السودان يتهم من ال سي آي إي بتطوير أسلحة دمار شامل

رجح ضابط سوداني كبير يقيم في الخارج ان يكون العراق قد أخفي في السودان صواريخ بعيدة المدي وعينات من السلاح البيولوجي والكيمياوي جاهزة للاستخدام وذلك بعلم زعيم التيار الاسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي، في وقت حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. اي. ايه) في تقرير سلمته الي الكونغرس من محاولات تقوم بها سوريا وليبيا والسودان للحصول علي أسلحة دمار شامل أو ان لها محاولات لتملك القدرة علي تطوير هذه الأسلحة. فيما أكدت مصادر في الرئاسة السودانية عدم صحة هذه المعلومات، وقالت (ان هذا التنوير غير صحيح جملة وتفصيلاًً). وأكد الضابط السوداني الذي انشق عن الحكم السوداني منذ سنوات عدة ويقيم في عاصمة أوروبية منذ ذلك الحين (ان التعاون العسكري العراقي السوداني الوثيق يجري عبر دائرة أطلق عليها اسم (التعاون الفني السوداني العراقي) التابعة لجهاز الأمن السوداني). وأكد (ان جميع وثائق هذه الدائرة يجري اتلافها والتخلص منها بشكل دوري).
وقال هذا الضابط الذي فضل عدم ذكر اسمه (لا استبعد ان يكون العراق قد أخفي صواريخ وأسلحة دمار شامل في السودان). ويمتد التعاون العسكري بين السودان والعراق الي ما بعد حرب الخليج الثانية، حيث زود العراق الحكومة السودانية التي كانت تخوض حرباً شرسة ضد المتمردين الجنوبيين بالسلاح والعتاد والمروحيات العسكرية والخبراء العسكريين. وأكد العسكري الذي يحمل شهادة عليا في الهندسة (انه زار العراق ضمن وفد يضم عدداً كبيراً من المهندسين الضباط بدعوة من مؤسسة التصنيع العسكري). وأضاف (التقينا علماء عراقيين شرحوا لنا تفاصيل عن بناء المفاعلات النووية). وكان نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه قد زار العراق زيارات سرية عدة التقي خلالها الرئيس العراقي صدام حسين وأصبح أحد المعجبين به وبنموذج الحكم الذي انشأه في العراق. ورداً علي سؤال حول قيام السودان بتصنيع أسلحة للدمار الشامل أو امتلاك تنكولوجيا تصنيعها، قال المصدر (لا توجد لدي السودان قدرات علمية أو مالية تمكنه من صنع مثل هذه الأسلحة)، مستدركاً ان الجيش يدير مصنع اليرموك لصنع أسلحة خفيفة وذخيرة وانشأ هذا المصنع بدعم من العراق والصين. وحول أماكن اخفاء الأسلحة العراقية الممنوعة قال المصدر (المعلومات الأولية تشير الي انها اخفيت في أماكن جبلية تقع شرق السودان في بورتسودان، وأماكن جبلية وعرة تقع وسط السودان في ولاية كردفان). يذكر ان تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يغطي الفترة الممتدة من الأول من تموز (يوليو) الي 31 كانون الأول (ديسمبر) 2001، قد أكد ان ليبيا ما زالت تواصل تطوير بنية تحتية نووية.

جريدة (الزمان) العدد 1401 التاريخ 2003 - 1 – 9