لا أدرى لم طاف إسم بابلو بيكاسو بذهنى وأنا أتابع وأتأمل ما يجرى فى المنتدى فى هذه الأيام، ربما لأن حياة العبقرى بيكاسو الفنية كانت عبارة عن مراحل لونية متعددة، فهو فى كل مرحلة منها يجرب اسلوبا وشكلا لونيا جديدا فى الفن، واللون المقصود هنا هو اللون بحد ذاته أى ال كلر وليس بمعنى النوع، فمن المرحلة الرمادية الى الزرقاء الى السوداء الخ الألوان التى مارس بها فنه الخالد، وبعد كل مرحلة كا قال هو، كان يتملكه السأم والقلق ليتركها الى غيرها، ولكن ليمتعنا نحن بما كان يبدع
سقت المقدمة هذه وأنا أطلق على ساحة المنبر فى هذه الأيام، اسم المرحلة الجمهورية، فافكر الجمهورى وما له وما عليه، هو سيد الموقف فى هذه الأيام، نقاشا وخلافا واتفاقا، وكنا نمنى النفس بالخروج باستفادة غزيرة من خلال ما يطرح من المتفقين والمختلفين على حد سواء، ولكن يبدو أن جرثومة الشقاق السودانى الأصيلة وعادتهم فى الخروج عن أطر النقاش الموضوعية لا تزال تسرح وتمرح بيننا
وما يحزننى أكثر، هو اننا ونحن على ايام الدراسة كان حالنا افضل نسبيا من الآن ويفترض بنا أن نكون قد اجتزنا برزخ تلك المرحلة بما فيها من اندفاع ونضج غير متكامل فى مختلف الرؤى الفكرية، واصبحنا الآن فى نضج كامل كما يفترض ايضا، أن نكون اكثر انفتاحا وتقبلا للآخر وللفكر الآخر، فجميعنا قطعا لا نتفق على رؤية فكرية أو سياسية واحدة، ومن أولى الضرورات الحضارية هى أن نتفق على هذا التباين وأن نتقبل الآخر بكل ما فيه، شريطة أن يكون تفكير الآخر بنفس القدر من التقبل، فكيف نقبل أن يعظنا فولتير بذلك قبل أكثر من قرنين ونحن من بعده نطبق العكس، وبسفور كذلك
لنتناقش ونتفاكر ، وليطرح كا منا ما تعتقد بصحته من فكر، ولنتقبل ذلك الآخر بفكره نختلف معه ونبين وجهة نظرنا، ولكن لنترك الخصام وروح الجفاء جانبا، ولنرتقى بأفقنا المعرفى ونمارس الوجه الحضارى لإنسانيتنا لنسمو بها، ولسودانيتنا لنرتقى بها الى افق متمدنة تسمو بنا وترفع هامة وطننا الى ذرى شامخة
جميل أن يحدث الآن ما يحدث، وأنا من أكثر المعجبين بما يدور من نقاش، ولكن، لنؤطر نقاشنا ونضعه فى حيز العقلانية ومقارعة الحجة بالحجة ووضع البرهان ازاء البرهان، وليسود الود وتكون المحبة هى ارضية الحوار والتفاهم، وحينها سنجد أننا فعلا سودانيون، فكيف نكون سودانيين ونعتز بذلك ونحن لا نتبنى ما ننادى به من أخلاق وسمو فى التعامل، لنترك حدة المزاج ولو لحين، ولنر النتائج بعد ذلك
التحية لجميع الزملاء هنا، ومن قبلهم تحية وتقدير للزملاء فى ادارة هذا المنبر الحى وعلى رأسهم أخينا بكرى
ولكم جميعاإهداء من محمد عبد الحى، من النشيد الأول فى عودته الى سنار، ولنعد نحن الى سنارنا والى منبرنا، نرفع بيارق المزج والمشاركة الفاعلة، والسودان الواحد الأحد الذى يجمع كل الأطياف والأفكار، فى حب واخلاص وفكر نير
الليلة يستقبلنى أهلى خيل تحجل فى دائرة النار ةترقص فى الأجراس وفى الديباج امرأة تفتح باب النهر وتدعو من عتمات الجبل الصامت والأحراج حراس اللغة المملكة الزرقاء ذلك يخطر فى جلد الفهد وهذا يسطع فى قمصان الماء الليلة يستقبلنى أهلى ارواح جدودى تخرج من فضة احلام النهر ومن ليل الأسماء
أبو آمنة المطر عرفناك هناك وهنا... دوماً تتساقط علينا برداً وسلامأً نحن كذلك أيها الطيب نزداد سوداوية مع الايام ورويداً رويداً يفارق دواخلنا بياض النية أعجب ... أهذا كل ما علمتنا له الايام وخبرناه من عشرة بعضنا البعض سيطول تململ فولتير فى قبره سيطول
وتسلم يا مطر الخير ً
01-23-2003, 11:51 PM
Omer Abdalla Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
عزيزى المطر تحيتى ومودتى تجدنى في اتفاق معك في كل ما قلت .. فهذا البورد أتاح لنا جميعا فرصة نادرة في أن نلتقى ونتحاور بعد أن أزال الحواجز الجغرافية .. الإختلاف هو سنة الحياة ولذا يجب أن نتفق على أن نختلف ويظل الإحترام والود بيننا محفوظ .. لا شك أن الكثيرين منا يقتطعون من وقتهم الغالى ومن مصادر دخلهم المحدود لكى يستفيدوا من تجارب بعض ومن أفكار بعض خلال هذا المنبر والفكر وقود الحياة - الفكر إكسير الحياة - فيجب أن نراعي ذلك ونتعلم من بعض ملاحظتك عن بروز النقاش حول الفكر الجمهورى هذه الأيام في محلها وإن كان النقاش بدأ منذ زمن في منابر سودانية أخرى ولعله من فضل الله على هذا الفكر أن خصماءه أيضا ينصرونه بما يثيرون حوله من أسئلة جادة وصادقة أحيانا و أسئلة أخرى تجريمية بادية الغرض في أحيان أخرى وكلتيهما تتيحان فرصة للشرح يستفيد منها الناس ولعل ذلك يرجع لأن الفكر الجمهورى فكر غريب على ما اعتاده الناس من فهم تقليدى للدين وهذا عندى مدعاة لأن يهتم به كل من يهمه أمر دينه فقد بشر النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بعودة الدين بالغرابة حين قال: (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء .. قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها)) ـ ختاما أشكر لك ملاحظاتك القيمة وتعليقك الهادى الرصين عمر
01-24-2003, 05:38 AM
THE RAIN THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
تحياتى لك ونحن نلتقى على دروب الكلام المضيئة دائما، ونحن فى سعينا المتواصل للمعرفة والتعلم من الآخرين، وكم نجد أنفسنا سعيدين بذلك، وستكتمل هذه السعادة إن ارتقينا بالتحاور ومحونا صيغ التحارب وحدة الفكر بيننا، فكما يعرف الجميع فان النقاش والتحاور كان المنار الوحيد للتعلم من وبين الآخرين منذ أيام المعلمين الأوائل سقراط وافلاطون وارسطو، وحتى فى عز فترة عنفوان الفكر الإسلامى وحتى وقتنا الراهن، وغير بعيد منا أركان الحوار التى أستفدنا منها أيما استفادة فى جامعاتنا
نأمل أن يكون هذا نخاضا وان كان عسيرا، ولكن ليولد طفل جميل قوى يحمل بيده اليسرى شعلة مضيئة من الفكر المستنير الذى يعطى الآخيرين وياخذ منهم، وباليمنى غصن محبة يزهر ويثمر ويستطيل خيرا وفائدة وظلا باردا على جميع اهل السودان
ودمتى
01-24-2003, 05:49 AM
THE RAIN THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
نعم، الفكر هو اساس الحياة وما قامت حياة وازدهر مجتمع بدونه، ولتختلف النظرات وتتباين وتشتجرفيما بينها، ولكن ليكن ذلك انصهارا يأتينا بذهب الفائدة ويفصل عنا رغام اللافائدة، و أن لا يكون تضييعا للوقت كما ذكرت واهدارا لموارد نحن فى اشد الحوجة اليها
وملاحظة ازدياد ابحث فى الفكر الجمهورى على صفحات البورد، اعتبرها أنا دليل صحة تسرى فى جسم الفكر السودانى بشكل عام ممثلا فى هذا المنبر الذى يجمع كل اطياف فكرنا السودانى بشكل خاص، وهى فرصة لأهل هذا الفكر ليوضحوا للآخرين ما لديهم، وفرصة أفضل لغير اهله لكى يتبنوا ما فيه ويستوضحوا خفاياه، لا ليؤمنوا به او يتبنونه، بل لكى تتسع دائر الفكر وتتفتح جنبات العقول لتعم المعرفة وليأخذ الفرد منا بعد ذلك ما يريده وليترك ما لا يتفق معه، بعيدا عن القدح والذم وتبخيس فكر الآخرين، وليرد المخالف على مخالفه بالحجة البينة والبرهان الساطع، وأعود مذكرا مرة اخرى بقول فولتير الخالد والذى نعرفه جميعا، فهو قد لخص كل ما نحن فيه فى جملة واحدة، لو اخذنا بها لتبين لنا طريق النقاش الهادئ المفيد
لن تنتهى الحدة فينا، فهى كما يبدو طبع أصيل فينا كسودانيين، لذا ولكى لا نقطع حبل التواصل مع الآخر، دعنا نغامر بمحاولة الحوار مرة وأخرى وثالثة، فسعى أن تطيع هذه الجينات المتمردة فى نسيجنا السودانى، ونتقبل المبارزة بروح طيبة، لنستفيد أولا ونحاول الإفادة إن استطعنا اليها سبيلا
تحية ليك يا صاحب الإسم الجميل المعانى
01-24-2003, 07:34 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51663
وأعجبني قولك أن هناك في السودانيين الحدة ربما في الجينات تذكرت الطيب صالح : وكيف أن الراوي قد استغرب من أدب مصطفى سعيد الجم، بينما نحن في البلد يقول الواحد للآخر يا ابن الكلب!!! === يا ريت نقدر نكون مطر .. عز الحريق
ونكون مصابيح الطريق
صباحكم خير ونور وألق
01-26-2003, 05:57 AM
THE RAIN THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
ومعذرة لتأخرى فى الرد، فعلا هذا الهجين السودانى العجيب، توليفة عصية على الفهم، وليتنا نستخرج أجمل ما فيها من صفات وطباع، اذ أن العنصر المهجن دائما ما يكون الأقوى، فقط تلزمنا الوسائل والتولز كما يقول الفرنجة الإنجليز
ليل نهار ندعو الله لأن ينصلح حالنا ونكون بين الأقوام التى تفخر بنفسها، ونحن فعلا كذلك، ولكن ليسطع ذلك كما الشمس
ودمت
01-26-2003, 05:58 AM
THE RAIN THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
ومعذرة لتأخرى فى الرد، فعلا هذا الهجين السودانى العجيب، توليفة عصية على الفهم، وليتنا نستخرج أجمل ما فيها من صفات وطباع، اذ أن العنصر المهجن دائما ما يكون الأقوى، فقط تلزمنا الوسائل والتولز كما يقول الفرنجة الإنجليز
ليل نهار ندعو الله لأن ينصلح حالنا ونكون بين الأقوام التى تفخر بنفسها، ونحن فعلا كذلك، ولكن ليسطع ذلك كما الشمس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة