أين ملمس أياديكم من جسم الفيل

أخى السنجك

الثقافة كما عرفها الاخ اهل العوض هى معرفة شىء من كل شىء عكس التخصص والذى يعنى معرفة كل شىء عن شىء ما ومن هذا المنطلق اصبحت الثقافة ملك لكل من يريد وليست حكرا على فئة معينة رغم ان الاخ اساسى قد انزل بوستا سابقا يقول باستحالة الثقافة على الفقراء وانها حكر على المقتدرين فقط لا سيما فى زماننا هذا وعلى كل يبقى الاستعداد الفطرى فى الانسان هو موجهه لكى ينهل من الثقافة ام يغض الطرف عنها باعتبارها جميلة ومستحيلة وفى اعتقادى الشخصى انها مسئولية الدولة فهى التى يجب ان توفر المكتبات فى كل المدارس والاندية الثقافية وحتى المصالح حتى يسهل استعارتها واعادتها للمكتبة ثانية والثقافة تبدأ من المطالعة والقراءة وكما اسلفت الان تعددت الوسائط التى تعين على القراءة بوجود الشبكة التى تجمعنا وتتركنا نتحاور رغم المساحات الشاسعة بيننا ..

فى منحى اخر وكتعاريف عالمية نجد ما يلى :

لقد بدأ استعمال كلمة الثقافة فى فرنسا منذ أكثر بقليل من مائة عام فى قضية دريفوس الشهيرة عندما انقسم الناس إلى فريقين معه وضده، وكان إميل زولا يتزعم فريق المؤيدين لدريفوس فأصدر بيانا بعنوان بيان المثقفين ومن ثم بدأ استعمال الكلمة. لتستعمل بعد ذلك استعمالا ارتداديا يبدأ منذ القرن الثانى عشر حيث يشهد معظم النقاد الأوروبيين - ونذكر منهم على وجه الخصوص : لوكوف ودى ليبرا - بأن الثقافة الأوربية بدأت فى ذلك الوقت نقلا عن وبسبب الاحتكاك مع العرب.

فى العصر الحديث وضع كارل ماركس شرطين للمثقف، الشرط الأول أن يكون راغبا فى الكشف عن الحقيقة، والشرط الثانى أن يقوم بنقد صارم لكل ما هو موجود صرامة تحول دون تراجع النقد أمام النتائج التى يقود إليها هو بنفسه وأمام السلطة أيا كانت.
أما الدكتور محمد عابد الجابرى فيعرف المثقف بأنه ضمير أمته، ولا مناص من أن ينعت بأنه شخص يثير العراقيل والفتن، من طرف الطبقة المسيرة التى تعمل على الحفاظ على الوضع القائم.


وفى ايامنا هذه نجد ان الثقافة اكتست وشاحا اخر او تحديدا اطلاق كلمة المثقف فهاهم نخبة فى دولة ما يصدرون بيانا باسم المثقفين فى قضية معينة مهمشين كل ما سواهم وهذه الجماعة قد تكون مقربة من اهل الحل والعقد فيتسنى لها امتلاك وسائل الاعلام فلا نرى سواهم وهكذا تكون الثقافة منفرة لقطاع كبير بالقياس عليها وفى هذا المقام يحزننى فى السودان ان يعتلى البعض منصة الاعلام ويتحدث باسم الثقافة ويحدد محاورها واطرها وغيره على الشرفات لا يسمح له حتى بابداء الرأى فهنا تكون نكسة للثقافة..

ارجو اخى ان لا اكون اطلت وانا من اعداء الاطالة ولكنى ارى اننى لم اتطرق للب الموضوع بعد ..

لك تحياتى