الخطاب الاستعلائى

كتر بس من الألق والنزيف والمواني والإندياح وكل العالم ح يقول عليك شاعر ومبدع وكمان يطلع ليك معاني عمرها ما خطرت ببالك

وأنا برضو زمان عملتها، الجماعة شايلين الجريدة فيها كلام خارم بارم على أساس انه شعر، ماشين يطبعوها، قلت ليهم دقيقة عندي قصيدة جاهزة، دخلت لي جوة عملت ليهم سلطة من الكلمات اياها واسميتها أنين الموت والقمر، ولولا انني ختمتها ببيت يقول

وهنا أبد الموت وأزل النار
وكمالٌ، ووليدٌ، ونزار

لما صدقوا أنني كتبتها في تلك اللحظات، لأن كمال ووليد ونزار كانوا هم الأصدقاء الشاهدين على الحادثة !!ا

المهم ان المسألة ليست حذلقة وألفاظ معقدة متداولة وسط المتثاقفين، وانما فكرة الواحد داير يوصلها بأسرع وأوضح طريقة للمتلقي، والمعروف أنه كلما اتسعت الفكرة ضاقت العبارة

وقالوا في نحوي ولغوي بليغ ومشهور، أسلم لما قرأ الآية
ا"وغيض الماء، وقضي الأمر، واستوت على الجودي"ا
وقال: ما كان لعربي ان يكون بهذه البلاغة الواضحة المختصرة، والله ما هذا بقول بشر

أها يا خوانا، كلمونا باللغة البنعرفها دي، انظروا إلى الشاعر حميد، بدارجيته البسيطة، المنتمية الى الناس العاديين الغبش الغلابة، انظروا اليه كيف ارتفع بهذه اللغة الدارجة البسيطة فعبر بها عن اصعب واسمى واعمق المعاني، دون ان يحتاج للألق ولا التعقيد ولا اللف والدوران حول المعني، وتلك لعمري درجة لن يبلغها المتحذلقون مهما فعلوا، فيا ايها الناس اذا أردتم الوصول الى قلوب وعقول الناس فخاطبوهم بما يفهمون، وهذه ليست دعوة للتسطيح، بل العكس هي دعوة للولوج في المعاني وترك التقعر في الألفاظ الذي يصرف الذهن عن المعنى، هذا اذا وجد المعني واذا صبر القارئ على تلك الترهات اللفظية الفارغة الجوفاء