|
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)
|
ماقبله
إن التزمت والخوف من الحداثة هما بمثابة نتيجة لواقع تاريخي معاصر. وأن الأصولية التي يجري تضخيمها في الغرب وفي أجهزة الاعلام التابعة والتي تعطي انطباعا قويا للحالة التي يرتبط فيها العنف بالقداسة هي الأخرى ضحية. صحيح أن المرنيسي تجنح في تحليلها لهذه الظاهرة باتجاه الخطاب الأيديولوجي السائد الذي يربط الأصولية بالنفط والبتر ودولار، إلا أن هذا لا يمنع المرنيسي من رؤية الحقيقة والقلق الحضاري على وجه الشباب المسلم المتردي الى هاوية الخوف واليأس والذي يجد ملاذه في المقاومة والتحدي في الاسلام كرأسمال رمزي يجذر المقاومة ولا يدفع الى الاستسلام. تقول المرنيسي في خطاب شاعري: "إذا ركزنا آلة التصوير على عنف الأصولي - كما تفعل أجهزة الاعلام الغربية - فالاستراتيجية تقني بقتله. وبالمقابل إذا ركزناها على ضيقه. على خوفه من أن يكون منسيا في ذلك الاحتفاء الكبير للمعرفة، الذي هو أحد الوعود الأكثر جاذبية لها، إذن فالحل يكون بالسماح له بالمشاركة. من هنا تأتي أهمية العودة الى الكعبة الشريفة في العام الثامن، عندما لم يكن الاسلام سوى أمل بالسلام، كي يتشبث برسالته وبأ رضية كفاحه " الخوف من الحداثة ص 117 إن التساؤل الذي يستشف من عمل المرنيسي هذا، هو هل ثمة إمكانية لنزع معطف القداسة عن العنف. والجواب نعم، فالتحليل العقلاني للاسلام لا يضيف القداسة على العنف. والمرء الذي يعرف، أي يشارك من موقع متكافي ء في مهرجان المعرفة الانسانية - لا يستطيع أن يكون عنيفا وفظا، خاصة وأن الاسلام هو دين الرحمة. إذن فالعنق هو بمثابة نتيجة لعملية إبعاد للآخر، ونتيجة لطغيان واستبداد يمارسا الداخل والخارج معا. هكذا تعيد المرنيسي الكرة باتجاه صناع القرار هناك، لنقل - وعلى حد تعبيرها - باتجاه "مومس سان فرانسيسكو" وتشير الى ميثاق الامم المتحدة الأكثر عدوانية مما يمكن تخيله (ص 84) والذي هو بمثابة واجهة تبرر عنف الأخر علينا نحن العرب.
أعود في النهاية الى التساؤل عن سر التفاؤل الذي يدفع بالمرنيسي الى التبشير بإمكانية النهضة خاصة وأننا في زمن تحجب فيه كل أشكال المقاومة إذ أن تحجيب المرأة هو تحجيب للمقاومة على حد تعبيرها. المرنيسي تعزو هذا التفاؤل الى إرادة التغيير التي تتملك الشعب العربي وعلى رأسهم الأصوليون على حد تعبيرها. إنها الهجرة الجماعية باتجاه حاضر أخر. وهاهي قوى الاحتجاج الراديكالية تأخذ مواقعها والمرنيسي هنا تشير الى المواقع الجديدة التي دخلتها المرأة، المواقع الممنوعة لاسيما الجامعات العربية حيث تصنع المعرفة هنا. وهذا ما يجهله الغرب المقيد بفكرة المرأة المحجبة. فالنساء لم يعدن مزر وبات في الحريم ولسن بصامتات كما عودنا هذا الخطاب الاعلامي المشدود الى ربقة الأحكام القبلية والجاهزة.
المراجع:
1- محمد عابد الجابري، نحن والتراث (بيروت، دار الطيعة، 1980).
2- ميشيل فوكو، إرادة المعرفة ترجمة مطاع صفدي وجورج ابي صالح (بيروت، مركز الانماء القومي 1990).
3- نوال السعداوي:
أ- الرجل والجنس (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1976).
ب- الأنثى هي الأصل (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1976)
جـ- المرأة والجنس (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1974).
د- المرأة والصراع النفسي (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات، 1977).
4- فاطمة المرنيسي:
أ- الحريم السياسي (دمشق، دار الحصاد، 1993) ترجمة عبدالهادي عباس.
ب- السلطانات المنسيات (دمشق، دار الحصاد، 1994) ترجمة عبدالهادي عباس وجميل معلى.
جـ- الخوف من الحداثة (دمشق، دار الباحث، 1994) ترجمة محمد دبيات.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | أبنوسة | 08-14-02, 10:58 PM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | أبنوسة | 08-14-02, 11:03 PM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | أبنوسة | 08-15-02, 11:41 AM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | أبنوسة | 08-15-02, 11:42 AM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | elnadeif | 08-15-02, 07:35 PM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | masarat | 08-16-02, 01:35 AM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | مارد | 08-16-02, 04:43 AM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | أبنوسة | 08-16-02, 10:31 AM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | nadus2000 | 08-21-02, 06:30 PM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | مارد | 08-21-02, 10:04 PM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | هدهد | 03-04-03, 11:31 AM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | zumrawi | 03-04-03, 08:31 PM |
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني | Abdel Aati | 03-04-03, 10:48 PM |
|
|
|