وانجا والأسئلة المحاصرة بالجراحات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 03:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2003, 08:01 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وانجا والأسئلة المحاصرة بالجراحات

    إلى الوليد محمد الامين فى منفى حضوره
    إلى صديقنا رامبو، هنئنا لنا ولنوالك فأنت مازلت نابض بالوجد القديم



    هدهدة أولى:

    رغم إرهاق السنوات التي مضت جارفة فى إيقاعها المجنون أجمل سنوات العمر، حين كانت الشوارع والأزقة تقودنا إلي نهر حلمنا الوريف. ظلت وانجا فتية ولم تشيخ بفعل الحزن، فتية مسكونة بأحلام وبهواجس جيلنا الممزق بالهزائم والمرارت، رغم ذلك بقيت وانجا دافقة كنهر صادح وصاهلة فى عنفوان دفقات الحنين فى قلوبنا حين مس شغافها الحب لاول مرة

    وانجا الجدلية الرائعة بين الحبيبة والوطن، التداخل الحميم حين يصيبنا العجز الأليف فى أن نحدد الخطوط المتداخلة فى ألفة وحميمية بين الوطن الذي يحمل ملامح امرأة.



    خنجر الواقع:



    لم تطول هذه الهدهدة، حتى فعل الشعر ما عاد يدغدغ نبضات الوريد فالواقع يهددنا دائماً بخنجره ويلاحقنا أينما كنا، فاللوطن الآن ملامح امرأة ما عادت تقوى على فعل النشيد ومزامير عشقها للصباحات يعانى ذبول القرنفل فى أحلام العاشقين المتعبين



    وانجا صوبت فاكهة روحها إلى جوى والفلاح المثقف، إلى ميرى والى أصدقاء ما زالوا خصبيين فى الذاكرة، غفارى ورامبو ودرويش وآخرين يحملون ذات قسمات الحنين، إلى أطفال حلمنا أن نتعلم منهم أن أجمل الأعوام لم تأتى بعد.



    هونوا عليكم إن حاصرتكم أسئلتي المحاصرة بالجراحات



    أين هؤلاء الأصدقاء الحميمين؟ أما زالت الشجيرات التي احتفت بهم تثمر؟ وهل بقيت ميرى قادرة على صناعة الفرح؟ وأين هم أطفال المنافي والوطن المثقل بالجراح؟



    قبل أن تتوغل الجراحات أسئلتي أحرضكم لهدهدة أخرى، لهدهدة صوت أليف بان

    (تسكن كل الحمامات التي عشقتها تسريحة وانجا وأن توؤل نصف نجومنا الزرقاء إلى لونها الريفي البهيج)



    هل ظلت وانجا تعلمنا أحاديث النساء.

    بالله من هذا الوجع

    يالله من مخاض الأسئلة

    وياالله من نزف أحلام النساء المهزومات منذ فجر التاريخ

    هل ظلت الماء هي الرسول الدائم لوانجا، المرأة الوطن والوطن المرأة؟

    هل بقى الأيمان بان كل قطرة ماء هي نواة لخلق جديد؟

    أم تحمل وانجا الآن أحلامها على قدمي الرحيل وغيرتها المنافي لامرأة أخرى لا تعرف نفسها ولا الحبيب الوطن؟

    هل يكفى أن تضع وانجا راحتها المتعبة على كتفي طفلة مشردة بعد أن صار الوطن، كل الوطن مشردا وشريداً ؟

    هل نستطيع أن نحاصر ما تبقى منا من أحلام؟

    حتى نستطيع أن نرى فى وانجا ملامح الذاهبين إلى جنى القطن ونسمع منها شاشاى العائدين من قطف الطماطم واللوبيا؟ هل بقيت وانجا نحلة لقلب كتابنا ورحيق لنهايات الفصول كما اشتهى أيوب مصطفى، أم بقى هذا الحلم يسكن هواجسه متسكعا به دون أن يلتقي نصف حلمه فى زقاق بارد لا تستجم فيه الروح القلقه ولا يلتقي فيه من أحبهم واقتسموا معه الهم والحزن والخبز والنشيد و ….



    وأي مواسم غير مواسم الحزن تنتظر وانجا فى مفترق النشيد؟

    هل بقى أصلا نشيد يدلنا على أفق الماضي أم ظل الحاضر والمستقبل يحاصران العمر فى غياهب غيبوبتنا؟

    هل يمكن لامرأة مثلى هامت عشقا بوانجا ككل النساء الرائعات أن تنزف معلنة انهزامها ولعناتها لأحلام ما كانت تظن أنها أحلام من ورق السراب؟



    فقط يبقى ما فى أقصى القلب والذاكرة تتعرى للتفاصيل الإنسانية التي مزجت بين وانجا وعاشقيها، عشاقها الذين يركضون منهكين من الرحيل ومقتولين بمازوخية السلطة



    من منا بقيت أحلامه نابضة بذات الإيقاع؟ إيقاع فاكهة التحولات التي توقعها أيوب مصطفى



    يالله من (مغائصنا) والذاكرة تنتح بعقرب الوجع والقصيد

    ويالله من الحنين لكل الراكضين والراكضات فى فضاء النص الوانجى

    الله من حنينا لتلك الشوارع التي تسكعنا بها بألفه وطربت لحواراتنا وشجاراتنا وهمومنا، أزقة كانت تطرب لوقع أقدامنا التي لا تمل من التسكع، تحن الآن لوقع أقدام عادل القصاص والنعمان وانشراح وهاله الكارب، أسالوا الأسباط وحنان الطاهر وجريدة الوطن

    شوارع تفتقد الهمسات الحنينه الولعة لعشاق كانت (الشوارع لغة تواصلهم)، أسالوا عفيف ونازك، وأسألوا أيوب مصطفى حين (أرتعش بآلاف الحكايا والأقمار)

    ألم ينفذ الفقراء بعد إلى جوهر المسألة وكل الوطن فقير؟

    وانجا وأزمنة فرح يخفق له القلب رغم إن القلب ما عاد يعرف نبضاته حين يفرح

    وانجا حنينى لعاصفة الطبول ولساعد أيوب الأسمر ولكم ولهذا النشيد



    آه أي حقول الآن تعلن وانجا لها عشقها وجنونها وتفانيها للحبيب؟

    الحقول التي نضبت؟

    الشوارع الحزينه؟

    والجرائد الكاسدة الفكرة؟

    وأي سهرة أصدقاء؟

    اسألوهم وجلسات مصطفى سيد احمد ودندنات العشاق تحاصرني وتحاصركم بوجع الولادة

    اسألوهم والصادق الرضى منهك الحلم

    أسالوا (أصابع الفجر) التي ما عادت تستجيب لنداءات الحقول

    أمل وحيد يقف عاريا دون احتشام

    أمل (مواعيد الطلق الجديدة)



    هل ادخرنا ما تبقى من أصواتنا للمظاهرة القادمة؟ أم ادخرناها لنصرخ فى

    (العالم الأول) بانا بشر من لحم وحلم وجرح وتاريخ مهزوم

    هل بقينا طلقيين ومدجيين بالأسئلة والركض الجميل؟

    أم دججتنا كوابيس الغربة وقسوة الحكام

    أي سواعد للوطن؟

    وأي جسد ندخره لممارسة الفرح الآتي؟

    أجسادنا المنهكة الواجفة بفعل خذلان الروح من المقاومة؟

    وأي وليمة أعددناها لوانجا؟

    وأى أفق أعددناه لها حتى نتفاوض حول ميقات الاندلاع أم ندعهم يتفاوضون حول فائض قيمة عائدات البترول؟



    يا ربى إن التقينا من جديد على مماشي ذاك الوطن

    الله أن تعانقنا

    اقسم بأني سأغسل أحزانكم بدموعي وأناشيدي حين كنت عاشقة فتية لرجل قروي حميم

    أقسم ستغسلنا دموع أحزاننا فى بحر (ثقافة الهامش) ونهر (الأصدقاء واليسار الجديد)



    عزرا يا أصدقائي القدامى

    عزرا أن صلبتكم بأسئلة تهاجمكم كما النحل المنطلق فجأة من خليته

    وأسألكم

    هل بقيت وانجا فارعة فى حلمها وانسانها؟

    هل ما زالت تكنس الأحزان عن رواكيب الفقراء أم كنستها الأحزان وما عادت تدلف لباب نمت على عتبته عشب خطاه ناجى العلى



    أعرف إنها مسامرة من نوع آخر، ربما رمت عليها غربة روحي ظلالها

    ولكنى أعرف تماما إنها أسئلة تبكى أحلامنا التي ما عدنا ننتمي لها

    وما عادت تنبض حية فى حشرجة أيامنا القادمة

    أسئلة أبكتني الآن

    أسئلة تعريني وتعريكم أمام تاريخنا المهزوم

    فسامحوني أن سامرتكم ووانجا بلغة دحرجتني على حافة نشيد كان،

    نشيد اسمه الوطن



    هامش:



    وانجا المرأة التى صوبت فاكهتها نحو الفرح وأدهشت الفصول بموسميين، كتبه أيوب مصطفى فى نهايات الثمانينات، نص يجعلك تركض بقلق ولا تغمض لك شجون



    هامش ثانى:

    كثير من المفردات والمعانى كتبت أصلا فى وانجا ولضرورة الانسياب تم تداعى الذاكرة من خلال هذا النص

    اشراقه مصطفى

    فيينا 22/1/2003

    نقلا عن سودانايل








                  

العنوان الكاتب Date
وانجا والأسئلة المحاصرة بالجراحات Ishraga Mustafa01-23-03, 08:01 PM
  Re: وانجا والأسئلة المحاصرة بالجراحات أبنوسة01-24-03, 07:19 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de