الطبعة الرابعة - فبراير 1978 ************************************************* مؤتمر العبور ..!!
حدد حزب الامة يوم 6 أبريل القادم موعدا لمؤتمره العام واختار له نفس المكان الذي عقد فيه جناحه المنشق (الاصلاح والتجديد) مؤتمره العام في أرض المعسكرات بسوبا .. وبالتالي يسحب عمليا مصطلح "مجموعة سوبا" الذي أفرزته جغرافيا المؤتمرات.
ودلالات التاريخ لها أكثر من معني فاليوم المحدد هو الذكري السنوية للإطاحة بالرئيس الأسبق جعفر محمد النميري ثم أنه عمليا الموعد المؤجل لمؤتمر شبع تأجيلا وتسويفا..
ولكن ، متأخرا خير من عدمه على حد الترجمة الحرفية للمثل الإنجليزي الشهير ،فإن حزب الامة يخطو في إتجاه ممارسة أكثر مؤسسية تتيح للقواعد ان يشاركوا في تقرير المصير الحزبي وتقويم أو تدعيم القيادة. وكما يعاب على أحزاب تاريخية اخرى تجنبها عقد مؤتمرها العام فإن أي حزب يجرؤ على الإقتراب من قواعده الدنيا لحرى بالمكافأة المعنوية على هذا الفعل، خاصة وأن عقد المؤتمر العام ليس مجرد عزم سياسي بل هو مشروع اقتصادي كبير يستنزف كثيرا من موارد الحزب على ضعفها وقلة حيلتها.
ولأن الإمام الصادق المهدي بشر كثيرا بهذه الخطوة حتى أصبح ميقات المؤتمر العام كالهجرة من حزب الصفوة الي رحابة العموم فالاولى ان لا يكرر المؤتمر صورة ماقبله فيكون مجرد كورال جديد ينعق بأغنية قديمة مل الناس تكرارها . امام الصادق المهدي فرصة تاريخية ان يلقى بقفاز تحد كبير ليس لمنافسيه في الحزب (المنشقين أو الباقين) فحسب بل للأحزاب المجاورة والبعيدة أيضا .. فالمسرح السياسي السوداني عاش في تكرار يعيد أرجوحة الماضي مع الأيام وكلما حسب الناس انهم أقبلوا على جديد فتحوا الستار ووجدوا القديم ممسوحا بكريمات ومساحيق لا تخفي تجاعيده.
حان الوقت ليضرب الإمام الصادق المثل في وقت كثرت فيه الأقوال وقلت فيه الأفعال ، فيتنازل طواعية عن قيادة الحزب الي جيل جديد في حزب الأمة .. ومهما قدم البعض الحجج والمبررات لبقاء السيد الصادق في منصبه فإن ذلك يتنافي والشعارات التي يرفعها الصادق نفسه ،فالديموقراطية لا تعني مجرد تداول السلطة في القصر الجمهوري بل في داخل كابينة الحزب أولا . وفاقد الشيء لا يعطيه..
لو فعل ذلك الصادق المهدي الآن في مؤتمر حزب الأمة القادم فإنه يضرب عشرة عصافير بحجر واحد ، يسحب كل الأطروحات التي بنى عليها المنشقون عنه حيثياتهم ويدفع الي قيادة حزب الامة دماء جديدة مهما قيل عن خبراتها فإنها ستضيف بعدا ونفسا جديدين للحزب وأهم من ذلك كله .. يحرج الأحزاب الأخرى التي لا تزال قياداتها التاريخية تتصلب في كراسيها وتتحكم على صلادة تمسكهم بالقيادة كل احلام وطموحات الأجيال التابعة.
مؤتمر حزب الأمة القادم سيكون فيصلا واختبارا حقيقيا لشعارات الصادق المهدي .. فإما هو زعيم مستدام يصادر حق الأجيال في الترقي الى أعلى أو هو قائد قومي ليس لحزب الأمة بل للأمة السودانية كلها .. بالقدوة الحسنة ..قبل الشعارات ..
والقرار في يد الإمام الصادق المهدي .. عثمان ميرغني الرأي العام 8 مارس 2003
{تنافس مثير يدور في كواليس حزب الامة تنافس مثير للظفر بمنصب الامين العام للحزب بعد ان ضمن الصادق المهدي الرئاسة مسبقاً خلال المؤتمر العام القادم. وقالت مصادر الصحيفة ان مولانا حامد محمد حامد من اقوي المرشحين لتقلد المنصب وينافسه الدكتور آدم موسي مادبو والدكتور ابراهيم الامين والاخير يحظي بسند من قبل سارة الفاضل المهدي ود. عمر نور الدائم المرشح للتقاعد في التشكيل القادم حيث ينوي نور الدائم الهجرة لماليزيا والنأي بنفسه عن المعارك السياسية. ألوان مارس 2003م
(عدل بواسطة baballa on 03-16-2003, 05:46 AM) (عدل بواسطة baballa on 03-16-2003, 05:59 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة