|
جمع تسلم /الحاج وراق
|
الي غد بلا قيود مسارب الضي الحاج وراق
جمع تسلم
{ تحولت قضية السودان من موضوع للسياسة الخارجية إلى أحد موضوعات السياسة الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفى المقابل فإن الدور الأمريكى في سلام السودان صار أحد أهم المدخلات السياسية في السودان··· ومن هنا تكتسب العلاقات السودانية الأمريكية أهمية مركزية·· وفي هذا الإطار نظم مركز دراسات الشرق الأوسط وافريقيا مؤتمراً حول هذه العلاقات، قدم فيه الإمام الصادق المهد ى تحليلاً شاملاً للسياسة الأمريكية تجاه السودان وخلص من ذلك إلى استنتاجات وتوصيات محددة، اقدم للقراء خاتمة الورقة لما لها من أهمية:
{ >السياسة الأمريكية ليست صماء ولا تدار من مركز احد وربما اتخذت موقفاً غير متجانس مع مواقف اخرى· فالسياسة الامريكية اليوم في الشرق الاوسط وفى الخليج اكثر تشدداً وانصياعاً لآراء الصقور· ولكنها في جنوب شرق آسيا وفي السودان اكثر اعتدالاً·
لقد قلت سابقاً وأكرر هنا أن السياسة الخارجية الأمريكية اكثر اعتدالاً كلما كانت أبعد من منطقة الشرق الأوسط· لأن حجم اللوبى الصهيونى اكبر كلما كان الأمر اقرب لمنطقة فلسطين·
هذه القراءة لنفوذ اللوبى الصهيونى ترتكز على أسس موضوعية· خذ الحقائق الآتية:
دخل الفرد اليهودى الأمريكى في المتوسط ضعف دخل الفرد الامريكى، 16 من أغنى 40 أمريكى يهود، 40% من الفائزين بجائزة نوبل في العلوم والاقتصاد في امريكا من اصل يهودى، 20% من الاساتذة في الجامعات الكبرى كذلك، و40% من الشركاء في الشراكات في مهنة القانون في نيويورك وواشنطون من اليهود وهكذا· (xiii)
ما كل اليهود مع الصهيونية بل عدد كبير من أقوى مناهضى الصهيونية من اليهود·· واهم كتاب كشف عن استغلال المحرقة بعنوان صناعة المحرقة كاتبه يهودى هو نورمان فنكلستاين، ولكن هذه الارقام توضح القدرات المتاحة للوبى الصهيونى في امريكا، علماً بأن نسبة اليهود من سكان الولايات المتحدة تساوى 2%·
إن اثر اللوبى الصهيونى على القرار الامريكى بالنسبة للسودان يضاف إلى رؤية المتشددين من لوبيات كنسية واخرى امريكية· هؤلاء جميعا يقفون في صف التشدد وينبغى ان يحسب موقفهم لصالح اجندة السودان البديل·· وهذه الاجندة بطبيعة حالها معادية لنظام الإنقاذ وتتطلع لتصفية حسابات معه· لا يمكن لهذه الاجندة ان تتجاوب مع مشروع الإتفاق الثنائي الذى يروج له البعض لضمان استمرار النظام دون تعديلات جذرية·
الاتجاه الامريكى المعتدل يرى أن أجندة السودان البديل - يقصد بالسودان البديل سيطرة إقصائية للحركة الشعبية على السودان - ستؤدى لمزيد من الحرب ولايمكن تحقيقها عسكرياً· كما يستحيل تحقيقها سياسيا·· وهى إلي ذلك اجندة يرفضها حلفا امريكا الاوربيون والعرب وسوف تكلف الولايات المتحدة ثمناً باهظاً·
الموقف الامريكى الاخر هو الموقف المعتدل الذى يرعى السلام فى السودان على ان يحقق السلام اكبر قدر من تطلعات ومطالب الجنوبيين ويقترن بمشروع تحول ديمقراطى حقيقى تجاوبا مع التوجه الجديد فى السياسة الامريكية· هذا ما يقارب بين الموقف الامريكى والأجندة الوطنية بمحوريها السلام العادل والتحول الديمقراطى الحقيقى·
الموقف الامريكى سيكون بين دعم السودان البديل، ودعم السودان الجديد، ولكن ليس مع دعم اجندة دوام الحال الراهن·
المحور الثامن: ماذا لو اخفق مشروع السلام الحالى؟
نظام الإنقاذ لم يحتط لنفسه وهو يخوض هذه المحادثات فظهره عار من تأييد القوى الرئيسية فى الشمال وهو يفاوض في غيبة ا لجوار العربي·
إن المناخ الذي يفاوض فيه النظام اقرب الى تحميله مسؤولية الاخفاق وانزال بنود (قانون سلام السودان عليه· هذا الموقف يسنده تحالف يجرى تكوينه حاليا مكون من فصائل الاحتجاج الإثنى ومنظمات الاحتجاج الملى· هذا التحالف الداخلى الدولى مسنود إقليميا من دولتين علي الاقل: يوغندا لأن لها تصوراً ايدولوجياً يصنف العرب مستعمرين للسودان، وارتريا لأن لها تخوفاً جيوسياسى من العلاقة السودانية الاثيوبية، وكلاهما يراهن على نهاية النظام السودانى· هذا التحالف لا يحتويه الا تحالف اكبر يستجيب للمشروع من مطالبه ويوازن الشطط ويحقق الشروط السياسية لاتفاق شامل·
ليست المرحلة الحالية مرحلة مناورات التكسب الحزبي او الحكومى، بل مرحلة جمّع تسلم وهو الشعار الاصح في التعامل مع السياسة الامريكية في المرحلة القادمة، لان الثقل الشعبى هو امضي وسيلة للتعامل مع اصحاب القرار الأمريكى - ناهيك عن انه الموقف الوطنى والاخلاقى والدينى الصحيح ·· ان لهذا التجميع ثمناً معنوياً وماديا، هو في مجال قوى المقاومة التزام مخلص بحقوق المواطنة والعدالة والوحدة الطوعية، وفى مجال المتظلمين التوازن التنموى والخدمى والتعايش الدينى والثقافى، وفى إطار القوى الإسلامية الالتزام الصحوى الضامن لحقوق الآخرين، وفى الإطار القومى الالتزام بمشروع تحول ديمقراطى يحتكم للشعب·· هذه هي الفاتورة التي تحيط بالاجندات الخفية وتلقف ما يأفكون، ولكن (إنما يستجيب الذين يسمعون)<
{ وأكرر مع الإمام الصادق >إنما يستجيب الذين يسمعون
|
|

|
|
|
|