الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)
|
الريادة المنسيّة - نبيل سليمان
بوسع المرء اليوم أن يقع علي قدر أكبر فأكبر حول المساهمة الريادية للمرأة في سوريا، في كتابة القصة أو الرواية، أو في الصحافة والنشاط الاجتماعي والفنون، ما عدا الشعر. فمنذ سامي الدهان وسامي الكيالي ومحمد صبحي الأشتر إلي محي الدين صبحي ونعيم اليافي وأقرانهم من المتقدمين جيلاً فجيلاً في دراسة الشعر في سوريا، إلي أحمد بسام ساعي ودريد يحيي الخواجة ومحمد جمال باروت وخليل الموسي ووفيق خنسة ومصطفي خضر وعبد الكريم الناعم وسعد الدين كليب وخالد زغريت وأقرانهم من المحدثين، تغيب الشاعرة ــ من الرائدات ومن المعاصرات ــ عن أعمالهم الأكاديمية وغير الأكاديمية، إلا إشارات عابرة في أقل القليل من المدونة العتيدة. ولئن كان ذلك يتعلق أيضاً بدعوي افتقاد البصمة الخاصة، فهو لا يبرره، سواء لجهة التوثيق، أو لجهة شمول كثير من أعمال المذكورين جميعاً لشعراء عبروا بلا بصمة خاصة في فترة أو أخري. ومن اللافت أولاً أن أغلب الشاعرات الرائدات قد ولدن بين الحربين العالميتين الأولي والثانية. ومن اللافت ثانياً أن أغلبهن قد تأخرن في نشر المجموعة الأولي حتي ستينيات القرن الماضي، بعد أن كان الشعر الحديث قد قطع شوطه الحاسم، فتعقدت حد الاستحالة فسحة ريادة الشاعرات ومواكبتهن للمشهد الشعري، ولعل في ذلك تعلة أخري لنسيان وتناسي الدارسين. فالمجموعة الأولي لفاطمة بديوي ولدت عام 1929 وهي أغاريد الطفولة ظهرت عام 1961، والمجموعة الأولي لسنية صالح ولدت عام 1935 وهي الزمان الضيق ظهرت عام 1964، والمجموعة الأولي لمهاة فرح الخوري ولدت عام 1930 وهي وكان مساء ظهرت عام 1965، والمجموعة الأولي لعفيفة الحصني ولدت عام 1918 وهي وفاء ظهرت عام 1966. ومن هذا الجيل من تأخرت مجموعتها الأولي حتي سبعينيات القرن الماضي، مثل هدي النعماني ولدت عام 1930 وعنوان المجموعة إليك وقد ظهرت عام 1970. وفي العام نفسه ظهرت باكورة ناديا نصار ولدت عام 1934 بعنوان (وجدٌ تعري)، وباكورة نبيهة حداد (أزهار ليلك)، كما ظهرت باكورة هند هارون (ولدت عام 1928 بعنوان (سارقة المعبد) عام 1977، وباكورة فاطمة حداد ولدت عام 1925 بعنوان (صديقي) عام 1976، وباكورة ناديا الغزي ولدت عام 1935 بعنوان (هديل) عام 1979. وإذا كانت سنية صالح قد انفردت من بين هذا الرعيل بكتابة قصيدة النثر، فثمة أيضاً عزيزة هارون التي ظل شعرها مبثوثاُ في الدوريات، ومنها (الصباح ـ أصداء ـ الأديب ـ الآداب)، وقد جمعت عفيفة الحصني بعض هذا الشعر المنسي في ما سمته (ديوان عزيزة هارون ـ 1992). ويردد بعض العارفين أن غُرَرَ غزليات بدوي الجبل كانت في الشاعرة عزيزة هارون، وأن الشقرة ـ حيث حضرت في تلك الغزليات ـ تعنيها، ومن ذلك قوله:
في مقلتيكِ سماواتٌ يهدهدها من أشقر النور أصفاه وأحلاهُ قلبي ـ وللشقرة المغناج ـ لهفته ليت الحنين الذي أضناه أفناه مدلّهٌ فيكِ ما فجرٌ ونجمته! مولّهٌ فيكِ ما قيسٌ وليلاهُ!
ولعله يكفي في هذا المقام للذاكرة وللنسيان معاً ـ وبانتظار من يستوفي ويدقق ويدرس ـ أن يشار، من بعد إفراد تجربة سنية صالح، إلي أن أغلب شعر أولاء الشاعرات قد طُبع بما طبع أغلب شعر الشعراء، من الكتابة الخليلية إلي كتابة التفعيلة، ومن ظلال رومانسية جماعة أبولو ومدرسة الديوان، مع توفّر خصوصية ما لدي بعضهن، ومن ذلك مثلاً قصيدة (غير أني) لفاطمة حداد، والتي بنتها مقطعات تنتهي ببيت سيكون لازمة القصيدة، فنقرأ من المتن:
من طيب خمركَ من لهيبكَ ثورتي ومشاعري من عذب لحنكَ من سناكَ قصائدي وخواطري ثم نقرأ لازمةً بعد لازمة في نهاية مقطوعة بعد مقطوعة: ہ لا شيء غيركَ في حياتي غير أني أكرهك ہ بهواك أستعر ارتعاشاً غير أني أكرهك ہ لا لست أدري كيف أكره غير أني أكرهك.
وفي اللفحة الصوفية والتصعيدية الأليفة نقرأ للشاعرة نفسها:
وما رأيتُ حبيباً يستحق هوي ولا رأيتُ الهوي في الخلق يكتملُ حتي سموتُ بحب الله خالصةً وكل حبٍ لغير الله منخذلُ
وفي شعر هند هارون مثل هذه الالتماعات، كقولها:
وتقول: إني في هواكَ وفي مغاني الحب طفلهْ ظللتني برحاب قلبكَ فاسترحتُ عشقتُ ظلَّهْ ترك الربيع علي ثيابي الزهرِ خضرتَهُ وطلّهْ وكقولها في سر الإبداع: وأسأل نفسي بكل اللغات عن السر يكشف عندي حجابه ويبقي السؤال علامة غيب وأجهل أعرف تلك الإجابة
وممّا يلفت لدي هاتين الشاعرتين ولدي الأخريات أن مثل هذه الالتماعات ـ علي ندرتها ـ لا تكاد تأتي فيما كتبن من شعر التفعيلة، علي الرغم من أن منهنّ من ظلت تكتب الشعر حتي وفاتها (عزيزة هارون وهند هارون وفاطمة حداد..) بمواكبة انعطافات الشعر العربي الحديث خلال القرن الماضي، بينما مالت الدراسات أو الترجمة ببعضهن عن الشعر (مهاة فرح الخوري وناديا الغزي..). وعلي أية حال، ومها يكن نصيب الجميع من الريادة الشعرية، متواضعاً، فمن حقهنّ علي الدرس ألاّ تُترك تجربتهن للنسيان.
جريدة (الزمان) العدد 1316 التاريخ 2002 - 9 -19
aymk
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | أبنوسة | 06-28-02, 12:10 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | Abdel Aati | 06-28-02, 01:52 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | أبنوسة | 09-14-02, 10:51 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | zumrawi | 09-14-02, 11:49 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | zumrawi | 09-18-02, 09:56 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | أبنوسة | 04-04-03, 08:46 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | الجندرية | 04-04-03, 09:02 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | Abdel Aati | 04-04-03, 10:39 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | bent-elassied | 04-05-03, 06:08 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | Ishraga Mustafa | 04-05-03, 07:34 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | zumrawi | 04-05-03, 07:30 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | sympatico | 04-05-03, 10:14 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | أبنوسة | 04-06-03, 05:39 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | هدهد | 04-06-03, 06:25 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | أبنوسة | 04-06-03, 10:29 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | Eima | 04-06-03, 03:29 PM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | Abdel Aati | 04-07-03, 04:19 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | الجندرية | 04-09-03, 10:06 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | أبو ساندرا | 04-09-03, 11:42 AM |
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي | Abdel Aati | 04-10-03, 03:46 AM |
|
|
|