الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
وجـــــــــع
|
شعور داخلي يتملكني لا ادري كنهه. شعور لأقل انه لزج كلزوجة الحلوى في اليد. لا ادري متى بدا. والى متى سوف يبقى، شعور بانقباض، لا أود الخروج، ولا التحدث مع احد ، بل أحببت الوحدة والتجانس مع النفس . الخلوة الذاتية تقودنا إلى أن نتمعن في الأمور ، نفك أو نحاول أن نزيل تشابكها . الخلوة الذاتية حلوة ، مرة . فيها الابتعاد عن الضجيج ، وعن كل ماهو غير مفيد . ومرة لأنها تقودنا إلى أن نفك رموز وأحاجي هذا الزمان السائح . وهل يستطيع الإنسان أن يفك أحاجي هذا الزمان؟ انه السؤال الذي يدق في العقل والوجدان كجرس يدق في الوديان . في هذا الزمن لاشيء يدوم . والكلمة يلوكها الإنسان في اللسان . فلا نستطيع أن نمسك بالكلمة ، ولا من الممكن أن نقطع اللسان . كل شيء لا يدوم . والابتسامة لا تدوم . والضحكة لا تطول . والألم ينز كما تنز الأرض الماء بعد المطر . لكنه أحيانا لا يطول . ربما يتبعثر الألم في شوارع الذات ، لكنه مثل لون الدم أبدا لا يتغير . قناديل النفس ذات ذبالة تتمايل ، تتمايل يمينا ويسارا . لأنها مع رياح الذات تتحرك . وذاتي في ارتحال . أفكاري أصبحت مثل عصافير صغيرة تتقافز في قفص العقل . ترحل ثم تؤوب ، وترحل ثم تؤوب . ما أصعب أوبة الألم . لكن دفق الذات ذو فلتر كبير ، يبعثر كل شيء . لكن هل ترتاح النفس ؟ وهل تتبعثر الاويقات المؤلمة ؟ وهل تنغلق الذات على ذاتها ؟ هل يتوقف دفق الدم ؟. آه ... كم أنا متعب في هذه الخاطرة . والأزمنة السابقة أبخرة سراب . سراب ... سراب ... سراب . إنها حروف مؤلمة حتى الوجع . إنها كلمة موجعة حتى الموت . إنها مثل وخز الإبر . لكن لا ... حتى وخز الإبر الآن أصبح نوعا من العلاج . يا للغرابة !!! إننا نتألم من وخزة صغيرة ، فكيف بنا نتحمل وخزات الإبر ؟. إنها الأيام والآلام مجتمعة . إنها الاويقات والإنسان متمازجة . هذا يغذي ذاك. والكل يعيش في هذا الزمان !! لكن من يا ترى يعتاش على الآخر ؟ من يا ترى يتغلب على الآخر ، ليس الإنسان ، بل هي الذات التي تسكن عمق الإنسان . الذات هي الوزن والميزان ، وأعتقد اليوم أن جميع أوزاني في كفة واحدة ، لهذا رجحت وارتفعت الأخرى في الفراغ . كفتي الثقيلة كلها أفكار ومعان وتأملات وعطاء . لهذا هي ثقيلة فاستقرت ، لكن الأخرى خاوية بلا أي أفكار ولا معان فأخذت تتأرجح في الهواء . إيه ... أيتها الموازيين وكل الأثقال . إيه ... أيتها الكفتان .. سأترك مقبض الميزان ، لان خيوط الزمان قد تمزقت وتفتتت وذابت لحملها الأثقال .
|
|
|
|
|
|
|
|
|